الرئيسية - عربي ودولي - خطورة شطب حق العودة
خطورة شطب حق العودة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عادت الفكرة الصهيونية إلى طرح مشروع الوطن البديل من جديد على الساحة السياسية ولكن هذه المرة بتبن أميركي واضح يرعاه وزير خارجيتها جون كيري للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه عملية التسوية الموصدة في أفق الحل وفي ضوء انعدام توازن القوى والضمانات الواضحة باتجاه أي انتقاص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكذلك في ضوء اللغط الذي ساد الساحة الفسطينية كردود فعل على هذه التطورات التي هدفت إلى إظهار خطورة العودة إلى مشروع الوطن البديل وتداعياته على والقضية الفلسطينية ومناقشة سيناريوهات تنفيذه وآليات مواجهته وتقديم ملامح رؤية استراتيجية لذلك. إن مشروع الوطن البديل هو امتداد تاريخي واستراتيجي للمشروع الصهيوني الذي انطلق منذ القرن التاسع عشر وتمثل موجات الترحيل والإحلال قاعدة عملية من قواعده لتكون فلسطين كاملة وعلى رأسها القدس المحتلة خالصة لليهود حيث أكدت الأحزاب الإسرائيلية الرئيسة على إيجاد وطن بديل للاجئين الفلسطينين . إن مسألة الوطن البديل المطروحة صهيونيا تستوجب التأكيد على أن الأمة العربية أمة واحدة والوطن العربي وطن واحد ولا يعني تمتع أي مواطن عربي بجنسية بلد آخر تخليه عن أرضه أو وطنه بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون ومن هنا فإن الارتكاز على مشروع سايكس- بيكو لعام 1916م في تعامل العرب مع قضاياهم القومية الكبرى يشكل مقتلا في عقيدتهم ومبادئهم ووحدتهم ووجودهم ولا يمكن أن يشكل إطارا ناظما لتفكيرهم- قيادات وشعوبا- في حل القضية الفلسطينية أو دعمها. تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة تصب في اتجاه حرمان حق العودة مما يعني انتقاص المفاوضات مع إسرائيل من أساسها.. وهو مقدمة لتنازلات فلسطينية أخرى وأن أي حل لا يتضمن حق العودة والتحرير إنما هو خدمة لاستقرار المشروع الصهيوني بل وتوسعه وأن مواجهة مشروع الوطن البديل يستلزم بالضرورة دعم المقاومة الفلسطينية وليس العمل على تكريس وجود الكيان الإسرائيلي وحفظ أمنه من خلال عملية السلام واتفاقات السلام معه. وفي الإجمال يمثل مشروع الوطن البديل قاعدة استراتيجية من قواعد المشروع الصهيوني القائم على امتلاك “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”أو إفراغ الأرض من شعبها باتباع سياسات الترحيل والترانسفير الجماعي عبر القتل والمجازر والإرهاب الذي مارسته العصابات اليهودية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضد الشعب الفلسطيني. ويبقى التاكيد على أن حكومة نتانياهو تقوم بتفيذ المشروع الصهيوني من خلال تسمين الاستيطان رغم الاعتراضات القانونية الدولية غير أنها تكمل برنامجها في تفريغ فلسطين من أهلها وهويتها الإسلامية والعربية والفلسطينية على حد سواء. وهناك ثمة إجماع على أن المشروع الصهيوني يستهدف تصفية الاستحقاقات الفلسطينية أساسا وهو ما يجعل مواجهته هما فلسطينيا وعربيا مشتركا وسببا لتلاحم كافة الفصائل الفسطينية على اختلاف انتماءاتها الايدولوجية في هذا الظرف العصيب الذي تمر به ومن خلال محاولات شطب عودة المهجرين الفلسطينين قسرا من أراضيهم ابتداء من عام 48 وحتى اليوم . وبات من الضروري التنبه للسيناريوهات الإسرائيلية ومنها على سبيل المثال سيناريو يقوم على إقامة دولة فلسطينية مقيدة في حدود جغرافية ضيقة في الضفة الغربية مع ترحيل عرب 1948 إليها وإقامة كونفدرالية بينها وبين الأردن ومقابل هذا السيناريو هناك سيناريو متفائل بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967. وتأسيسا على ذلك يجب التركيز على خطورة شطب حق العودة واتخاذ موقف فلسطيني موحد وشامل مناهض له بوضوح وبناء استراتيجية مواجهة واضحة تضمن الحفاظ على ما تبقى من اللحمة الفلسطينية المتجزئة والمنقسمة أصلا وصولا لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته والتصدي هكذا مشاريع أو رؤى من شأنها أن تدعم صمود الشعب الفلسطيني وقوته في الداخل والخارج وتشجع على إبقاء روح العودة حية في نفوس الأجيال وتمكن الجبهة الداخلية بكافة أطيافها لتوجيه بوصلة الصراع نحو المشروع الصهيوني المستفحل.