الرئيسية - الدين والحياة - كيف نواجه الإرهاب¿!
كيف نواجه الإرهاب¿!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أمين العبيدي – يتفق كل العقلاء باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم على إدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله واعتباره عملاٍ مقيتا ينافي الكرامة الإنسانية فضلاٍ عن مخالفته الدين والعقل والمنطق كيف لا و هو الذي أحرم الشباب شبابهم والأطفال آباءهم والآباء أبناءهم باسم الدين الإسلامي الذي لا علاقة له بما يدعون إليه من العنف والتقتيل وتمزيق أوصال المجتمع وقد اختلف الجميع في مفهوم الإرهاب ولكنهم اتفقوا على أن الإرهاب يطلق على جميع الأعمال العدوانية التي تحدث الخوف في القلوب والرهبة في النفوس والاضطراب في الأمن ولكن الذي لا يصح قوله أن يتخذ ذريعة ضد الإسلام وأهله وكلمة الإرهاب التي نقصدها هي قتل المؤمنين وتخويف الآمنين وهتك حرمة المعاهدين واستهداف الأبرياء وتدمير المنشآت وتشويه سمعة الدين فكل أعمال العنف التي ترتكب باسم الإسلام الإسلام برئ منها لذا وجب علينا فهم هذا المسمى وأثره على المسلمين وتوضيح أن من يتلبسون الإسلام ويقعون في مثل هذا العمل هم بعيدون كل البعد عن نهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤذى في نفسه وأهله وأصحابه فكانت وصيته لهم بالصبر وتقوية الصلة بالله رب العالمين ولم يأمرهم حينئذ برد العدوان على كفار قريش أو القيام بأعمال عنف أو قتل أو نهب أو غير ذلك بل كان السبيل الأوحد عندهم هو الصبر والكف والصفح حتى على ما يصيبهم في دين الله فما بال أقوام ليس عندهم علم يهتدون به أو خبرة في الحياة تحميهم من مزالق الخطر ينجرفون وراء كل ناعق وداع إلى نشر الخوف والفزع والدمار في ديار الإسلام و بيوت اليمنيين إن هذه الفئة تحتاج لمراجعة أمرها وتحديد مسارها والعودة إلى علماء الأمة. يكفينا ما رأينا من القتل الذي يستهدف الجنود والمواطنين الأبرياء في بلاد الإيمان والحكمة من هذه الفئة المارقة التي تتمظهر بالدين وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام فماهم بمجاهدين وما هم بمسلمين . فقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر ويعظم الجرم ويشتد الإثم حين تكون هذه النفس نفسا مؤمنة فلا شك أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله تعالى من حرمة الكعبة بل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم وقد تواترت الأحاديث والآيات الدالة على هذا المعنى وفيها من الترهيب ما يردع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فقد قال تعالى محذراٍ (وِالِذينِ لا يِدúعْونِ مِعِ اللِه إلِهٍا ءِاخِرِ وِلا يِقúتْلْونِ النِفúسِ الِتي حِرِمِ اللِهْ إلا بالúحِق وِلا يِزúنْونِ وِمِنú يِفúعِلú ذِلكِ يِلúقِ أِثِامٍا. يْضِاعِفú لِهْ الúعِذِابْ يِوúمِ الúقيِامِة وِيِخúلْدú فيه مْهِانٍا) وقوله سبحانه (وِمِنú يِقúتْلú مْؤúمنٍا مْتِعِمدٍا فِجِزِاؤْهْ جِهِنِمْ خِالدٍا فيهِا وِغِضبِ اللِهْ عِلِيúه وِلِعِنِهْ وِأِعِدِ لِهْ عِذِابٍا عِظيمٍا) وكذلك قال تعالى (وِلا تِقúتْلْوا النِفúسِ الِتي حِرِمِ اللِهْ إلا بالúحِق وِمِنú قْتلِ مِظúلْومٍا فِقِدú جِعِلúنِا لوِليه سْلúطِانٍا فِلا يْسúرفú في الúقِتúل إنِهْ كِانِ مِنúصْورٍا) وعن ابن عمر رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لِنú يِزِالِ الúمْؤúمنْ في فْسúحِةُ منú دينهº مِا لِمú يْصبú دِمٍا حِرِامٍا) وروى الإمام البخاري عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها : سفك الدم الحرام بغير حله ” وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه-قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله إلا الله واني رسول الله إلا بأحد ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة) وقال : ” صلى الله عليه وسلم ” : ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخونوا الله في ذمته ) وقال : ” صلى الله عليه وسلم ” : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وقال : ” صلى الله عليه وسلم ” : ( أول ما يْقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره … كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله )وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن بغير حق لأدخلهم الله النار ) فهذا كتاب الله وهذه سنة نبيه عليه الصلاة والسلام فمن أين يستقي هؤلاء دينهم وكيف ينتسبون للإسلام وهم بعيدون كل البعد عن تعاليمه . إن هذه الأعمال العدوانية الخطيرة تحتاج إلى جهد ليس بالهين ويحتاج تجفيف منابع الإرهاب إلى تعاون الجميع وهذا ليس محلاٍ لبسط سبل المواجهة كلها ولكن نريد وضع قانون يجرم فتوى القتل وسهولة التكفير وعلى العلماء النصح والبيان عبر جميع وسائل الإعلام الممكنة وأن يكون ذلك مستمراٍ وعلى كل حال فقيام العلماء الربانيين بدورهم الهام والضروري في توجيه هذه الفئة يكون له الأثر الإيجابي على المجتمع الإسلامي خاصة والعالم الإسلامي عامة حتى يستنير الشباب بتوجيهات علمائهم.. وقيام منابر التوجيه بدورها على شتى الأصعدة ومن أهمها: خطباء المساجد وأساتذة كليات الشريعة والمربون ومدرسو المواد الدينية والتربوية وكذلك جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كل بحسب حاله فإذا قام الجميع بدورهم في التوجيه كان لذلك الأثر الإيجابي على الأجيال الناشئة.. وقيام الأسرة بدورها الفعِال في تربية الأبناء ولاسيما الأبوان فالبيت هو المحضن والموجه الأول وهو المدرسة المهمة في تنشئة أجيال الأمة فمنه تستخرج ثمرات الأمة ليستفيد منها القاصي والداني.. كما أنه لا بد من التعاون التام بين فئات المجتمع للوقوف صفاٍ واحداٍ ضد جميع التيارات الخاطئة والأفكار الدخيلة وإن واجب الجميع المحافظة على ثوابت الأمة وحماية أمنها.. ووجوب وحدة الكلمة والبعد عن الخلافات والقضاء على الفرقة بين العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله تعالى وأن يكون الجميع يداٍ واحدة في جمع الصف ولم الشمل وتكاتف الجهود والوقوف صفاٍ واحداٍ ضد كل التيارات والأفكار المنحرفة عن شريعة الإسلام.. والتذكير بأهمية الأمن في حياة الناس وأن المحافظة عليه مطلب شرعي كبير وضرورة هامة للمجتمع وأن ضياعه ضياع للدين والعلم والأنفس والأعراض والأرزاق.