الرئيسية - عربي ودولي - جرد .. بلا حساب
جرد .. بلا حساب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

انقضى عام .. وبدأ عام .. والزمن يمضي دون توقف أو استئذان. أيا كانت الأحداث والتطورات بمجرياتها ونتائجها كما جرت وفي أي مكان خلال العام المنصرم فمن المؤكد أن الذين يتنفسون الصعداء نهاية عام معربين عن عدم الأسف على انقضائه إنما يحاولون تبرير فشلهم واخفاقهم بلعن الزمن الذي يبقى مأسوفا على كل ما ينقضي منه ووحده يبقى فسحة الأمل. بالمناسبة وفي هذا الحيز المحدود ثمة إمكانية للعودة إلى عام 2013م لا بسجل أيامه وإنما بما بات متداول بأكثر من عنوان ومن ذلك على سبيل المثال: تقدم دبلوماسي روسي مفتوح على ما هو استراتيجي .. وتراجع أميركي .. وبين هذا وذاك مؤشرات انفراج كما في أزمة الملف النووي الإيراني .. والانتصار لإعلان خيار الحل السياسي للأزمة السورية للخروج من دوامة الدمار. صهيونيا كان عام 2013م عام اخفاق وفي الأبرز خروج الملف النووي الإيراني من يد التهديد العسكري الصهيوني لإيران والابتزاز الذي دام سنين لعديد أطراف دولية وبخاصة الأميركان وقطع المبادرة الروسية في شأن السلاح الكيماوي السوري الطريق الذي كانت (إسرائيل) مشاركة بدور رئيسي بثقة باتجاه الحرب على سوريا وحسب محللين الاخفاق الصهيوني مفتوح على ارتداد وتداعيات ليس من المستبعد أن تكون ذات تحجيم لهذا الكيان الذي افرط اللعب بالنار بما يعني ذلك على المصالح الدولية وعلى قضايا الأمن والاستقرار والسلام. عربيا بوجه عام الأوضاع هي متراوحة ما بين دامية ودامعة واختطاف الأمل وقليلة هي الأحداث والتطورات التي شهدها هذا العام وكانت دالة على أن إطفاء النور لا يعني زوال النهار. من بين هذه التطورات كانت انتفاضة يونيو المصرية التي اعادت بملايينها الاعتبار لإرادة الجماهير وأعطت للفعاليات السياسية على اختلافها درسا للعبة التضليل والخداع والاستئثار. إلى هذا كان الالتقاء السياسي التونسي مواجهة الأزمة على قاعدة الحوار مثل انعطافة تاريخية في تاريخ هذا البلد السياسي والمثير للتقدير والإعجاب أن هذه العملية لم تجر بتوافق وحسب ولكنها جرت برعاية تونسية ممثلة باتحاد النقابات للشغل وفعاليات مدنية أخرى هي غير محايدة تجاه قضايا تونس أرضا وإنسانا. وإلى هذه وتلك يمثل مؤتمر الحوار الوطني في اليمن حدثا تاريخيا بما تعني هذه الكلمة إذ لأول مرة في تاريخ اليمن تلتقي الغالبية من ممثلي الرأي العام في البلاد .. لقد كان المؤتمر قاعة لتنفيس الاحتقانات .. ومنبرا لإعلان الاتجاهات .. وساحة للقاءات وهذا إنجاز بحد ذاته لكنه للشعب بما سيكون من نتائج تجاه القضايا والأزمات.