وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
صدر للكاتبة نجاة باحكيم روايتها الأولى وهو ثاني إصدار لها بعد مجموعتها القصصية الأولى(ذات ليلة). والرواية بعنوان(رواية جهينة) تقع في( 156 )صفحة توزعت على ثلاثة فصول ..هي :ليلة العمر ..غربة وحنين .أمي التي. من الصفحات الأولى تتبرعم شخصيات الرواية: صفوان.. جهينة.. جمال.. شيماء.. ريتاج.. فريال.. أبو الفضل.. رقيبة.. مراد.. أميرة.. عصام.. سمير.. جمانة.. وشخصيات أخرى . تأتي شخصية تلو أخرى في الظهور لتأخذ دورها في تشابك العلاقات..وتصاعد الأحداث.. تخبو بعض تلك الشخصيات ويختفي بعضا.. لكنها جهينة تمثل محور الشخصيات.. لا توجد شخصية من شخصيات الرواية إلاوارتبطت بصلات مع جهينة.. جهينة المحرك.. وإليها تتجه خيوط الأحداث.. ما يساعد القارئ على متابعتها حتى النهاية. ما لفت انتباهي أسلوب الكاتبة في جذب القارئ وتشويقه لمتابعة القراءة .. وهي تمارس شد الخيوط وإرخائها .. بصبر وتأن .. ثم توالي إلقاء الطعم ذلك الطعم الذي يأتي على شكل أحداث مثيرة.. وظهور شخصيات جديدة .. ما جعلني أتصور ذلك الأسلوب بالموجات المتتالية تهدهد القارئ. بداية مع لحظات وشوشة أم ريتاج لجهينة في حفل زفافها تحذرها من صفوان عريسها.. مبينة لها بأنه لعوب. تلك الوشاية كانت أول موجة بعثت التساؤل في نفسي لأستمر في القراءة لمعرفة شخصية العريس. لينتهي العرس..وتسير الحياة بين الزوجين لعدة أشهر.. ويعلن الطبيب بأن جهينة حامل.. وهنا يلمح زوجها صفوان لها بأن ذلك الحمل قد يكون من غيره متهما لها بعلاقات غير لائقة مع آخرين لا يعرفهم. لتسوء حالته النفسية بعد مولد الطفل .. وقد أهمل نفسه.. وحينها تشد الكاتبة الصنارة من جديد حين يصطحب صفوان زوجته إلى مشعوذ(أبا الفضل) الذي يعمل جاهدا في سبيل اغتصاب جهينة.. مستغلا حالة زوجها النفسية. هي دفعات أسلوبية أتبعتها الكاتبة لتشويق القارئ. وهذا قل أن نجده في روايات الكتاب خاصة في إصداراتهم البكر. ونحن نعلم بأن التشويق أهم عناصر العمل الفني المكتمل. مع ترك الزوج للبيت واختفائه لشهور وسنوات.. تفكر جهينة بالفسخ.. وهذا سعت له وما كان لها. لتبدأ حياة جديدة من العمل والثقة بالنفس. وهنا ظهر في حياتها رجل جديد (مراد) شاب محب ونشيط. ظل لشهور وسنوات يلح عليها بالزواج. وظهور مراد كان أحد موجات التشويق التي أتبعت الكاتبة ذلك منذ البداية. لتليها بموجة أخرى حين سافرت جهينة إلى القاهرة تلبية لدعوة حضور مؤتمر في مجال عملها. لتتبرعم الأسئلة من جديد عما سيكون من أحداث في القاهرة. وكان استحداث ذلك السفر ضمن أساليب وفنيات الكاتبة لجذب مزيد من التساؤلات. ويا للمفاجأة حين تصادف زوجها السابق في أحد شوارع القاهرة. الذي يحاول أن يعبر لها عن حبه وتمسكه بها.. ثم يأتيها خبر مفجع(موت أمها) لتسارع بالعودة إلى صنعاء. وهكذا تتوالى الأحداث. وبموت والدة جهينة تعيش أشهرا من الحزن والجمود. ويظل مراد يتابعها بحنوه وعطفه عليها.. إلى أن يفاجئها صفوان بوصوله صنعاء من القاهرة ومساومتها في ابنها.. الذي يشك بعدم انتسابه إليه.. تراضيه بمبلغ كبير ويتم التنازل عنه. ليختفي صفوان بغنيمته.. وتأخذ الأيام مجراها وتعقد جهينة على مراد. ويتم ترتيب حفل الزواج.. ويزف العريس. وهنا تأتي نهاية الرواية مفجعة حين يعود صفوان متخفيا تدفعه غيرته للقتل.. لم يقاوم عاطفته وحبه لجهينة.. يصوب رصاصته إلى قلب العريس أثناء الزفاف.. وتنتهي الرواية بنهاية مأسوية.تنتهي بروائح البارود والدم. برزت في الرواية عدة رموز..أهمها : كلب أسود يلاحق جهينة.. وذلك رمز استدعته الكاتبة من موروثنا للشؤم والفال البائس.. كما كان للمشعوذ أبي الفضل رمزية أخرى لجهل المجتمع وسطوة الخرافة والدجل. نقطة أخرى تطور وعي جهينة من كائن مغلوب على أمرة أثناء فترة زواجها من صفوان.. مع فقر مدقع.. إلى كائن ديناميكي نشط بوعي متطور.. وكذلك بثراء ما جعلها تساوم زوجها السابق للتنازل عن ابنهما عصام لها بسبعة ملايين ريال. تحولات كبيرة وكأنها ليست جهينة التي كانت. وهنا تأتي رمزية الفسخ والتخلص من تسلط الرجل.. من القيد.. وتكوين النفس ككائن مسؤول عن نفسه أمام الله والمجتمع الذي لايرحم. رواية جهينة رواية اجتماعية متكاملة.. برزت قدرات الكاتبة كما ذكرت وتميزت بتلك الدفعات المتتالية من التشويق.. ما يجعلها كاتبة تباشر بكتابات قادمة . وتبين لنا أن السرد أنثى. حملت إلينا الرواية عدة مواضيع مجتمعية.. داعية من خلالها إلى المساواة.. احترام المرأة كأم وأخت وزوجة وابنة. وككائن مسؤول عن نفسه مثله مثل الرجل. موضحة لنا بأن هذا الكائن الذي يختصره الكثير من أفراد مجتمعنا بما تحت السرة.. بأنه كائن خلاق.. كائن يساوي الرجل في كل شيء: العزة والكرامة.. الإنتاج.. تحمل المسؤولية. وأننا حين نخلط بين العادات والتقاليد والدين نكون قد جنينا على أنفسنا وعلى المرأة بشكل رئيسي. هي تحية لكاتبة جيدة.. نتوقع منها المزيد.. ونتعلم منها الكثير في الحياة وفي العمل.. وفي الكتابة أيضا.