الرئيسية - فنون - دلالة الأغنية الوطنية لأيوب طارش والحالة السياسية الراهنة
دلالة الأغنية الوطنية لأيوب طارش والحالة السياسية الراهنة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ثمة علاقة جدلية بين كلمات الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان وألحان الفنان أيوب طارش عبسي سيما الأناشيد الوطنية التي شكلت منظومة متكاملة من الإلهام الفني والوحدة العضوية التي من خلالها خاطبت وجدان الشعب اليمني¡ فكان النشيد الوطني إحدى أهم تلك المنظومة المتكاملة وما انطوت عليه من معاني ودلالات عبرت في أصدق معاني التعبير الحقيقي عن الوطنية اليمنية بمفهومها الواسع والشامل. واستطاعت أن تستنطق الواقع قبل أن تنفجر مشكلاته بكل سلبياتها وفي أنشودة أخرى هي (باركينا ياسموات بلادي) تقول: (واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السموات انقساما) وكانت كلمات ذلك الشاعر في الأغنية الوطنية للفنان أيوب طارش ترى على بعد الحالة السياسية اليمنية بكل تداعياتها الراهنة حيث صار الانقسام شاهد عيان على الفشل الجاري بين السياسيين في الظرف الراهن. خصوصا◌ٍ ومدرسة الإلهام الوطني ولازالت وستظل من خلال الامتداد الطبيعي لكلمات الفضول وأغنية الفنان أيوب في ايقاعات الزمن ماضيا◌ٍ وحاضرا◌ٍ ومستقبلا◌ٍ استنطاقات حقيقية كأنها تحاكي اللحظة الزمنية الجارية وتحذر من تلك الانقسامات قبل أن تقع وهاهي الحالة السياسية تؤكد بما لا يدع مجالا◌ٍ للشك بأن كلمات الفضول في أغنية أيوب شاهد حقيقي على المشهد اليمني المضطرب. لما لا وتلك الكلمات والأغنية معا◌ٍ تجاوزت إلى مدى تفكير السياسيين بكل توجهاتهم المختلفة واتجاهاتهم السياسية المتفرقة .. إنها وطنية توحد ولاتفرق تصون ولا تبدد تدين الانقسام قبل أن يقع وتحذر من الخيانة والعمالة فهي بالتأكيد أغنية وطنية شكلت عبر تاريخ اليمن المعاصر بوصلة اليمن الغائب والمغيب وكأن الفضول ومعه أيوب على وعي كامل وإدراك بما ستئول إليه الحالة السياسية اليمنية من تدن◌ُ وتدهور في أوضاعها الراهنة فضلا◌ٍ عن الاضطراب الذي تشهده تلك الحالة. ولو كان الساسة عند مستوى ذلك الفن الوطني الذي يجسد الحقيقة في أرقى معانيها المتكاملة عند مستوى تلك الحقيقة المتمثلة باليمن ما كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية تسود وتقسو بصورة اتسع نطاقها ليشمل كل المواطنين بالتأثيرات السلبية جراء الوعي الزائف للسياسيين في بلادنا حيث تجاوزتهم تلك الأغنية الوطنية لأنها كانت ومازالت وستظل بارقة الزمن الجاري في ظل ليل الانكسار اليمني. إنها بالتاكيد أغنية وطنية خاطبت البطل سيف بن ذي يزن وأعادت إنتاج الماضي بصورة أكثر إشراقا◌ٍ واستنطقت واقع الحضارة اليمنية القديمة وهي تحاكي وفقا◌ٍ لمنظومة متكاملة من الوعي (مأرب معبد الشمس)¡ كما واستنطقت أيضا◌ٍ الحاضر بكل دلالاته فكانت تشخيصا◌ٍ حقيقيا◌ٍ لكل مسارات التاريخ الوطني قديمه وجديده حاضره ومستقبله. ان الفنان الكبير أيوب طارش جديرا◌ٍ بالتكريم وفي تكرار التكريم مرات ومرات لأن أغانيه كانت تراثا◌ٍ متجددا◌ٍ يعكس في أبهى صوره المشرقة أعلى مستوى للوطنية اليمنية الغائبة في صفوف السياسيين جراء الانقسامات المختلفة وهو يحدد مع ذلك الشاعر الكبير بوصلة جديدة للحقيقة ترفض رؤية الأوصياء الذين يعيثون بإمكانيات ومقدرات الشعب. حتى إن تلك الأغاني الوطنية للفنان أيوب طارش رسمت اليمن الحقيقي المختزل بمكانته الجغرافية الكبيرة وتاريخه العريق فكانت الكلمات أجمل وأصدق المعاني لذلك الرسم الصادق والمخلص والمنتمي لوطن يكون عند مستوى ذلك الإلهام الفني الذي قدم التاريخ الوطني على حقيقيته تجسيدا◌ٍ صادقا◌ٍ لمعاني الانتماء والوحدة الوطنية التي غنى لها أيوب قبل أن يتجسد الحلم في الـ 22 من مايو 1990م حين توحدت اليمن كانت الوحدة اليمنية إحدى أسس ومرتكزات الأغنية الوطنية للفنان أيوب كتب من خلالها تاريخ الوطن والسجل القومي لليمن كناية صادقة كان محور ولازال وسيظل اليمن الاسم الحركي لأغنية الفنان أيوب طارش عبسي.