حذر المركز الوطني للأرصاد المواطنين من خطورة التواجد في المنحدرات والأودية تجنبا◌ٍ لأية مخاطر قد تنجم عن السيول التي تسببها الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال الساعات القادمة في مختلف مناطق البلاد. وكانت سيول الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين في عدد من المحافظات قد خلفت 4 قتلى بينهم 3 نساء من عمران وشاب بسيئون إلى جانب خسائر مادية كبيرة جراء جرف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وسارعت قيادات السلطة المحلية إلى تشكيل لجان للنزول الميداني وتقييم الخسائر والأضرار الناجمة عن هذه الأمطار في مختلف المحافظات. ففي محافظة عمران أدت السيول الغزيرة التي تدفقت على عدد من مديريات المحافظة أمس إلى إلحاق خسائر مادية كبيرة وجرف عشرات الأراضي الزراعية وبعض الآبار الارتوازية. وذكر شهود عيان لـ”الثورة ” أن السيول التي شهدتها عدد من المديريات قد جرفت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية ومنازل المواطنين في مديريات سفيان والعشة وبني صريم . وقال جميل قطينة أن السيول طمرت بئرا◌ٍ ارتوازية بالإضافة إلى جرف اراض◌ُ زراعية ومزارع قات وعدد من المواشي وممتلكات خاصة بأبناء المنطقة في وادي هبة بمديرية العشة والذي يعد من أخصب الوديان الزراعية في المديرية في زراعة الخضروات والحبوب والبن والفواكه. فيما جرفت السيول مئات الهكتارات من الاراضي الزراعية في مديرية بني صريم جراء تدفق السيول على وادي البلية وتسببت في تضرر الحاجز المائي في المديرية. وفي مديرية سفيان تعرضت عدد من المزارع إلى الجرف جراء تدفق السيول بشكل غزير بالإضافة إلى تعرض عشرات المنازل لأضرار فادحة وفقدان بعض المواشي هناك . وأدى ارتفاع منسوب السيول في محافظة عمران إلى تعرض ممتلكات عدد من المزارعين للانجراف وإتلاف عدد من المحاصيل الزراعية وطمر آبار زراعية وإلحاق خسائر مادية كبيرة في الممتلكات بسبب تدفق السيول بشكل لم يسبق لها أن تدفقت بمثله من قبل . وناشد المئات من السكان المحليين في المناطق المنكوبة السلطة المحلية الإسراع في وضع حلول عاجلة لفتح قنوات تصريف المياه واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار وقوع الأضرار التي سببتها سيول الأمطار ونجم عنها خسائر مادية في الممتلكات. كما لحقت بعدد من المزارع في مديرية حرف سفيان أضرار بالغة جراء السيول وكذا عدد من منازل المواطنين فيما ألحقت السيول أضرارا◌ٍ في حاجز مائي في وادي آل البلية بمديرية بني صريم¡ فيما تفيد الأنباء الواردة من مديرية القفلة بوفاة ثلاث نساء جرفتهن سيول جرارة . وعلى إثر ذلك كلف اجتماع برئاسة وكيل المحافظة المساعد صالح عيشان لجنة من مكاتب الزراعة والتحسين والإعلام لزيارة المناطق المتضررة جراء السيول ورفع تقرير عاجل عن حجم الخسائر والأضرار التي خلفتها في تلك المناطق. وفي سيئون توفي الشباب عبدالباري صلاح بافضل (18) عاما◌ٍ وهو من ابناء مديرية ساه بعد أن جرفته السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة. ومنذ يوم أمس باشرت مجاميع من الفرق الشبابية بمديرية ساه والتي هبت من كل حدب وصوب في التعاون لتمشيط الوادي بعد أن خفت حدة سرعة السيول القادمة من واديي زبون وعدم حيث وصلت مجموعات من هذه الفرق حتى منطقة راوك . وأفادت لـ«الثورة» مصادر في الفرق الشبابية التي تطوعت للبحث عن الشاب المفقود عبدالباري صلاح أحمد بافضل المفقود أنه تم العثور صباح أمس الخميس على جثة هامدة بالقرب من مدخل قرية عنقورة شرقي مدينة ساه مسقط رأس الفقيد. وكانت الفرق الشبابية المتطوعة قد انتشرت بعد الواقعة مباشرة بحثا عن أخيهم وصديقهم الشاب عبدالباري بافضل واقتفاء أثره بعد أن جرفته مياه السيول الغزيرة في منطقة الحسك حيث كان يغتسل مع مجموعة من أقرانه. على صعيد متصل اطلع محافظ صعدة فارس محمد مناع أمس على حجم الأضرار التي تعرضت لها المنازل والأراضي الزراعية والآبار بمديرية سحار جراء السيول المتدفقة التي تسببها هطول الأمطار الغزيرة على المنطقة . والتقى المحافظ مناع عددا◌ٍ من المزارعين والمشائخ والوجهاء والأعيان وجمعا◌ٍ من المواطنين بمديرية سحار¡ واستمع منهم إلى حجم تلك الأضرار والمعاناة التي يعيشونها جراء الدمار والخراب الذي ألحقته السيول بالمنطقة. وأكد محافظ صعدة أنه سيتم دراسة تلك الأضرار والرفع بتقرير حولها إلى الجهات المختصة لاتخاذ اللازم .