الرئيسية - السياسية - أبو راس : أسلوب ديمقراطي متحضر يضع المواطنين أمام رؤى القوى السياسية
أبو راس : أسلوب ديمقراطي متحضر يضع المواطنين أمام رؤى القوى السياسية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كثيرة هي تلك الأساليب السياسية التي يعتمدها كبار الساسة والمنظرين في إيصال أفكارهم وبرامجهم إلى الطرف الآخر ومحاولة إثبات صدق وصواب الرؤية التي يدعون إليها … وتأتي ( المناظرات السياسية ) في مقدمة هذه الأساليب الحديثة المعتمدة في المجتمعات الديمقراطية . على ضوء ذلك هل بالإمكان تفعيل هذا الأسلوب الدبلوماسي الحديث في اليمن خاصة في ظل الظروف الراهنة والمماحكات السياسية بين الأطراف . إجابات كثيرة خرجنا بها من خلال استطلاع آراء عدد من الشخصيات والكتاب السياسيين .. إلى التفاصيل :

سمة العصر في البداية يقول الدبلوماسي الأستاذ / فيصل أمين أبو راس : المناظرات السياسية من سمات المجتمعات الديمقراطية المتحضرة والمتقدمة. ولا شك أن المناظرة السياسية تعزز من الديمقراطية وتضع المواطنين مباشرة امام رؤى القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة والمختلفة في المجتمع من خلال طرح نهجها وأهدافها وبرامجها التي يروج لها مرشحوها وممثلوها في مناظرات سياسية أيام الانتخابات ومواعيد الاستحقاقات الدستورية المختلفة ما يمكن الناخبون من محاسبة ممثليهم ويقرر انتخابهم من خلال مدى قدرتهم على محاسبة ومساءلة الحكومة ومدى التزامهم ووفائهم بعهود قطعوها ضمن برامجهم المعلنة . جدل غير ناجح من جانبه يوضح المحلل والكاتب السياسي / علي جاحز وجهة نظره بالقول : لا أعتقد أن المناظرات والمكاشفات الإعلامية يمكن أن تسهم في حل القضايا العامة بل ربما تجر القضايا إلى مربع الكيد السياسي والجدل غير المجدي لأن الإعلام أصلا غير مهني والمناظرات والمكاشفات تحتاج إلي منابر إعلامية مهنية تكون بمثابة محاكم حقيقية .. وحينها نستطيع أن نقول المناظرات مجدية وتسهم في حل القضايا السياسية أو ما شابه . وأشار إلى أن الكثير من المناظرات تهدف فقط لكسب الاصطفاف الشعبي والسياسي وتركز على توضيح وتفسير وتبيين حقائق ووجهات نظر أو مواقف … او كشف وفضح .. بين شخصيات أو تيارات .. ولفت إلى أن ما قد يكون مجديا في هذا الصدد هو ( الحوار ) الجاد الذي من خلاله يتم طرح المشكلات على طاولة واحدة ويتم التوافق لحلها .. أما المناظرات فإنها لا تهدف إلى حل المشكلات ولا إلى الوصول إلى صيغة حل توافقية بل تحرص على تبادل التهم أو دفعها أو إثباتها ضد الآخر . تعايش وقبول وفي السياق ذاته يقول الكاتب الصحفي / همدان العلي : تعترف المحاكم والهيئات الدولية بالمناظرات السياسية باعتبارها أداة عصرية لتعريف الناس بالمعلومات الكاملة حول ما يدور حولهم وحول من يمثلونهم تحديدا. كما تستخدم المناظرات السياسية في كثير من الدول الديمقراطية في فترة الانتخابات كونها وسيلة مباشرة وسهلة لإعطاء معلومات للناخبين حول مشاريع وبرامج الأحزاب والأشخاص الأمر الذي يساعد في ممارسة اختياراتهم السياسية. وأوضح العلي أن المناظرات السياسية تكون مفيدة وذات جدوى عندما تمارس في بيئة سياسية واجتماعية وأمنية مستقرة أما ان تمارس هذه الوسيلة العصرية الناضجة في اليمن في المرحلة الحالية. فهذا الأمر لن يكتب له النجاح .. وذلك لأن كل مكون سياسي أو اجتماعي متمترس ويضع إصبعه على الزناد. وأكد أن المناظرات السياسية تحتاج إلى دولة متواجدة في كل أنحاء البلد لتفرض الإرادة الجماعية للشعب ويجب أن يكون هناك وضع أمني مستقر وتعايش وقبول بالآخر. والأهم من هذا وجود مجتمع ناضج سياسيا يستطيع التمييز بين ما هو مفيد لليمن ككل وما يصب في مصلحة الفئات والجماعات ويضر الوجود اليمني في المقابل. أما أن تمارس المناظرات السياسية في مثل هذه المرحلة ألمرتبكة فلن تكون إلا كتلك المعارك الكلامية التي نتابعها عبر وسائل الإعلام المحلية والتي لا ينتهي المشاهد من مشاهدتها إلا وقد امتلأ حقدا وغلا وكراهية لأخوة اليمني. شحن عواطف الأخ / فهد الرقيمي يمني مقيم في الإمارات يدلو بدلوه حول الموضوع بقوله : المناظرة السياسية لا تصلح مطلقا لحل القضاياي العامة في مجتمع قبلي مثل المجتمع اليمني بل أنها ماده إعلامية فعالة لخلق النعرات والصراعات السياسية بين المجتمع الواحد وشحن عواطف انتماء أزلي إما لطقوس أو لشخوص أو قبائل أو أحزاب سياسيه غلب عليها التعصب . وبالتالي لن تزيد الأمور إلا سوءا خصوصا إذا كان لكل طرف جمهور واسع. حيث أن هدف المناظرة أي كان نوعها هو بيان الحجة والبرهان وبيان المنطق لإقناع المتلقي بصحة اتجاه المناظر .. لكن لا نستطيع أن نغير من نظرة شخص هو أساسا لا يسمح لنفسه حتى بالتفكير بفكرة الآخر وقد لا يسمح له غيره فما بالك بتقبل الفكرة .. لذلك مجتمعنا قبلي بامتياز. قد تصلح فيه المناظرات الأخرى ولكن المناظرة السياسية سوف تزيد الأمر سوءا.