الرئيسية - السياسية - ونجاح في تحقيق الأهداف الفردية
ونجاح في تحقيق الأهداف الفردية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> الأهجري: الأحزاب فقدت مصداقيتها لأنها لم تقم بالدور الذي وجدت من أجله

> باحارثة: عليها أن تعيد إنتاج أطرها بصورة علمية مؤسسية

> الحكيمي: من الضروري ترك مجال للشباب والعمل بأفكارهم

> سرور: المادة طغت على فكر وآلية عمل التنظيمات

يأمل الشعب اليمني من الأحزاب السياسية القيام بعملية تصحيح جادة داخل نظامها وبرامجها الأساسية وتنشيط قدراتها وأدائها وتحسين نظرة الناس إليها. كما أنها مطالبة بمواكبة التغيير الحاصل في البلاد والعمل على إتاحة الفرصة لمشاركة الشباب والأخذ بآرائهم وأفكارهم والاستفادة من قدراتهم. في هذه اللقاءات طرحنا مجموعة من الأسئلة على عدد من الشخصيات السياسية وخرجنا بالحصيلة التالية:

تحت الطاولة في البداية تحدث مستشار وزارة الخدمة المدنية والتأمينات الأستاذ حسين محمد الأهجري قائلاٍ: في الماضي كنا نعتبر الحزبية خيانة وكنا نعتبرها خروجاٍ عن الواقع ونمارس العمل السياسي من تحت الطاولة وفي أماكن بعيدة عن المجتمع والدولة وكان لكل حزب ما يرى وما يعتقد ومدى تأثره بالخارج بمعنى أوضح هي امتداد لفكر قومي أو أممي أو إسلامي لكن أصبح عندنا أحزاب بمسميات وطنية عندما مارسنا العمل السياسي كان هدفنا المساهمة في ما نتطلع إليه وكيف نسير بهذا الوطن إلى بر الأمان والنهوض به إلى مصاف الدول الحضارية التي اشبعت شعوبها رخاء وتنمية. إن الأحزاب السياسية اليوم تنوعت وأصبحت كثيرة لكن ما جدواها وما الفائدة منها إذا لم تقدم خيراٍ للوطن وتكون قدوة للعمل الوطني الخالص وتساهم في كل مواقع البناء خاصة في أوساط الشباب الذين يعول عليهم مسيرة التغيير والتقدم وبناء اليمن الجديد.. ولفت إلى أن الحقيقة التي يخاف منها اليوم هي كثرة الأحزاب وتمحورها في جماعات وأشخاص.. متمنياٍ من هذه الأحزاب أياٍ كان فكرها وخلفيتها بأن تكون ذات معالم وأهداف محددة وواضحة وفي مقدمة تلك الأهداف مصلحة اليمن بالإضافة إلى اعتماد آلية عمل فيها نوع من المنافسة الشريفة بالأفكار والبرامج الهادفة وكل ما هو فاعل وقادر على إظهار البلد بثوب جديد ومجتمع واحد موحد متساوي لا تنكسر شوكته أمام المتآمرين. افتقار للمصداقية وقال الأهجري إن أهم ما تفتقر إليه بعض الأحزاب السياسية في بلادنا هي المصداقية وعدم قدرتها على تطبيق الدور الذي وجدت من أجله ما أدى إلى نفور الناس وامتعاضهم من العمل الحزبي إلى جانب إتباع أسلوب خاطئ وآلية عمل غير ناجحة في إيصال برامجها السياسية لعامة الشعب. أما بالنسبة لمن يعتبر أن الحزبية كارثة على الوطن فهذه النظرة كانت بالطبع في السابق وكما ذكرت في بداية الحديث حيث اعتبر العمل الحزبي خيانة وكارثة وخروج عن المألوف.. وذلك بسبب النظام في البلاد الذي لا يريد ظهور مثل هذه التكتلات.. لكن ما أريد توضيحه أننا جزء من العالم وجزء من الوطن العربي والإسلامي ونتأثر بما يحدث فيه لذلك لا نستطيع اليوم القول بأن المواطن اليمني لديه القدرة أن يتمحور حول نفسه ويرفض وجود الأحزاب والتعددية السياسية. شلل نصفي فيما أوضح الدكتور أحمد باحارثة رؤيته حول هذا الموضوع بالقول: الأحزاب ينبغي أولاٍ وقبل كل شيء أن تنزل الناس عن منازلهم ففي هيكلها تضع الرجل صاحب الكفاءة العلمية والمقدرة القيادية في موضعه المناسب وليس بحسب الولاء الأجوف لمن له القدرة على المزايدة أو التملق ثم أن تعمل على تفعيل قواعدها الشبابية لأنهم الأقدر على مواكبة ما هو جديد والتماشي مع المتغيرات وأن تكون لديها الجرأة والمرونة في نقد مسارها السياسي والنظر المستمر في رؤاها وأدبياتها فإن عجزت عن