الرئيسية - فنون - في الذكرى الحادية عشرة لوفاة الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ
في الذكرى الحادية عشرة لوفاة الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ميراث الفن من الأب إلى الابن الفنان محمد سالم بن شامخ من مواليد مدينة المكلا في نهاية الثلاثينيات ورث الفن عن أبيه وعشق الطرب الشعبي الأصيل وكان والده مطرباٍ شعبياٍ يغني مع فرقته الفنية وهي جوقة تابعة له وقوامها بين (50)-(60) فرداٍ في العزف والغناء والرقص الشعبي وهي فرقة حي الحارة وكان لوالده (سالم بن شامخ) أصواته المختلفة في الغناء الشعبي الحضرمي والتي يرافقها بالأساس الرقص الشعبي المشهورة شعبياٍ وهي أصوات أو قوالب مموسقة اشتهرت شعبياٍ في حضرموت يؤديها سالم بن شامخ – الأب– بصوته وهي تتمثل في الشبواني والعدة الفياض والهبيش والبطير والغية وتعمل هذه الفرقة التي يقودها في المناسبات الشعبية والأعراس والزيارات والأعياد وقد عمل الوالد سالم بن شامخ في هذا المجال منذ العشرينيات من القرن الفائت ومعه ممن كانوا يرافقونه في الأداء ثنائياٍ الفنان (صالح دحي) ابن الفنان (يسلم دحي) في ترديد الأغاني وفي سنواته الأخيرة كان لا يفارق ممباسا (كينيا) بعد دعوة المغتربين له في أفراحهم هناك وبقي عاشقاٍ لممباسا حتى توفاه الله فيها. بن شامخ أمواج الفن تشهده إلى شواطئ عدن تقدم الفنان بن شامخ عبر مكتب خاص بإذاعة عدن تم فتحه في المكلا ومعه رفيق دربه الفنان أبوبكر التوي لتقديم أنفسهم كمطربين للمساهمة في تقديم بعض التسجيلات الغنائية لإذاعة عدن وبالفعل تمكنوا من إرسال تسجيلاتهم الصوتية مرفقة بالنصوص المكتوبة لإجازتها وبعد عدة أسابيع أرسلت إذاعة عدن بالمصادقة والقبول بهما لتسجيل أغانيهما الرمضانية التي تقدما بها الفنانان بن شامخ والتوي وكان ذلك في نهاية عام (1959م) برسالة ممهوره بتوقيع مدير إذاعة عدن الأستاذ/ حسين الصافي- رحمة عليه- وتم التسجيل في بداية (1960م) وفي أثناء هذه الرحلة شارك الفنانان في حفل فني خاص بجمعية حضرموت في عدن وكان لصالح بناء دار للجمعية ويذكر الفنان بن شامخ بأن الفنان الكبير محمد مرشد ناجي كان مشاركاٍ في هذا الحفل دعماٍ لجمعية حضرموت في مشروع بناء مقر لها. مواصلة نهج معلمه جمعة خان في تأصيل الغناء الحضرمي والحفاظ عليه بعد وفاة الفنان الكبير محمد جمعة خان واصل الفنان محمد سالم بن شامخ نفس نهج معلمه في تأصيل الغناء والحفاظ على موروث الأغنية الحضرمية من أغاني الدان والعوادي وأغاني الداخل الأصيلة إلا أن بن شامخ لم ينحصر في هذا الإطار وحسب بل لحن وغنى ألواناٍ أخرى مثل اللون العدني واللحجي والأبيني والبدوي أي أنه قدم أغنية كان لها خاصية ومذاق جميلين لدى المستمع في عدن بعد أن استقر به الأمر بها – أي مدينة عدن– منذ أوائل الستينيات وتزوج منها وغنى له عدد كبير من الفنانين عشرات الأغاني التي اشتهرت سريعاٍ وانتشرت على المستوى اليمني والخليجي ومن هذه الأغاني بلبل سحرني / يا جمال ليتك با تجمل/ كفاية ذي حصل منك/ على كيفك/ وايش هذه الحلاوة / وشني يا مطر شني / عيني على الزين/ وعشرات الأغنيات التي كانت في منتهى الروعة والجمال وكان من العبقرية أن يبتكر بن شامخ مثل هذه الألحان فالألحان التي لحنها مثل / بلبل سحرني ويا جمال/ وغيرها كانت ذات هجين إبداعي من الغناء العدني واللحجي الرائع ممزوج بالهنك الحضرمي الذي كان يتشبع به بن شامخ وقدرته الخلاقة ومخزونه الثري من الألحان التي تتسم أيضاٍ بتأثير هذا الغناء الخالد- الغناء الحضرمي-. كانت بدايات بن شامخ تبشر بالخير منذ أن كان في حضرموت وقدم ألحاناٍ لفنانين كثر رأس هؤلاء الفنانين الفنانة الكبيرة (هيام يونس) التي غنت من ألحانة في الستينيات أغنية (حبيبي ورد في غصنه) وعبدالكريم توفيق وأنور مبارك وأمل كعدل / وكفى عراقي/ وسعيد أحمد بن أحمد وياسين علس/ وعباد الحسيني /وصفاء /وكرامة مرسال/ وعدد كبير من الفنانين في عدن وحضرموت والخليج وكان آخرهم صاحب هذا المقال المتواضع بحيث غنيت له أغنية من كلمات الشاعر الكبير والصديق الأعز أحمد بو مهدي (يا غصن محد جناك) التي غنيتها في منتصف التسعينيات له وفي يوم تكريمه الكبير من قبل جمعية الموروث الشعبي في فندق عدن آنذاك هذه الجمعية التي حركت الساكن وأشعلت الأضواء في ظل الركود الذي خيم على عدن بعد 1994م في إقامة عشرات الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية وكان من أبطالها الأساتذة أحمد بو مهدي نجيب مقبل عبدالله باكدادة علي حميد. حبة الكبير لعدن الفنان بن شامخ لو انتقل إلى دول الجزيرة والخليج بعد استقلال عدن لكان وضعه مختلفا هناك وكان قد أصبح من المشاهير الذين نراهم ونسمع عنهم اليوم أمثال أبوبكر سالم بلفقيه وعبدالرب إدريس ولكن بن شامخ فضل البقاء في عدن مع أولاده سالم ورياض اللذين كانا يعيشان مع خالتهما زوجة أبيهما الثانية وهما لا يزالان صغيران في تلك الفترة ورغم ذلك فقد كانت له شهرته في عدن وفي الجزيرة والخليج وطاف متجولاٍ في الكويت ودبي وأبو ظبي والشارقة والسعودية وقطر وغنى في هذه البلدان العشرات من الحفلات الفنية وأحيا الكثير من حفلات الأعراس وسجل وغنى في لبنان والقاهرة والكويت وجدة ومصر وليبيا الكثير من الأغاني الحضرمية والخاصة به. هذه بعض المقتطفات اخترتها من بحث قدمته له في يوم تكريمه في منتصف التسعينيات من قبل جمعية الموروث الشعبي الذي كنت أحد قياداتها المتواضعين.