الرئيسية - محليات - الإرهاب.. حقد متواصل على كل شيء ينبض بالحياة
الإرهاب.. حقد متواصل على كل شيء ينبض بالحياة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

علي منصر مواطن يمني من أبناء هذه البلاد المثقلة بالمشكلات والصعوبات فقد كان عامل بناء بسيط لكنه ضرب خلال حياته القصيرة أروع الأمثلة في الكفاح والصبر .. في مقارعة ظروف الليالي والانتصار على كل الخطوب قبل أن تغتال حياته أيادي الغدر والخيانة خلال الهجوم الإرهابي الذي استهدف مبنى السجن المركزي بصنعاء مؤخرا.. ليكون استشهاده شاهدا آخر على قبح وبشاعة الإرهاب وحقد عناصره على كل من ينبض قلبه بحب الحياة. منصر الذي فارق الحياة وهو في العقد الثالث من عمره برصاص الإرهاب ظل يكافح في مهنة البناء سنوات طويلة ليعول صغيريه اللذين فقدا أمهما في سن مبكرة من عمرهما.. لكن الوالد منصر بقي وفيا للحياة وقاتل مرارا في دروبها المتعرجة قبل أن تأتي أحداث العام 2011م بفرصة جديدة له على صعيد العمل الرسمي فانضم إلى الخدمة العسكرية قبل أن يتم توزيعه إلى دائرة السجون ليكون أحد أفراد حراسة السجن المركزي بصنعاء ولكنه لم يتخل عن مهمته الأساسية في البناء ورفع أعمدة الحياة بمساعدة ولده ذو الأعوام التسعة كلما كان خارج نطاق دوامه الرسمي.

اغتيال الحياة عند الهجوم الإرهابي على مبنى السجن المركزي مساء الثالث عشر من الشهر الجاري كان منصر في نوبة الحراسة ولسوء حظه لم يكن قد استلم سلاح الحراسة وإذا به يواجه قوة الطغيان وجبروت المعتدين أعزلا . ويروي الجنود من زملائه الناجين من رصاصات الغدر والإرهاب أن عناصر الشر والظلام لم تستثنى أحدا من المتواجدين ساعة الهجوم من الاستهداف والقتل حتى العزل من السلاح ومن كان يؤدي صلاة المغرب في ذلك المساء الحزين الدامي. ويضيفون بأن الجندي منصر تعرض لإطلاق النار وأصيب بجروح في اللحظات الأولى للاعتداء وتحامل على نفسه ليتمكن رغم أصابته الخطيرة من الوصول إلى أحد مكاتب الحراسة للاحتماء من الرصاص المتهاطل من أسلحة الإرهابيين لكن أحدهم لاحظ لجوء المعماري الجريح إلى المكتب فأصر على ملاحقته والقضاء النهائي على حياته وبالفعل قام هذا الإرهابي بمداهمة المكتب فوجده مغلقا فاتجه إلى النافذة وهناك أطلق رصاصات كثيفة باتجاه منصر الذي أصيب بعدة طلقات منها ليسقط مضرجا في دمائه الزكية وتفيض روحه الطاهرة وهو ينطق الشهادتين كما يروي زميله الجندي أحمد البحري الذي كان في ذلك المكتب ونجا بأعجوبة من موت محقق ربما ليروي آخر لحظات حياة كفاح هذا الرجل العصامي الذي ترك في حياته مآثر تحتذى في حب الحياة والإصرار الدؤوب على العيش كما ترك عند مماته شواهد وحقائق عدة عن حقد بعض أبناء هذه الأرض للأسف الشديد لكل ما ينبض بالحياة.

المعماري الشهيد الجندي المعماري علي منصر أحد ضحايا الإرهاب لكن حياته القصيرة الحافلة بالعطاء لا شك تدين بأبلغ الصور والمشاهد الممارسات الإرهابية وتفضح ضغائنها الدفينة على أبناء هذه البلاد مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية. منصر الذي قام وقبل أيام فقط على استشهاده بتشييد وبناء منزل الزميل حسن شرف الدين الذي قادته حاسته الصحفية إلى التقاط هذه الصورة المعبرة للشهيد وهو يمارس مهنة البناء والتي نستشهد بها في موضوعنا اليوم يبقى رمزا ومثالا يحتذى في مقارعة الخطوب والانتصار للحياة مهما بلغت قوة وعنفوان أعدائها وانتقام وظلامية هذه العناصر التي تثبت يوما بعد آخر حقدها الدفين على كل شيء ينبض بالحياة.