الرئيسية - عربي ودولي - الفلوجة بانتظار معركة حاسمة بعد سقوطها في أيادي داعش
الفلوجة بانتظار معركة حاسمة بعد سقوطها في أيادي داعش
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشهد مدينة الفلوجة العراقية لليوم الخامس على التوالي اشتباكات ومواجهات دامية وعنيفة بين القوات العراقية ومسلحي العشائر السنة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.. حيث يعيش أبناء تلك المدينة التي تعرضت لحربين أميركيتين عام 2004م بهدف قمع التمرد فيها أجواء من الرعب والخوف ونزوح العشرات من المواطنين ترقبا لمعارك لاحقة قد تجعل مدينة الفلوجة مدينة أشباح اثر تأزم الوضع الأمني وعجز الأجهزة الأمنية عن حماية سكانها. وفي هذا السياق كشف مصدر امني رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أمس سقوط مدينة الفلوجة في أيدي تنظيم القاعدة. وقال ان مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة (تنظيم “داعش”) في أشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مؤكدا أنه تم تعيين وال عليها من قبل التنظيم. وخلت شوارع الفلوجة من المارة والسيارات تماما واقتصرت الحركة فيها على مرور بين حين وآخر لسيارات بين الأزقة هربا من أماكن الاشتباكات والقصف عند أطراف المدينة. وانتشرت الأوساخ وبقايا رصاص الاشتباكات في بعض الشوارع فيما أغلقت الغالبية العظمى من المحال التجارية أبوابها ولم يبق سوى الأفران التي احتشد عشرات المواطنين أمام كل منها بانتظار دوره. وانقطعت الكهرباء عن المدينة بالكامل ولم يعد أصحاب المولدات الأهلية قادرين على تشغيل مولداتهم بعد نفاذ الوقود. وقال احمد مطلك (52 عاما) وهو صاحب محل تجاري في وسط المدينة “ساهرب مع زوجتي وأطفالي خوفا عليهم من الموت (…) لان قوات الأمن لم تعد تستطيع التفرقة بين المسلحين والقاعدة والمدنيين”. وناشد المطلك الحكومة “بإصدار بيان بإخلاء الفلوجة من أهلها وتسهيل مغادرة العائلات خوفا عليهم من المعارك المتوقع وقوعها في اي وقت”. واستغل تنظيم “داعش” الخميس الماضي إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض اعتصام سني مناهض للحكومة في الانبار يوم الاثنين لفرض سيطرته على الفلوجة وبعض مناطق الرمادي المجاورة. وكان شاهد عيان أكد لوكالة الصحافة الفرنسية انه بعد انتهاء خطبة الجمعة في الفلوجة يوم أمس “حاصر المئات من المسلحين الملثمين ساحة الصلاة وقاموا بإطفاء الكاميرات وصعد عدد منهم حاملين رايات القاعدة على منبر الخطيب”. وتابع “تحدث أحدهم قائلا: نعلن الفلوجة ولاية إسلامية وندعوكم للوقوف الى جانبنا ونحن هنا للدفاع عنكم ضد جيش (رئيس الوزراء نوري) المالكي الإيراني الصفوي وندعو كل الموظفين للعودة إلى اعمالهم حتى الشرطة شرط ان يكونوا تحت حكم دولتنا”. وقتل الجمعة 103 أشخاص هم 32 مدنيا إضافة إلى 71 مقاتلا من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” في اشتباكات الرمادي والفلوجة وعمليات القصف بحسب مصادر في وزارة الداخلية العراقية.”. من جانب آخر حمل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي حكومة المالكي مسؤولية تغلغل فلول القاعدة في محافظة الأنبار “بسبب إجراءاتها القاصرة عن استيعاب الوضع وكسب المواطنين في هذه المحافظة العزيزة لأنهم قادرون ويمتلكون التصميم والعزيمة على دحر الإرهاب”. وأضاف في بيان نشره ائتلاف “متحدون” (الذي يرأسه النجيفي) “إن أي انتقاد موجه إلى إجراء حكومي (…) لا يعني بأننا نوافق أو نتعاطف مع كل من يريد بالعراق سوءا أو يحاول ضرب الوحدة الوطنية” مطالبا الحكومة “بتغليب مصلحة الوطن وفتح أبواب الحوار واللجوء إلى الحلول السلمية بعيدا عن القوة المسلحة وخطابات التهديد والتخوين والاستحواذ”. وتشكل سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة الفلوجة حدثا استثنائيا في بعده الأمني وأيضا الرمزي لما تحمله هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الأميركية في العام 2004 من رمزية خاصة. وكان الهجوم الأميركي الأول الذي هدف إلى إخضاع التمرد السني في المدينة شهد فشلا ذريعا ما حول الفلوجة سريعا إلى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض أمر واقع فيها. وقتل في المعركة الثانية حوالى الفي مدني إضافة إلى 140 جنديا أميركيا وقد وصفت فيما بعد بانها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الأميركية منذ حرب فيتنام. وعرفت الفلوجة بالتظاهرات المناهضة للوجود الأميركي في العراق منذ اجتياح البلاد في العام 2003 حيث كانت ترمى الأحذية على الجنود الأميركيين في وقت كانت باقي إنحاء البلاد لا تزال مأخوذة بالاجتياح.