الرئيسية - فنون - تعز ملهمتي الأولى وسر حبي للفن اليمني الأصيل.. و27 عاما◌ٍ في البحرين حاولت خلالها نشر الأغنية اليمنية
تعز ملهمتي الأولى وسر حبي للفن اليمني الأصيل.. و27 عاما◌ٍ في البحرين حاولت خلالها نشر الأغنية اليمنية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

فنون/ رحمة علي الشاوش – عندما تستمع إليه لا إرادياٍ تدندن مع صوته بدفئه وإحساسه العالي ويأخذك فوراٍ إلى زمن الفن اليمني الأصيل زمن المرشدي وأحمد قاسم والسنيدار ومحمد سعد عبدالله السمة والآنسي الذين تأثر بهم فناننا اليمني. صوته الشجي يأخذك إلى عالم الأحلام البعيد عن كل مكان . ويقتحمك بقوته من أول مرة وتشعر بعظمة هذا المبدع حين يرنو بصوته مع نغمات عوده .. يأخذنا إلى حدائق الأزهار تارة والى لحظات الغرام والحب تارة أخرى فأجمل الأشياء هي تلك التي نعثر عليها في لحظة بحثنا عن شيء آخر.. ولمعرفة المزيد عن الفنان اليمني البحريني / سعد أحمد ضيف الله الطيري نعرج على هذه السطور البسيطة عندما سألناه أن يعرف القراء الكرام بنفسه فقال: أنا من مواليد مدينة تعز “الجحملية السفلى” حيث كل شيء هناك يشهد بحبي وعشقي منها انطلقت وفيها اشتهرت وبها ذكريات الطفولة وأول مرحلة الشباب والمراهقة وفيها غنيت أجمل الكلمات وأعذب الإلحان. تعز هي معشوقتي على الرغم أني من مدينة رداع الرياشية تعلم الفن وأحبه وهذا ليس بشيء غريب لأن محافظة تعز ملهمتي الأولى وسر حبي للفن الأصيل . ● بداياتي الحقيقية كانت في جبل صبر عام 1980م حيث كنت أدندن في الحفلات والمناسبات التي تقام في مدينة تعز وخارجها وأنا ما أزال طالبا في المدرسة. و اعترض أهلي في بداية مشواري الفني على الخوض في عالم الفن الذي اعتبره والدي وأعمامي وأخوالي بأن له طبقته الخاصة لكن نظرا لحبي لهذا المجال فارقت أهلي في رداع وعدت إلى مسقط رأسي تعز لتبدأ أول خطواتي في عالم الفن أثناء دراستي في المرحلة الابتدائية بمدرسة الشهيد الثلايا . تعلمت الفن على أيدي كبار الشعراء والذين تيقنوا من موهبتي دعموني بقوة ويرجع الفضل في بدايتي للعديد من الشخصيات وهم الشيخ عبد الله الشرعبي والشاعر الكبير المرحوم احمد شرف الدين عبد الله السلامي محمد الفضلي محمد الراعي عبد السلام العمراني فؤاد البهلولي . والفنان علوي والذي كان يعزف العود معه شوقي النجري وأسماء كثيرة جدا لا تسعفني ذاكرتي نتيجة للغربة فليعتذر لمن لم أذكر أسماءهم . ويضيف: تأثرت في بداية حياتي بأغاني الفنان المرحوم علي الآنسي والفنان علي السمة ممن تغنيت بأغانيهم في جميع المحافل العربية والدولية .. اهتممت منذ صغري بالتراث اليمني الزاخر بالعطاء والذي اخذ منه وغنى به معظم عمالقة الفن الخليجي والعربي . والتقى بمعظم الفنانين اليمنيين العمالقة والشباب التقى في تعز أحمد حيدر محمد صالح والرداعي قاسم ناجي علوان وفي صنعاء التقى بفنان اليمن الكبير المرحوم محمد مرشد ناجي والمرحوم فيصل علوي وفؤاد الكبسي وأحمد الحبيشي وجميلة سعدأمل كعدل سحر كامليا نشوة عبد الخالق غالب كرامة مرسال .