الرئيسية - عربي ودولي - متى يتغلب الكوريون لقضاياهم الإنسانية على حساب خلافاتهم السياسية¿
متى يتغلب الكوريون لقضاياهم الإنسانية على حساب خلافاتهم السياسية¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لعقود من الزمن ظل ملف الأسر والعوائل الكورية العالقة التي فرقتها الحرب التي وقعت بين الكوريتين في مطلع الخمسينيات رهينة للتطورات السياسية بينهما. وعقدت عدة لقاءات بين مسؤولين في الكوريتين المتخاصمتين للبحث في (قضية) ملف هذه العوائل المشتته بينهما بهدف تجميعها من الشتات ووضع حد نهائي لهذا الملف الإنساني المستمر .. لينتهي بها المطاف في النهاية العودة الى المربع الاول . خلال الأسبوع الماضي عبر مسؤولون في كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عن رغبة بلديهما استئناف الحوار حول برنامج لم الشمل للأسر الكورية المتوقف منذ عدة سنوات. وكلما حصل تقارب بين سيول وبيونج يانج كان يشكل في كل مرحلة أملا قويا لتلك الأسر والعوائل الكورية التي ظلت تتطلع باستمرار ومنذ أكثر من ستين عاما من انتهاء الحرب إلى أن تحين لها الفرصة للعودة إلى أسرها واقربائها التي تركتها قبل أن تفرقها الحرب. وتؤكد المنظمات الإنسانية ولجنة الصليب الاحمر الكورية أن هناك مئات الآلاف من الأسر التي نزحت أثناء الحرب بين الكوريتين في مطلع خمسينيات القرن الماضي منهم فقط مائة الف أسره في كوريا الجنوبية وحدها 80 % منهم قد تجاوزت اعمارهم سن السبعين . وترفض الكوريتان اللتان تعيشان مرحلة من أجواء الحرب والمواجهة منذ انتهاء الحرب بينهما السما ح لهذه الاسر المنقسمة التنقل او حتى الاتصال عبر الرسائل فيما بين أفرادها. وكانت الكوريتان قد اتفقتا على برنامج لم شمل الأسر بينهما عقب قمة تاريخية جمعت بين زعيمي الشطرين لي ميونغ باك وكيم يونغ ايل مطلع عام 2000 في سيول بهدف مساعدة تلك الأسر لرؤية أهلها وأقربائها المتفرقين. واستطاع برنامج لم الشمل الذي يجري عادة بمساعدة لجنة الصليب الاحمر الدولي في كلا البلدين تنظيم اكثر من 17 دورة لقاءات لنحو 19 الف اسرة بالاضافه الى 3700 فرد عبر دائرة الفيدوا. واستفاد من برنامج لم الشمل منذ ذلك الحين أكثر من عشرين ألف أسرة كورية من أصل 70 ألفا من طلب لم شمل تقدمت به عوائل كورية. وجاء البرنامج بمثابة حلقة وصل وفرصة لتلك الأسر المشتتة للالتقاء بذويها بيد أن أول لقاء لم الشمل عقد عام 2000م حيث استطاعت 400 أسره جنوبية الالتئام بـ90 آخرين من الشمال. وانشأت الكوريتان مركزا خاصا لاستقبال العوائل المتفرقة في جبل كومانج الحدودي وبالرغم من هذه الخطوات التي خطاها برنامج لم الشمل لمساعدة اسر كورية التعرف على احد أبنائها او آبائها او اخوانها الذين هجروها أثناء الحرب إلا أن البرنامج بقي رهينة للتوترات السياسية التي تحدث عادة بين الدولتين مما أحرم العديد من المبعدين الذين لا زالوا منتظرين لحظة اللقاء. وبأمل الكوريون ان يشكل استئناف الحوار بين بلديهما هذه المرة فرصة أخيرة لإنهاء مشكلتهم الإنسانية والالتئام بأسرهم ومدخلا للتقارب وإنهاء حالة القطيعة التي ظلت مستمرة في بلديهما الفترات طويلة من الزمن .