الرئيسية - فنون - غدا .. الساحة الوطنية تحتفي بالذكرى الأولى لرحيل الأستاذ المرشد
غدا .. الساحة الوطنية تحتفي بالذكرى الأولى لرحيل الأستاذ المرشد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تمر علينا يوم غدُ الخميس الذكرى الأولى لرحيل فنان اليمن الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي.. الذي رحل عنا يوم 7 فبراير من العام الماضي.. عن عمر ناهز 79 عاماٍ بعد رحلة عطاء فني زاخر بالإبداع الفني والثقافي الخالد.. خدم خلالها وطنه الحبيب اليمن في مجالات النضال الوطني.. والفن والثقافة والأدب والرياضة والسياسة وكل المجالات دون استثناء عمل فيها المرشدي وأبدع فيها كل الإبداع.. فكما أبدع بفنون الغناء والموسيقى والمسرح والمنلوج أبدع في كتابة الشعر الغنائي والفصيح والمقالات الصحفية والتأليف المسرحي والموسيقى والبحوث والكتب عن فنوننا وتراثنا الغنائي الشعبي.. وكذلك أبدع في الرياضة حيث كان من أقوى المهاجمين على شباك المرمى في نوادي عدن في الإربعينيات والخمسينيات وكتب التحليلات في الصحافة الرياضية. ونفس الشيء أبدع في النضال الوطني والعمل السياسي وشارك في قيادة وتنظيم أول المظاهرات والمسيرات ضد الحكم الاستعماري في عدن ونظم الحفلات الغنائية الوطنية والمسرحية ضد الاستعمار وقدم الأغاني الوطنية الثورية والحماسية وغيرها وتعرض لكثير من المضايقات والسجن.. وعمل في مختلف الوظائف الحكومية وتقلد المناصب.. آخرها نائب وزير الثقافة جنوب الوطن في الثمانينيات ثم عضواٍ لمجلس الشعب وغيرها.. ثم عضوا لمجلس الشعب ونائبا لرئيس لجنة الثقافة والفنون في لجان الوحدة الوطنية وبعد تحقيق الوحدة نائبا لرئيس لجنة اختيار النشيد الوطني. ثم انتخب عضوا لمجلس النواب ومستشارا لوزير الثقافة. وفي المجال التربوي التعليمي كان له الدور الناجح والفعال عندما عمل مدرسا للغة العربية في عدد من مدارس عدن إلى جانب زميله وصديق عمره الشاعر الثائر لطفي جعفر أمان وشارك في تقديم الأجيال من الأساتذة والمدرسين والمثقفين والسياسيين كما عمل في تقديم الكثير من نجوم الفن والغناء أمثال الراحلين محمد سعد عبدالله وطه فارع وكذلك الفنان الكبير أبو بكر سالم ومحمد صالح عزاني وأمل كعدل والكثير من الفنانين الكبار والمشهورين وغيرهم الكثير من الفنانين والموسيقيين الذين تمرسوا على يده. فقد كان رحمه الله أول فنان يمني في الشطرين الشمالي والجنوبي يقدم الأغنية الوطنية أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات أي قبل قيام الثورتين فترة طويلة حيث غنى ضد المستعمر الغاصب في الشطر الجنوبي من الوطن مثل (اتحاد) و(يا ظالم) وبعدها (يذي عشت في نارين) (جاء دورك يا بن الجنوب) و(يا شاكي السلاح) وغيرها الكثير من الأعمال التي أقلقت وزعزعت عرش المستعمر البريطاني حينها وتعرض المرشدي للكثير من المضايقات بسببها ولا ننسى أنشودة قائد الجيش البريطاني (مسكين ارتبش) أيضاٍ وغيرها الكثير لا يتسع المجال الآن لذكرها أيضاٍ. وغنى لثورة 26 سبتمبر أيضاٍ الكثير كان أولها (أنا الشعب زلزلة عاتية) التي ما أن سمع بقيام ثورة سبتمبر حتى سجلها بجهاز تسجيل عادي أثناء جلسة المقيل وأرسلها إلى إذاعتي تعز وصنعاء لبثها وبعدها (صوت المذيع) و(شعبي ثار اليوم) و(إلا المحبوب في صنعاء) وغيرها الكثير.. كانت قضية الوحدة الوطنية شغله الشاغل رحمه الله وارتأى أن يكون للفن الأكبر في تحقيق هذا الهدف الغالي النبيل ونشر الوعي الوطني الوحدوي الأكبر فإلى جانب مشاركته الفنية الغنائية في الثورتين كانت أغانيه الوطنية لا تخلو من التأكيد على وحدة اليمن أرضاٍ وإنساناٍ وعدم تأثير الحدود الوهمية المصطنعة بين الشطرين فإلى جانب مشاركته الفعلية في احتفالات ثورة 26 سبتمبر كل عام ابتداء من عام 1963م العيد الأول للثورة السبتمبرية والذي كانت مشاركته فيه بدعوة رسمية من الرئيس الراحل عبدالله السلال فقد كانت أغانيه الوطنية مثل (هنا صنعاء العتيدة – هنا عدن المجيدة) من الروائع الثورية الوحدوية بنفس الوقت وأغنية (إلى المحبوب في صنعاء) و(الوحدة الكبرى) و(يا ثورة سبتمبر) و(صنعاء الكروم) وغيرها الكثير. ولا ننسى رائعته الوحدوية العظيمة التي تغنى من خلالها باليمن وبالأقطار العربية عامة وهي (يا بلادي). وهناك الكثير والكثير من ابداعات وروائع وأعمال ومواقف هذا الفنان العملاق الذي كان إحدى القامات اليمنية الشامخة كشموخ جبال شمسان وعيبان ولا يتسع المجال لهذه العجالة وهذه المساحة البسيطة لذكرها وستتابعونها في الأعداد القادمة من صحيفة الثورة الغراء. ويمثل المرشدي اسماٍ كبيراٍ في تاريخ الأغنية اليمنية برز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود نسيج لوحده أسهم بدور ريادي في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع على مستوى اليمن والجزيرة العربية وهو مؤرخ موسيقي وملحن ومطرب وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه فضلا عن توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة من بينها «أغنيات شعبية» و»الغناء اليمني ومشاهيره» و»صفحات من الذكريات» و «أغنيات وحكايات». ويعد واحداٍ من أبرز الفنانين اليمنيين ولعب دوراٍ هاماٍ في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الجزيرة العربية والخليج. وقدم أول أغنية له أواخر الأربعينيات اسمها «هي وقفة» كلمات الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة. وقدم خلال مشواره الفني الحافل بالعطاء طيفاٍ واسعاٍ من ألوان الغناء اليمني اللحجي والعدني والصنعاني وغيرها ‘وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية منها: الحضرمية واللحجية ويعتبره بعض النقاد أكبر مساهم في إخراج الأغنية الصنعانية من نطاقها الضيق وأول من غنى الأغنية التهامية. ساهمت إذاعة عدن التي تأسست عام 1954 في تقديمه للجمهور ومع منتصف الستينيات تجاوز انتشاره اليمن من خلال مشاركاته الفنية في عدد من دول الخليج العربية. تعاون مع كثير من الفنانين الخليجيين وغنى له الكثير من الفنانين ومن أبرزهم: الفنان الكبير محمد عبده واللبناني فهد بلان.