* حياة وضيق وعذوبة وبريق تعب الجسد ونعيم الروح جسد يمشي على الأرض وروح ترفرف بالهواء الطلق باحثة عن الفن مستلهمة ذلك من ملامسة الواقع وتجسيده في رسومات توحي بمعاناة الشارع العام واستشعار حياة الناس ومعايشة واقعهم والاحتكاك بهم لتفصيل مراحل حياتهم ورسمها في تلك اللوحات الفنية التي تكاد تنطق لما رسمت له .. إنه الفنان الرسام علي المعبري رسام متألق وإلهام راق في إبداع مهمل من قبل وزارة الثقافة بالاهتمام بمثل هذه المواهب البديعة وبما يخدم الوطن ويوثق تاريخ وأصالة اليمن وتراثه.. * “فنون الثورة” التقت الفنان المعبري وخرجت معه بهذا اللقاء الجميل .. فإلى الأسطر التالية:

فضول وشغف في البدايات * متى بدأت الدخول في مجال الرسم¿ – كانت البداية كأي طفل يبحث ويكتشف وبفضول وشغف بدأت بالتعرف على كل مايقع أمام ناظري من صور ولوحات وحتى كتابات الخط العربي وهو الشغف الأول وأعمال الدعاية والديكور. * هل تأثرت بأحد الرسامين في بدايتك¿ – لم أختر موهبة الرسم ولكنني أرسم منذ الطفولة وبالطبع هناك العديد من الرسامين الكبار المؤثرين في حياتنا وظهر أ.محمد اليمني في حياتي غير نظرتي للرسم وجعلني أتمسك بالرسم أكثر. هوايات أخرى * هل لك هواية أخرى غير الرسم¿ – أنا أهوى الخط من حين لآخر وأستمع للموسيقى كثيرا ولابد من القراءة قبل النوم. * ما هي الطقوس التي تهيئ لك أجواء للرسم¿ – الموسيقى – الهدوء – رؤية اللوحات العالمية. * هل أنت راض عن ما وصلت إليه من إبداع¿ وماهي تطلعاتك المستقبلية في مجال الرسم¿ – لا لست راضيا نهائيا ولكن هذا الذي استطعت تقديمه حتى الآن .. أطمح أن أرى نفسي رساما جيدا.. ولكن ما كنت أتمنى تحقيقه أكبر وأكبر مما تحقق حتى اليوم. دور الفن بين الشعوب * كيف يمكن للفن أن يلعب دورا للتواصل والحوار بين الشعوب وإحلال السلام في الأرض¿ – الهدوء والسكينة التي تخلقها اللوحة لدى المتلقي تصنع انسجاما مع الذات ويجردها –آنيا- من شرورها وهذا ما يخلق السلام في الفرد المتلقي. * هل تعتقد أنك ستبدع أكثر إذا سافرت إلى بلدان أخرى واختلطت برسامين عالميين¿ – أكيد الرسام يستلهم أعماله مما يشاهد وكلما شاهد واطلع زاد مخزونه البصري ليتبلور بعد ذلك ويترجم على شكل لوحات فنية عن دواخل المجتمعات. * فن الرسم فن راق له دور في التعبير لأنه يحاكي الجمال والحب في الحياة الإنسانية فهو يحاكي الضمير والوجدان الإنساني.. ما تعقيبكم على ذلك¿ – الرسم يعبر عن مداخل النفس البشرية أيا كانت ليس بالضرورة أن نرسم الجمال فقط إنما يجب صدم المجتمع من حين لآخر بقساوة وأهمية الواقع. مقيد في الواقع * حدثنا عن آخر أعمالك الفنية التشكيلية¿ وماهي أهم اللمسات التي تركز عليها في رسوماتك¿ – لم أتحرر بعد من واقعيتي في الرسم لأتجه لأعمال تجريدية أو سريالية .. رسمت مؤخرا أعمالا تعبيري لكننا لازلنا في مجتمع يسيء التفسير ويجهل قراءة العمل الفني. * هل لديك أعمال تعبر عن ثورات الربيع العربي¿ – شخصيا أراه خريفا عاصفا وشتاء قارسا .. لا نعلم أين ومتى سيتوقف نعم رسمت غلافا كتاب للدكتور سيف العسلي بعنوان: (فوضى ديكتاتورية أو ديمقراطية). * ما هي الرسالة الفنية التي تريد أن توصلها للجمهور العريض من خلال لوحاتك وأعمالك الفنية¿ – نحن بحاجة لرسائل كثيرة تنقصنا رسائل أخلاقية أولا توعية ثانيا .. لكنني أستطيع أن أقول إني أود أن أوصل رسالة إنسائية من خلال الرسم. * الفنان علي المعبري ماذا تود أن توجه من كلمة للشباب الرسامين والهواة¿ – من الظلم أن أسقط مهما حدث معي سواء كان جيدا أو عكس ذلك على كل الشباب الطامحين فقد نتشابه في الموهبة لكننا نختلف في الشخصية لذلك ارسموا وعبروا عن أنفسكم فهذا مفيد جدا لخلق نفسية جيدة متصالحة مع ذاتها. * كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء الذي نتمنى أن نكون قد وفقنا فيه¿ – أشكرك أخي العزيز على هذه الفرصة الرائعة والحوار الجميل في صحيفتكم الحصيفة صحيفة كل اليمنيين متمنيا دائما وأبدا كل الخير لوطننا الحبيب الذي يمر بمرحلة صعبة وحساسة جدا .. نسأل الله أن يلطف بهذا البلد العظيم.