الرئيسية - محليات - مدينة الحديدة تتحول إلى بحيرات من المجاري والقاذورات في ظل صمت الجهات المعنية
مدينة الحديدة تتحول إلى بحيرات من المجاري والقاذورات في ظل صمت الجهات المعنية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

توقف تدفق الزائرين للمحافظة ناتج عن الوضع المأساوي غير المسبوق الذي تعيشه

بسبب ما حباها الله إياه من موقع جغرافي مطل على البحر الأحمر ومن طقس جميل مع بداية الشتاء يتدفق عشرات الآلاف من اليمنيين إلى عروس البحر الأحمر من محافظات جبلية عديدة مثل “صنعاء وعمران والمحويت وحجة وإب وذمار…” وغيرها من المحافظات التي يأمل أبناؤها التمتع بساحل مدينة الحديدة والسباحة في مياهها… أو الوقوف على بعض المعالم الأثرية التي توجد في المحافظة.

على طول ساحل مدينة الحديدة جنوبا وحتى ساحل الكثيب شمال غرب مدينة الحديدة يمتلئ الشريط الساحلي بآلاف من السواح الزائرين للمحافظة .. ناهيك عن ذهاب البعض من هؤلاء الزائرين إلى بعض المناطق الساحلية التي تمتاز بمياهها الجميلة وترابها الرائع كما هو الحال مع منطقة الصليف شمال مدينة الحديدة والقريبة من محطة الكهرباء برأس كثيب حيث يوجد في هذه المنطقة بعض العشش والألعاب والتي عملت أساساٍ لمهندسي محطة الكهرباء إلا أنها أصبحت متنزها للمواطنين الذين لا يجدون متنزهات حكومية في المدينة.. كما يلجأ بعض المواطنين للذهاب إلى منطقة العرج الساحلية شمال مدينة الحديدة وبعض المناطق القريبة من مدينة الحديدة التي يقصدها الزائرون من أبناء المحافظة أو القادمون من خارجها. ومع ذلك التدفق الكبير للوافدين إلى محافظة الحديدة خلال عطلة العيد تفتقر المحافظة للمتنزهات العامة فلا يوجد على طول شريط الساحل المقابل لمدينة الحديدة أي من المتنزهات لكي ينزل فيها الزائرون لأخذ قسط من الراحة والتمتع بالمناظر الخلابة والمعالم التاريخية. أهمال كما أهملت الجهات المسئولة في الدولة إعداد خارطة سياحية إرشادية للمعالم التاريخية الموجودة في الحديدة ليتم من خلالها استقدام الزائرين لتعريفهم بهذه الآثار الموجودة في المحافظة فالحديدة يوجد بها العديد من المناطق والجزر الأثرية والسياحية مثل جزيرة كمران التي تعد إحدى أهم الجزر التي يوجد بها معالم تاريخية تعود إلى ما قبل قرون من الزمن. محمد علي “أحد الزائرين” من محافظة صنعاء قال إنه قدم إلى محافظة الحديدة بهدف الاستفادة من عطلة العيد إلا أنه لا يعرف أين يذهب سوى ممارسة السباحة في البحر خاصة وأن قيادة المحافظة والجهات المسئولة فيها لم توفر بروشورات سياحية تتضمن تعريف الزائرين بالأماكن التي يمكن زيارتها خلال عطلة العيد وبما يعود بالنفع على الدولة والمحافظة. واستنكر محمد علي انعدام المتنزهات الحكومية على الشريط الساحلي في مدينة الحديدة والتي يمكن أن يستريح فيها الزائرون. تدهور البنية التحتية مدير مكتب السياحة في الحديدة الأخ عبدالله الكولي قال: إن الحديدة شهدت تدفقاٍ للزائرين خلال الأيام الأولى للعيد تجاوز أعدادهم ما يقارب 150 ألف زائر حتى ثالث أيام العيد وهو عدد دون الأعداد التي كانت تتدفق على المحافظة خلال الأعياد الماضية.. والسبب يعود إلى تردي