ذلك في إطار تنظيمها فهي في ما سواه أشد عجزاٍ. أحزابنا تفتقر للتكامل بين أعضائها وللتواصل الحقيقي مع قواعدها في غالبها تؤله قيادتها أو مؤسسيها وترى قائدها صاحب المثل الأعلى في الحكمة في كل تصرفاته وتصوراته فيصبح لا فرق بين الحزب والحوزة وكل ذلك يأتي على حساب الهيكل التنظيمي والعمل المؤسسي في إطاره فيصاب الحزب بالجمود أو بالشلل النصفي وربما يموت سريرياٍ ولا يبقى منه سوى اسمه وماصُ يجتره بين حين وآخر. التنظيمات بوضعها الحالي تمثل كارثة على نفسها وعلى أعضائها وقواعدها فإذا صارت في موقع الحكم تعممت تلك الكارثية وذاق ويلاتها المواطن العادي غير المنتمي وهو ما نعانيه اليوم في وطننا الكبير الذي يصفه البعض بحزب الأحزاب. ولا يمكن أن تتغير نظرة المواطن إلى ما يحيط به من الأحزاب حتى تغير تلك الأحزاب من نفسها وتعيد إنتاج أطرها بصورة علمية مؤسسية تبرز للمواطن صفوتها وخير كوادرها ليحولوا سياساتها وطموحاتها المكتوبة على أوراق برامجها إلى واقع ملموس على أرض الوطن ويعيشه المواطن في حياته اليومية بكافة مظاهرها. احترام الرأي الآخر من جانبه قال الدكتور عبدالصمد الحكيمي المدير التنفيذي للدراسات والأبحاث: يجب أن نعي أن هذه الأحزاب أصبحت قديمة ومن الضروري تجديد نفسها .. وذلك لسبب بسيط أنها مطالبة بأن تعمل من أجل المجموع وليس بشكل (مخضبية) تتكلم في كل شيء وهذا أسلوب غير صحيح ومن المفروض أن الطبقة الرأسمالية يكون لها حزب والمثقفين لهم حزب.. الجانب الآخر هذه الأحزاب إلى اليوم لم تجدد نفسها منذ عشرات السنين وبالتالي تدعي أنها مع التغيير ومع الشباب لكن واقع الحال يقول عكس ذلك. وأشار الحكيمي إلى أن الحزبية تفتقر إلى المصداقية وعدم وجود الرؤية الواضحة والمواطنة اليمنية.. لافتاٍ إلى أن التنظيم الذي لا يشتغل من أجل عزة وكرامة الوطن وتوزيع عادل للسلطة والثروة وتوفير العيش الكريم للمواطن ليس له وجود في الفترة القادمة. وأكد الحكيمي أن الحزبية إذا فهم ما هو هدفها فإن ذلك يعمل على تطوير المجتمع .. كما أن الحزبية معناها احترام الرأي الآخر والتسامح معه وعدم فرض القناعات وهذا ما نحتاجه في ظل الوضع القائم مشيراٍ إلى أن التنظيمات عليها أن تأخذ بأفكار الشباب وآرائهم وتهتم بالفئة المهمشة وتحاول الابتعاد عن الشخصنة لأن الدين يحرم ذلك. قيادة قديمة وفي السياق ذاته تحدث الناشط الإعلامي العميد يحيى قاسم سرور بالقول: هناك مهام أساسية وكثيرة على الأحزاب خاصة حول ما يدور من أحداث في الساحة السياسية اليمنية.. نحن نعلم ونعرف أن السياسيين الأوائل كان همهم الأول اليمن لكن في الوقت الراهن نجد أن المادة طغت على بعض أيدلوجيا الأحزاب وعلى المواطنة وعلى من كان ينادي بدولة النظام والقانون وأصبح هم البعض منهم السعي لاقتناء أحدث موديلات السيارات لقد افتقدنا لتلك القيادات التي كانت تنزل إلى الشوارع وتختلط بالجمهور. أين هم قادة اليوم من ذلك¿ وتابع العميد سرور حديثه قائلاٍ: ما نشاهده اليوم تنظيمات سياسية لديها من الإمكانيات المادية ما لم تمتلكه تلك الأحزاب القائمة أيام العمل السري.. لكنها رغم ذلك أي الأحزاب في زمن العمل السري خرجت إلى العلن واستطاعت أن تنادي بأنها مضطهدة وأن هناك ظلماٍ قائماٍ وكانت دائماٍ المقدمة تدعو إلى المساواة والعدالة وعملت بإمكانياتها البسيطة على ترسيخ فكر هادف غايته حب الوطن والحفاظ عليه. ونوه إلى أن كثرة الأحزاب بنظامها الجامد قاد إلى ضجر الشارع ولم يعد يعرف حقيقة مصداقيتها كما أن هذه التنظيمات لم تطبق آلية عملها الداعية إلى إقامة انتخابات دورية الأمر الذي أدى إلى بقاء قادتها القدماء المعتقين عقوداٍ من الزمن والمفروض التجديد وترك مجال للشباب والعنصر النسائي.