وغيرهم الكثير من نجوم الفن اليمني الذين استفاد منهم الكثير أيضاٍ. الفنان اليمني سعد الطيري جعل من الأغنية اليمنية هدفا أساسيا في حياته محاولاٍ نشرها في البحرين ودول الخليج والعالم الخارجي من خلال حفلاته في العديد من الدول العربية وكذلك الأجنبية مثل استراليا الهند بريطانيا أوربا روسيا . للفنان سعد الطيري العديد من السهرات الفنية قام بتسجيلها لتلفزيون البحرين بالإضافة إلى عدة قنوات عربية أخرى وقدم في غنائه الإيقاعات اليمنية اللحجية والحضرمية واليافعية إلى جانب الإيقاع الصنعاني والحميني .وركز في غنائه على التراث اليمني الزاخر بالعطاء . وحاليا هو مشغول بتسجيل ألبوم غنائي في السعودية والإمارات . حمل سعد الطيري على عاتقه مسؤولية اليمن عشقها بجنون وبكى بحرقة لحظة عودته إلى ذكرياته وذكريات أهله وأصدقائه وأحبابه. ولطالما كانت دمعته قريبة جدا من اجل الوطن الذي لم ينساه وقلبه مشغول بذكراه غنى عن اليمن أجمل الأغاني في كل المناسبات وعند التقائه الأمراء والشخصيات البارزة بدول الخليج العربي . وعندما يسرح بخياله فهو يتذكر أرض ولد فيها محافظة تعز لم ينس تفاصيلها حتى بأغانيه جبل صبر واشتياقه لذكريات الطفولة أحضان تعز التي استقبلته برحابتها خزن في دماغه صور التقطها لهذه المدينة الجميلة والمحافظة الغناء التي تزخر بأشخاص كان لهم الفضل الكبير في كل ما وصل إليه فناننا لم تغب تعز واليمن بأكملها عن ذكراه ولو لثانية واحدة هو ينام ويقوم على حبها التي لا يقارن بثمن حب عاش بداخله وسافر في دمه . فالفن إحساس قبل أن يكون صوتاٍ شجياٍ يخرج من القلب ليصل إلى القلب . وبعد إكماله المرحلة الثانوية طار إلى مملكة البحرين الشقيقة التي يحمل جنسيتها الآن . وهناك أكمل مشواره الغنائي . وهو يعمل حاليا ومنذ سنوات في الفرقة البحرينية مع إبراهيم مسعد ومحمد البلوشي. سبعة وعشرون عاما من بداية العطاء الفني في مملكة البحرين غنى خلال هذه الفترة للوطن للحب لأرض ولد وعاش فيها أجمل ذكرياته. وناشد فناننا الطيري الجهات المعنية بالاهتمام بالمبدعين والفنانين والإعلاميين في اليمن لأن هؤلاء هم الثروة الحقيقية لبلد الحكمة والإيمان . وناشد أيضا بالحفاظ على التراث اليمني من الضياع وضرورة الاهتمام بالفنانين والمبدعين ورعايتهم. في ختام هذه السطور تتشبه البداية النهاية وفناننا حياته بدايته ونهايته كلها فن جميل وصوت شجي لتوصيل الأغاني اليمنية إلى أبعد مدى كما أني لم أستطع نسيان جملة أخذت تتردد في ذاكرتي التي أسمعها لأول مرة من فناننا اليمني البحريني سعد الطيري ولكن تركت بنفسي انطباعاٍ غريباٍ وفي نفس الوقت انطباعاٍ حقيقياٍ وللأسف الشديد وهذه الجملة هي ( الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن ) . لـ فناننا الإنسان العنوان الوطن تحية إجلال وإكرام ونتمنى له النجاح الدائم والمستمر . * مذيعة ومقدمة برامج بالفضائية اليمنية