الرئيسية - عربي ودولي - التغيير أو الفوضى
التغيير أو الفوضى
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

المنطقة العربية تعيش على إيقاعات التغيير التي خرجت الجماهير تهتف من أجله في أكثر من بلد عربي سلميا وفي الجانب الموازي لذلك والحلم الجميل التقطت القوى التقليدية والمعادية لأي قادم جديد قد يدفع بالمنطقة وشعوبها للأفضل وعملت بكل ما لديها لإغراق هذه الدول في بحر من الفوضى والعنف المدمر بهدف حرف المسار أو تقدمه نحو الأمام ودفعه إلى التراجع نحو الماضي المتخلف. وبين هذين الاتجاهين المتعاكسين غرقت المنطقة في معارك متعددة فما هو سلمي وحضاري تمثل باستمرار حركة التظاهر والاعتصامات في الساحات وتسخين طاولات الحوار واشتعال حدة الاختلا فات والتباينات حول كل صغيرة وكبيرة تختص بالمستقبل وكانت الدساتير وصياغتها مركز ومحور تلك المعارك لأنها ستضمن وتحدد شكل الدولة والنظام الجديد وكذلك درجة ومستويات الحريات والحقوق وكيفية الشراكة في صنع القرار السيادي والسياسي والاجتماعي والتنموية المستقبلي للبلد. وأخذت تلك المعارك السلمية والحضارية إشكالا ومنعطفات مختلفة في دول ما يعرف «الربيع العربي» لما هو الحال في مصر وتونس واليمن بينما انجرفت بعض البلدان نحو العنف والدمار واستمرار القتل بحيث طغت لغة الهدم والموت على لغة التغيير والبناء للأفضل كما هو الحال في سوريا وليبيا حيث لا يزال الغموض يكتنف مستقبل هذين البلدين بسبب اختلاط مفاهيم الثورة بالإرهاب والتعايش والتسامح بالتخوين والتكفير والأخطر على تلك البلدان وغيرها من الصراع أخذ ينحدر نحو اقتتال طائفي وعرقي ومذهبي وديني ..الخ الأمر الذي جعل كثيرا من المراقبين يصفون ما حصل بالمنطقة بـ«الخريف العربي». < وهذا الوضع لن يتوقف عند تلك الدول بل سيسحب نفسه إلى كثير من البلدان التي تعيش أوضاعا لا تختلف كثيرا عما كانت عليه بلدان الربيع قبل ثورات التغيير لأنها تحكم بدساتير وضعتها الأنظمة الحاكمة وفرضتها على الشعوب فرضا بل هناك بلدان لا دساتير فيها أصلا والجامع لكل تلك النماذج هو عدم وجود دساتير أو عقد اجتماعي يشترك الجميع في صياغته ويخضع بشكل حقيقي إلى استفتاءات الشعوب ترتكز تلك الدساتير على أساس ضمان المشاركة في صناعة القرار والانتخابات الديمقراطية الصحيحة وضمان الحقوق والحريات السياسية والاقتصادية وهنا بيت القصيد والنتيجه النهائية التي ينتظرها المواطن العربي في أي دولة خصوصا تلك التي شهدت حراكا سلميا نحو التغيير هو أن يلمس تلك المطالب في الحياة الكريمة الآمنة المستقرة الضامنة لحرياته وحقوقه أن يلمسها على أرض واقع التغيير في دساتير تنظم وتضمن تخفيف ذلك ما لم سيكون البديل هو المزيد من الفوض والصراعات والتدمير الممنهج والذي بالطبع ستستفيد منه تلك القوى المتطرفة من كل الاتجاهات وينضم إليها كل من يتضرر من أي عملية تغيير حصلت أو قد تحصل في المستقبل.