الرئيسية - عربي ودولي - موت شارون .. نهاية سفاح
موت شارون .. نهاية سفاح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

“جميعنا يجب أن يتحرك.. يجب أن نستولي على مزيد من الأرض والتلال يجب أن نوسع بقعة إسرائيل التي نعيش عليها فكل ما بين أيدينا لنا وما ليس بأيدينا يصبح لهم” هذا ما قاله السفاح أرئيل شارون حينما كان وزيرا للخارجية الإسرائيلية عام 1998 في خطاب متطرف بثته الإذاعة العامة الإسرائيلية. وأخيرا مات الجزار شارون.. بهذه العبارة تطوى صفحة كالحة السواد ومليئة بالجرائم ضد الإنسانية ويودع العالم اكبر مجرم حرب عرفته البشرية في التاريخ الحديث مارس عملية قتل جماعي ومذابح لا مثيل لها. توفي أرئيل شارون عن عمر ناهز 86 سنة, منها 8 سنوات دخل فيها بغيبوبة جراء جلطة دماغية, ولطخ معظم عمره بالدماء والمذابح والمجازر, وأخذ وحاز لقب ” مجرم حرب” عن جدارة جراء أعماله البشعة التي قام بها في مسيرته المقيتة. وأعربت منظمة (هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان) عن أسفها لوفاة هذا السفاح دون أن يواجه العدالة على دوره في الكثير من الجرائم التي ارتكبها ومن بينها مجزرة صبرا وشاتيلا ودوره في اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مسموما. وانخرط السفاح شارون الذي كان يلقب بـ”البلدوزر” مبكرا للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة الكيان العبري, وعمل في الجيش على صنع اهم القرارات الإسرائيلية الحاسمة كما لعب دورا محوريا في كافة الحروب والمعارك الإسرائيلية ضد الإنسانية. ويتذكر العالم أهم مذابحه كمحطات رئيسية في حياة هذا المتعطش للدماء ويوصف كمجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في ارتكاب عدد من مجازر العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين واللبنانيين والأردنيين والمصريين . وقاد بنفسه مسيرة الدم عام 1953م “بمذبحة قبية” عندما قام جنود إسرائيليون تحت قيادته بمهاجمة قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية , وقتل فيها 69 فلسطينيا العديد منهم أثناء اختبائهم في بيوتهم التي تم تفجيرها, وهدم 45 منزلا ومدرسة واحدة ومسجدا. وتبرز مذبحة “صبرا وشاتيلا” كواحدة من اكبر المذابح في العصر الحديث والتي قادها المجرم شارون , وهي مذبحة نفذت في مخيمي “صبرا وشاتيلا” للاجئين الفلسطينيين في 1982م في لبنان واستمرت لمدة ثلاثة أيام بلغ عدد القتلى في المذبحة نحو 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح أغلبيتهم من الفلسطينيين وبينهم لبنانيون. كما قاد المجرم شارون “مجزرة جنين” حيث توغل الجيش الإسرائيلي في جنين مطلع أبريل 2002, وخاضت حينها القوات الإسرائيلية حرب شوارع وقامت بارتكاب أعمال القتل العشوائي واستخدام الدروع البشرية والاستخدام غير المتناسب للقوة وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية, وقد قتل في هذه المجزرة بحسب تقرير الأمم المتحدة 58 فلسطينيا. وفي العام 2000م قام شارون بتدنيس المسجد الأقصى وباحة الحرم القدسي الشريف بالقدس المحتلة وأدت تلك الزيارة وتداعياتها إلى اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين الذين تظاهروا ضدها بعشرات الشهداء والجرحى. وأججت الزيارة التدنيسية ثورة الحجارة “انتفاضة الأقصى” التي استمرت 4 سنوات تقريبا واستشهد حينها نحو 9000 فلسطيني خلال 3 سنوات فقط. وفي عام 2002م قام السفاح الإسرائيلي بتنفيذ عملية “السور الواقي” عندما كان رئيسا للوزراء , وهي أوسع عملية عسكرية واجتياح قامت بها قوات الاحتلال منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية عام 67.. مستهدفة بمائتي دبابة ومدرعة وناقلة جند وأعداد كبيرة من قوات المشاة والمظليين والقوات الخاصة مدينتي رام الله والبيرة وحاصرت مقر الرئيس ياسر عرفات بهدف عزل رئيس السلطة الفلسطينية في مكتبه. وعام 2004 أشرف شارون بنفسه على عملية اغتيال مؤسس حركة حماس في قطاع غزة الشيخ أحمد ياسين واغتيال نائبه عبد العزيز الرنتيسي الذي استشهد بعد ياسين بأقل من شهر. وفي 2005 أعلن شارون عن خطة الانفصال التي شملت إخلاء جميع مستوطنات قطاع غزة وكذلك أربع مستوطنات في شمال الضفة. وخطط المجرم لإقامة “جدار الفصل العنصري”, وهو عبارة عن جدار طويل تبنيه إسرائيل لإعاقة حياة السكان الفلسطينيين أو ضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل, حيث بدأ بناء الجدار في 2002م في ظل انتفاضة الأقصى ولا يزال قيد التعديل المستمر.