الرئيسية - السياسية - باحثون يناقشون مستقبل التعايش السياسي والمذهبي في اليمن
باحثون يناقشون مستقبل التعايش السياسي والمذهبي في اليمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أثريت ندوة حول “مستقبل التعايش السياسي في اليمن في ظل الصراعات المذهبية المسلحة” بطروحات تعكس واقع الحال وتستشرف المستقبل برؤى بحثية التزمت المنهجية والموضوعية. الباحث نبيل البكيري في بحث حمل عنوان “مقدمات الصراعات السياسية بالون الطائفي” أشار إلى أن حالة التبيان التي عاشها المجتمع العربي أدت إلى إيصالها إلى الصراع الحالي والمشهد اليمني جزء من هذا المشهد العربي العام الملغوم بصراعات سياسية ذات طابع مذهبي طائفي أنتجت كوارث ومآسي يتم استرجاعها اليوم في الصراع السياسي الذي يعم اليمن والمنطقة نتيجة غياب الحوارات الفكرية. غياب الفكر والثقافة وأوضح نبيل البكيري أن الواقع يعيش تكرار الكوارث نتيجة غياب صوت الفكر والثقافة وعلو الجوانب السياسية على المشهد برمته وغياب دور الدولة التي هي الحاضن والمنتج للتعايش السلمي بين أبنائها وهذا الغياب أوصلنا إلى مرحلة حرجة في وضع المجتمع اليمني وفتح المجال لظهور جماعات مسلحة من داخل الجماعات التي كانت للأمس القريب تحرم استخدام السلاح واليوم أصبحت تفتي بجواز بل وبوجوب استخدامه في وجه خصومها فجماعة الحوثي جلست على طاولة الحوار وهي تحمل السلاح وتخوض حروبا حتى اليوم ولم يتم التطرق إلى السلاح الذي في حوزتها. المخزون الثقافي وقال الباحث عبد الله القيسي بأن المخزن الثقافي للمجتمع هو المحرك الرئيسي للصراعات التي تعصف به نتيجة استجرار الأحداث التاريخية المأساوية المجودة في تراثنا وأشار القيسي إلى أن هناك ازدواجية في فهم التراث المتصل بالحركات الأيدلوجية كما هو بالنسبة لفكر القاعدة والتي لم تجد تعاطفا بين أبناء المجتمع اليمني نتيجة الحملة الإعلامية ضدها بينما نجد الفكرة الحوثية تجد من يبرر لها من قبل النخب السياسية والمثقفة رغم أنها تحمل نفس جوهر فكر القاعدة. دور السـلطة وناقش الباحث عبد الله الصنعاني دور السلطة في التعايش السلمي وتأجيج الصراعات حيث قال الصنعاني بأن الدولة تلعب دورا فاعلا في ترسيخ قيم التعايش ولكن في تاريخ اليمن شهد غياب الدور الفاعل للدولة والحاكم فقد عملت الدولة على أساس أن وظيفتها هي توزيع الغنائم والثروات التي خلقت حالة إقصاء للآخر وذلك نتيجة غياب المشروع الوطني لدى السلطة الحاكمة وغياب فكرة دولة المواطنة.. وقال بأن السلطة أسقطت كل الحوامل السياسية ذات المشروع الوطني مما أدى إلى ظهور الحوامل الطائفية ذات التطلعات الفردية كما أن إشكالية احتكار الحقيقة والفضيلة والسلطة خلفت الكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعصف بالمجتمع. وأشار الصنعاني الى أن من أسباب غياب فكرة المواطنة راجع إلى أن السلطة وكثير من القوى السياسية لا تريد بناء دولة قائمة على فكرة الدولة المدنية ولديها نظرة مناطقية ومذهبية قامت السلطة عليها واستخدمت العلماء في خوض صراعاتها موضحا غياب المشروع الوطني الذي يحتضن الجميع تحت قانون المواطنة المتساوية وقد عجزت السلطة عن حسم قضايا مهمة كالمواطنة والهوية الوطنية للمجتمع. جمود في المراجعة وتطرق الباحث فهد سلطان الى التعايش في الفكر الإسلامي.. لافتا إلى أن هناك جمودا في مراجعة وتجديد المذاهب الإسلامية والذي انعكس بدوره على التعايش الحالي المليء بالصراعات بين المذاهب الإسلامية وقال فهد سلطان بأنه يجب في اللحظات الراهنة على الطوائف أن تقبل ببعضها البعض والعمل على المشتركات المجودة بينها حتى تتخلص من الصراعات الحاصلة بينها. التعايش المواطنة فيما أكد الناشط الحقوقي الثائر خالد الآنسي بأنه لا يمكن ضمان تعايش بين أبناء المجتمع ما لم نبن دولة وطنية تبتعد عن الطائفية والمذهبية والمنطقية التي تخلق الصراع. تناول الباحث عبد الغني الماوري قضية المواطنة بكونها المحور الأساسي الذي سنستطيع به تجاوز الصراعات الحالية ونضمن تعايشا سلميا بين كل أبناء الوطن تحت راية المواطنة وذلك هروبا من الإرث الثقيل لمورثنا الديني الخاطئ الذي يخرج الأمور عن حقيقتها.