الخدمات العامة وتدهور البنية التحتية في المحافظة فالمجاري منهارة والقمامة تملئ الشوارع. وأضاف الكولي أن السلطة المحلية ومكتب السياحة قاما بتوجيه قوات خفر السواحل في المحافظة بالعمل على دوريات على الشريط الساحلي تفادياٍ لوقوع حالات غرق والتي قد تقع في الغالب بسبب إقدام بعض الزائرين على السباحة في الوقت الذي ليست لديهم مهارة السباحة. وأكد أن المحافظة تفتقر اليوم للعديد من الأنشطة والفعاليات التي يفترض أن يتم تنفيذها من قبل مكتبي السياحة والثقافة لعدم وجود بنود مالية مخصصة لهذا الجانب. ارتفاع الأسعار وفي العيد يستغل البعض من التجار تدفق عشرات الآلاف من الزائرين لمدينة الحديدة لرفع أسعار المواد الغذائية وفي مقدمتها الأسماك بشكل كبير ويقول المواطنون من أبناء المحافظة إن أسعار الأسماك تشهد ارتفاعاٍ ملحوظاٍ منذ اليوم الثاني لأيام العيد بسبب تدفق الزائرين فما كان يباع قبل العيد بـ500 ريال ارتفع إلى 2000 ريال وهو ارتفاع غير مبرر خاصة وأن الطقس حار وفيه يتزايد تواجد الأسماك. وعلى نفس الصعيد قامت الفنادق برفع أسعار خدماتها وأسعار الغرف فيها خلال فترة العيد حيث وصل سعر الغرفة الواحدة في بعض الفنادق إلى عشرة آلاف ريال وهو سعر كبير مقارنة بالأسعار في بقية المحافظات مما جعل العديد من الزائرين يفضلون النزول والمكوث في الشواطئ وعمل خيم بالقرب منها هروباٍ من الأسعار الكبيرة للفنادق في الحديدة. كما ارتفعت أيضاٍ المواصلات في المحافظة وأصبح السائقون يرددون كلمة واحدة وهي (إحنا اليوم عيد وسعر ثاني).. الافتقار لحديقة عامة يعمل العديد من أبناء محافظة الحديدة على الاستفادة من أيام العيد للترويح عن أنفسهم وأفراد أسرهم وأهلهم بداية بشراء الملابس الجديدة وفي حدود الإمكان وبعد ذلك بالذهاب إلى المنتزهات والحدائق العامة الحكومية لكن الشيء المفاجئ أنه لا توجد في الحديدة حدائق حكومية تلك الحديقة العامة التي قامت الجهات الرسمية بالمحافظة بخصخصتها لأحد رجال الأعمال فقام من جانبه بتحويلها إلى قطاع خاص فأصبح الداخل إلى هذه الحديقة ملزماٍ بدفع مبلغ مالي 150 عن كل فرد من أفراد عائلته هذا في ما يتعلق بالدخول يضاف إليها 150 ريالاٍ عن كل لعبة للفرد الواحد طبعاٍ نعني بالفرد الواحد هم الأطفال فلو أن شخصاٍ لديه 5 أطفال ويريدون أن يدخلوا هذه الحديقة التي كانت حكومية فيما سبق فإنه يحتاج إلى آلاف الريالات ليتمكن أبناؤه من اللهو واللعب والفرح في أيام العيد.. وبالرغم من المناشدات التي يقدمها أبناء المحافظة للجمعيات المعنية لإنشاء حديقة حكومية تكون خاصة بأبناء الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين لا يقدرون على دفع تلك المبالغ المالية الكبيرة الخاصة بتلك الحدائق المخصخصة ويأمل العديد من المواطنين في الحديدة أن يأتي اليوم الذي يحصل فيه أبناؤهم على حقهم في إقامة المنتزهات والحدائق العامة فالحديدة والتي يقترب عدد سكانها من 3 ملايين نسمة تقريباٍ ناهيك عن أنها منطقة جالبة للسياحة الداخلية والخارجية تفتقر إلى وجود حديقة عامة تقوم الدولة بتوفير ألعاب الأطفال فيها حتى وإن فرضت رسوماٍ نسبية على الذين يقصدونها كما كان حاصلاٍٍ في السابق. وضع مأساوي في ظل أفراح العيد وأجوائه الجميلة تبرز العديد من المنغصات التي عكرت المزاج العام في مدينة الحديدة فكل الشوارع والأحياء والحارات باتت تعيش وضعاٍٍ مأساوياٍ غير مسبوق بسبب انهيار شبكة المجاري خلال شهر رمضان الكريم وليزداد هذا الوضع سواءٍ في آخر ليلة من ليالي الشهر الكريم التي حظيت بأمطار غزيرة في معظم مديريات المحافظة ومنها مدينة الحديدة لتختلط مياه الأمطار مع بحيرات الصرف الصحي الموجودة بشكل كبير في الشوارع والأحياء. وفي ظل انعدام الخدمات وغياب الجهات المعنية وعدم القيام بشفط تلك المياه وبحيرات الصرف الصحي تحولت العديد من شوارع مدينة الحديدة إلى بحيرات من المجاري المخلوطة بمياه الأمطار خاصة في شارع صنعاء وهو الشارع الأهم والأكبر في مدينة الحديدة وشارع الدمغة والذي توقفت فيه الحركة حتى كتابة هذا التقرير بسبب ارتفاع نسبة مياه بحيرة الصرف الصحي نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة مؤخراٍ وسوقا باب مشرف والمطراق وهما أهم سوقان في مدينة الحديدة أصبحا عبارة عن مكان للقذارة والأوساخ لعدم قيام الجهات المعنية بشفط مياه الأمطار منها وكذا التدفق لمياه الصرف الصحي من بعض البيارات إلى داخلهما. الحال في شارع جمال سيء جداٍ فما يزال الشارع ممتلئاٍ ببحيرات الصرف الصحي منذ الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك وحتى يومنا هذا مما تسبب في انتشار كثير من الأمراض والأوبئة في أوساط المواطنين وهناك أحياء وشوارع وحارات ومناطق أخرى وعلى امتداد مدينة الحديدة أصبحت محاصرة بسبب المجاري الطافحة التي أحاطت بالمنازل من كل اتجاه وتسببت خاصة خلال العيد بتوقف الحركة لأوقات طويلة بل إن البعض فضل لزوم منزله وعدم الخروج تجنبا للوقوع في تلك البحيرات (الصرف الصحي). خطة أمنية إلى ذلك أعدت إدارة أمن محافظة الحديدة خطة أمنية خلال إجازة عيد الفطر المبارك بالاشتراك مع مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية بالمحافظة لحماية المنشآت العامة والخاصة والسواحل والمنتجعات السياحية والحدائق العامة والخاصة التي يرتادها المواطنون وزوار المحافظة من المحافظات الأخرى ومن دول الجوار خلال أيام العيد. وأوضح العميد محمد أمين المقالح مدير أمن الحديدة لـ«الثورة» أن الخطة الأمنية الاستثنائية تشمل تسيير دوريات ثابتة ومتحركة وراجلة في الحدائق العامة والخاصة والمنتجعات السياحية والسواحل التي يقصدها المواطنون خلال إجازة العيد إلى جانب تسيير دوريات بحرية من خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر أمام السواحل التي يرتادها الزوار مجهزة بغواصين وكافة وسائل البحث والإنقاذ لمواجهة أي طارئ في هذه الأماكن إلى جانب تأمين مصلى العيد وتنظيم حركة المرور بالمحافظة وخاصة الأماكن المزدحمة. وأكد المقالح أنه تم تنفيذ هذه الخطة الأمنية الاستثنائية منذ أول أيام عيد الفطر المبارك في معظم مديريات المحافظة وخاصة الساحلية والسياحية وحتى انتهاء إجازة العيد وذلك بهدف حماية الأمن العام والسكينة العامة بالمحافظة والقبض على كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن العام.