الرئيسية - عربي ودولي - يتامى الحروب… دراما إنسانية تدمي القلوب
يتامى الحروب… دراما إنسانية تدمي القلوب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

((في الحروب ليس الذين يموتون هم التعساء دائماٍ.. إن الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم : ثكالى يتامى ومعطوبي أحلام)) هذا ما قالته احلام مستغانمي في روايتها الشهيرة “ذاكرة الجسد”. وبالفعل .. يتامي الحروب هم الضحايا الحقيقين الذين تخلفهم المعارك الطاحنة والة الحرب المدمرة التي لا ترحم وقد بلغ عدد يتامى هذه الحروب ثمانية ملايين طفل وتسجل يوميا قصص مؤلمة ومتشابهة في عدد من الدول بالعالم التي مزقتها الحروب والصراعات المسلحة. واحتفل العالم امس ” الاثنين” باليوم العالمي لـ” يتامي ضحايا الحروب” والذي يصادف السادس من يناير من كل عام في ظل استمرار الحروب والصراعات بكافة اشكالها في انحاء متفرقة من العالم. ومرت هذه المناسبة على العالم دون ان تكون محطة للتذكير بمعاناة هؤلاء الضحايا رغم استمرار نزيف الدم تارة بسبب الصراعات الداخلية وتارة أخرى بسبب الهجمات التي تنفذها جماعات ارهابية تنشط في مناطق عدة من العالم. ولم تسجل اي فعالية بهذه المناسبة في العالم الامر الذي يزيد من القلق جراء غض العالم لنظره وعدم اعارة هؤلاء الضحايا اي اهتمام يذكر مقارنة بما تحظى به الكلاب من حقوق في الغرب وعادة ما يدفع الاطفال فاتورة هذه الحروب المدمرة والصراعات المجنونة. ومع استمرار الصراعات المسلحة والحروب يسقط المقاتلون وقودا لتلك الحروب والصراعات مخلفين الملايين من اليتامى من الاطفال والثكالى من النساء المفجوعات. وتدور حتى اللحظة حرب شعواء في انحاء متفرقة من العالم , تتصدر سوريا المشهد الاكثر دموية , وكذا العراق وجنوب السودان , ودول اخرى في المنطقة. وتخلف هذه المعارك كل يوم قصصاِ وضحايا جدداٍ , معظمهم من الاطفال والنساء الذين لا يستطعون الهرب من نار هذه الحروب. ويعيش يتامى الحروب والصراعات المسلحة في العالم وتحديدا في المنطقة العربية أوضاعاٍ انسانية غاية في التعقيد في ظل استمرار تزايد أعدادهم يوما تلو الآخر. ويفتقد هؤلاء خاصة من فئة الأطفال منهم الى الرعاية بكافة أنواعها الصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية فضلا عن فقدانهم في أوقات كثيرة للغذاء الاساسي. وتعمل قليل من المؤسسات والمنظمات في العالم في محاولة لتخفيف الالم على هؤلاء الضحايا دون كلل. وتبرز عدد من الدول في المنطقة العربية بدور انساني في مواجهة هذه المحن التي تواجه اليتامي ضحايا الحروب. وفي اليمن , تكفل الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية ” منذ ثورة 26 سبتمبر وحتى اليوم اكثر من 31 ألف أسرة من أسر الشهداء الذين سقطوا في الثورات والحروب والصراعات”. كما تقوم الهيئة برعاية معنوية تقدم لليتامى من أسر الشهداء تتمثل في إلحاقهم بالجامعات الحكومية وإشراكهم في المناسبات الوطنية ومنحهم استثناءات في عدد من الجهات الحكومية,بالاضافة الى صرفها مرتبات رمزية لهؤلاء الضحايا”. وبهذا تسجل اليمن موقفا اخلاقيا وانسانيا تقوم من خلاله بدور ايجابي في مساندة هؤلاء الضحايا الوقوف الى جانبهم في محنهم باستمرار. وفي الوطن العربي تحتدم حاليا الحروب متعددة الافكار والاتجاهات والمشارب , مخلفة ضحايا باعداد كبيرة تنتشر في مناطق الصراعات وفي مخيمات النزوح. وعلى الرغم من تواجد اعداد كبيرة من هؤلاء في مخيمات النزوح إلا ان حالهم لا يسر ابدا , في ظل غياب البرامج الهادفة لاحتظان هؤلاء الضحايا. كما ان مساعدة هؤلاء الضحايا ولو بالشيء اليسير لا يعوضهم ابدا, ولا يسد مآقي عيونهم , وبطونهم الخاوية واروحهم المفجوعه. ولم تقتصر المشكلات التي يواجهها ضحايا الحروب على فقدان العائل والافتقار الى المواد الاساسية التي يقتاتون بها في حياتهم , بل تلحق بهم آثاراٍ نفسية كبيرة , وشعوراٍ بالهزيمة الدائمة, وغيرها من الاعراض والآثار القاسية. وتؤكد الاحصائيات الدولية – رغم شحتها لعدم وجود مؤسسات دولية وغير حكومية تعنى بهذه الشريحة- أن الصراعات المسلحة في العالم خلفت اكثر من 8 ملايين طفل يتيم في العقد المنصرم, يتركز معظمهم في افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط. وحسب الاحصائية , فإن هؤلاء الاطفال الضحايا يعانون من اعاقات جسدية ونفسية. ولم تكتف الحروب الدائرة بإبقاء هؤلاء الاطفال ضحايا , بل يتم تجنيدهم في المليشيات والجيوش والدفع بهم الى المعارك كوقود في كثير من المناطق بالعالم, كما تتعمد بعض الجهات المتصارعة استخدامهم كدروع بشرية. وتاتي مناسبة اليوم العالمي ليتامى الحروب في العالم في حين لا يزال الوطن العربي على صفيح ساخن, مخلفة حروبه ضحايا جدداٍ يوميا. وكان العام 2013م اكثر الاعوام سوادا في تاريخ المنطقة , حيث خلفت الحروب الدائرة مئات الآلاف من الضحايا , والتي بدورها تخلف ملايين الاطفال من اليتامى. وتشير الاحصائيات الى ارقام مرعبة جراء هذه الحروب. ففي سوريا التي تتصدر المشهد .. ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرا, أن عدد القتلى الذين لقوا حتفهم في سوريا منذ بدء الصراع في منتصف مارس 2011 , تجاوز المائة ألف قتيل غالبيتهم من المدنيين. وحسب المرصد فان من بين القتلى 36.661 مدنيا و18.072 مقاتلا معارضا و25.407 عسكريين من قوات النظام.. وبين المدنيين 5.144 طفلا و3.330 امرأة. كما سجل العراق حيث عاشت العام 2013م مرحلة سوداء من الصراع وتصاعد اعمال العنف ارقاما مفجعة. واشارت دراسة دولية إلى أن عدد القتلى في العراق منذ 2003م – بدء الإجتياح الأميركي للبلاد – يزيد عن النصف مليون, وهو ما يعني أن اضعاف هذه الارقام سجلت في قائمة ” يتامى ضحايا الحروب”.. حيث واكدت الدراسة أن الضحايا اصلا سقطو لأسباب تتعلق بالحرب.