منظمة التعاون الإسلامي تجدد التزامها بدعم مجلس القيادة الرئاسي وتدين الأعمال الحوثية الإرهابية
الخدمة المدنية تعلن الخميس القادم إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال
محافظ حضرموت يبحث مع السفير الأمريكي في الرياض سبل دعم الأمن والخدمات
الرئيس العليمي يستقبل سفيرة الجمهورية الفرنسية
الرئيس العليمي يستقبل سفير الولايات المتحدة الامريكية
السفير بحاح يبحث مع مساعد وزير الخارجية المصري اوضاع الجالية اليمنية
وفد هيئة التشاور والمصالحة يبحث مع السفير الأمريكي جهود دعم الشرعية والاستقرار في اليمن
لابد من صنعاء» .. حملة إلكترونية تُجدّد الحلم اليمني باستعادة العاصمة
جريمة حوثية جديدة: استشهاد الصحفي مصعب الحطامي وإصابة شقيقه بمأرب
القاضي الاعوش يؤكد أهمية الاستفادة من التجربة التركية العريقة في مجال القضاء

في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم كنت ضمن الوفد الصحفي المرافق للوزير الأول التونسي السابق محمد مزالي الذي كان وقتها في زيارة إلى صنعاء ..وقد لاحظت خلال كل لقاءاته وندواته تركيزه الحديث حول قضية ضرورة أن يلتفت العالم النامي إلى تطوير منظومة تعاون دوله وذلك في إطار نظرية ( جنوب -جنوب) عسى أن تحقق هذه المنظومة الجيو- سياسية بعض النتائج التي قطعتها دول شمال الكرة الأرضية . ومنذ تلك الأيام أخذت أهتم بهذه القضية في إطار متابعتي الصحفية إذ وجدت أن اضمحلالا متزايدا في إطار تعاون دول الجنوب على عكس رغبة (الإنتللجنسيا )داخل هذه الدول وهو الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشكلات التخلف الاقتصادي والاجتماعي الشامل ورتب كذلك مشكلات الاضطرابات السياسية والنزاعات متعددة المنطلاقات . *** لقد استذكرت هذه الواقعة بعد مرور كل هذه العقود على حديث المسؤول التونسي السابق محمد مزالي بشأن تعاون دول الجنوب في ما بينها خاصة وأنا أتابع استفحال الصراعات داخل دول هذه المنطقة الحيوية من العالم والتي انعكست بدورها على تعاظم مؤشرات الفقر والبطالة واتساع نطاق الأوبئة والأمراض ومختلف صور التخلف . وأزيد على ذلك أن ثمة دعوات في هذه الجغرافيا للتشتت والانعزال والفرقة ومحاولات العودة إلى أنظمة الاستبداد والقهر والديكتاتورية ..وهو ما يؤدي كذلك إلى تنامي الصراعات واستفحال الاضطرابات وغياب فرص قيام الأنظمة الديمقراطية..ولعل الشوائب على ذلك متعددة ولا تحتاج إلى تبيان أو توضيح ابتداء من منطقة الشرق الأوسط مرورا بدول القارة الأفريقية وانتهاء ببعض دول آسيا . في واقع الأمر استفزني الحال الذي وصلت إليه تجربة دولة جنوب السودان التي لم يمض على استقلالها عن السودان الأم بضعة أعوام حتى تفجر الاحتراب الأهلي بين مكونات النظام السياسي منذرة بكارثة إنسانية غير مسبوقة ..وهو الاستفزاز المصاحب بالحزن على النتائج التي تؤول إليها مثل هذه التجارب حيث تبدو تجربة جنوب السودان بمثابة اختزال لتجارب مريرة عاشتها –ولا تزال- بعض دول جنوب العالم التي تستبد بها مثل هذه النزاعات. ومع الشعور بالمرارة إزاء هذا الانهيار في جدار المنظومة الجغرافية لدول جنوب العالم- ومنها بالطبع دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا – تتزايد الحاجة إلى إحياء تراث فكر التعاون الثنائي والقاري وعلى النحو الذي يخفف من حدة تلك المشكلات والتحديات ويساهم –بنفس الوقت – في إشاعة أجواء إيجابية بين أنظمة هذه الدول والحيلولة دون إعادة انتاج (الكانتونات) والدويلات سواء داخل كل دولة على حدة أو على مستوى تقسيم بعض هذه الأقاليم . ولنا في تجربة دولة جنوب السودان خير شاهد على ذلك بل أن المرء يتمنى أن يتعظ مسبقا بعض غلاة البحث عن تجزئة أوطانهم بتجربة جنوب السودان فلا يعيدون إنتاجها حتى مهما تبدت محاسنها خاصة وقد ذهب المثل أن الشياطين دائما ما تكمن في التفاصيل !!