الرئيسية - السياسية - النخبة السياسية ساهمت في تخلف القبيلة بتشجيعها على ممارساتها الخاطئة
النخبة السياسية ساهمت في تخلف القبيلة بتشجيعها على ممارساتها الخاطئة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> تطبيق القانون وإنشاء دستور جديد مقومات أساسية لبناء دولة مدنية حديثة

> القبلية موجودة في العالم وسبب تخلفها لدينا يرجع لعدم خضوعها للقانون

عندما تتقاعس بعض الأجهزة الفاعلة في الدولة عن أدائها فإن ذلك يحدث نوعاٍ من الفراغ ما يؤدي إلى ظهور كيانات أخرى يلجأ إليها الفرد لسد هذا العجز. ونتيجة لهذا التحول ينشأ تصادم بين نظام الدولة والكيان المتمثل في (القبلية) في هذه الإشكالية القائمة وكيف يمكن تجاوزها كان لنا هذا اللقاء مع الأديب والسياسي الغربي عمران والذي تحدث عن عدد من القضايا المتعلقة بالدولة والقبيلة .. وهذا نص اللقاء:

وعي عام * هل يمكن إقامة دولة مدنية في ظل الوضع السياسي الحالي¿ – العالم من حولنا يتعلم.. وأظن بأننا جزء من هذا العالم الذي هو في الوقت نفسه مفروض علينا .. العالم الكبير والقوى الإقليمية تعمل جاهدة في تطويع الكيانات الصغيرة على أن تكون ضمن مدارات لا تخرج عن مصالحها. وفي بلدنا نخبة سياسية إن جاز أن نصفها بالنخبة .. هم أقرب في تفكيرهم إلى قطاع الطرق .. نخبة يهمها ما يملي عليها من الخارج .. حتى لو لم يمل فإنهم يسعون بكل قوتهم لمزيد من إرضاء قوى أضحت واضحة فيما تريد .. ولذلك الأمل في تلك القوى أن يكون لنا نظام جيد يخدم مصالحها وفي الوقت نفسه يكون لنا دستور يضمن في مواده الحرية والديمقراطية والعدالة .. إن الأصل في الدستور والقوانين التي تأتي تنفيذاٍ لمواده دستور يضمن الحرية والعدالة والمساواة ثم تأتي أدوات تنفيذ الدستور لاحقاٍ من برلمان حر وقوانين سليمة وأجهزة أمن قوية .. الخ. إذا الدولة المدنية لن تأتي في ظل عدم وعي من ساساتنا بأهمية الاستقلال بقرارنا الوطني فأنت ترى منهم الذين يتحكمون في العملية السياسية في بلادنا وترى لمن تابعين له فلا يوجد سياسي واحد إلا والكل يعرف لمن يتبع وممن يقبض.. خلل مشترك * في اعتقادك هل تقف القبلية وراء تأخر اليمن¿ – القبلية لا تقف وراء التخلف وهي بطبيعتها متخلفة بلا شك لكن حين ينشأ دستور حقيقي وحين يكون هناك نظام قوي فإن القبيلة مكون من مكونات المجتمع تخضع للقوانين والأنظمة فمثلاٍ القبيلة في السعودية الأردن وفي كل العالم تخضع للنظام القوي وتخف مظاهرها بفعل تطبيق الأمن .. ومن تراهم اليوم يتفرعنون .. أذكرك بزمن الاحتلال البريطاني لعدن الذي حول عدن إلى أروع نظام رغم أن ما يحيطها من قبائل في لحج وأبين لتتوارى القبائل كعادات وفلكلور .. القبيلة متى ما منع السلاح من أبنائها ومنعوا من التفرعن في المدن .. وقطع الطريق .. وحول الشيخ إلى واجهة..هنا سيكون اليمن بخير والقبيلة مكوناٍ فاعلاٍ من مكونات المجتمع الفاعلة. أما القبيلة بشكلها وهيمنتها الحالية فهو نتيجة لضعف الدولة وعدم وجود دستور مناسب وقوانين مطبقة .. وهو ضعف أجهزة الأمن وأجهزة الدولة .. وكلنا نعرف ذلك .. فكيف نقول القبيلة .. والدولة أضعف من أن تكون دولة… إذاٍ الخلل في تلك الأجهزة الخلل في نخبتنا السياسية الخلل في عدم وجود أجهزة قوية.. جزء من نسيج المجتمع * كيف يمكن جعل القبيلة أداة فاعلة في بناء الدولة¿ – غير مطلوب أن تكون القبيلة أداة بل أن يكون أفراد القبيلة جزءاٍ من نسيج المجتمع .. وأن يكون شيخ القبيلة واجهة تقلم أظافره من خلال وجود نظام قوي منع السلاح تطبيق سلطة القانون على الجميع منع لعب أي دور لأي شيخ بصفته شيخ قبيلة إيجاد جهاز أمني قوي تطبيق المساواة بين أفراد الشعب الضرب بيدُ من حديد على تلك المظاهر: قطع الطرق التخريب المظاهر المسلحة وأي فعل يخل بالأمن والسكينة العامة. مظلة الجميع * ما الكلمة الأخيرة التي تود أن تقولها¿ – القبيلة كما ذكرت لك لم تكن كما نراها اليوم في أبين ولحج إبان الاحتلال لعدن .. القبيلة في دول أخرى موجودة لكن النظام أخضعها.. وفي اليمن لا يجوز أن ننظر هكذا القبيلة مقابل الدولة الدولة مظلة الجميع وإرادة القبيلة ضمن نسيج المجتمع يجب أن تكون هناك قوانين تخضع الجميع أي أن القبيلة تابعة وليس نداٍ بمعنى أن شيخ القبيلة يجب أن يتحول إلى مواطن عادي .. والدولة بأجهزتها هي الفاعلة في تطبيق المساواة والعدالة. أنا قبيلي أعاني من ضعف أجهزة الدولة حين تنشب مشكلة أجد بأن أجهزة الدولة لا تحل مشكلتي ويكون اللجوء لقبيلتي أنفع فيتم حل المشكلة بسرعة إذاٍ هنا القبيلة ليست مشكلة بل المشكلة في ضعف أدوات الدولة في الفساد في غياب الدولة.. فالقبيلة أفراد متى ما وجدوا العدل ودولة النظام والقانون سيكون هناك عدالة ولن يلجأ أحد للشيخ بل لأجهزة الدولة إذاٍ الخلل ليس في القبيلة التي تملأ فراغ غياب الدولة.