الرئيسية - السياسية - خلق مناخات سياسية مشجعة على العنف يخدم المصالح الرجعية في مربعات الصراع والاقتتال
خلق مناخات سياسية مشجعة على العنف يخدم المصالح الرجعية في مربعات الصراع والاقتتال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع / أسماء حيدرالبزاز – > صياغة الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق محددات زمنية يقطع آمال العابثين بالانقلاب على المخرجات

* قوى سياسية وغيرها رأت أن بناء الدولة الاتحادية الجديدة على أسس ونتائج مخرجات الحوار ستأتي على حساب تقليص نفوذها وانحسار مصالحها الشخصية الضيقة ولذا فإنها تستدعي كل ما من شأنه تفخيخ وتسميم الأجواء السياسية والعمل بكل همة من أجل إرباك المشهد السياسي من خلال تثوير الصراعات السياسية عن طريق الشحن الطائفي من منبع سياسي بالمقام الأول كمحاولات يائسة لإجهاض مشروع الدولة الجديدة ,,

السياسي الدكتور عبد الملك الشرعبي تحدث عن خطورة إيقاظ الصراعات الطائفية من منبع سياسي لإعاقة مشوار التغيير اليمني بالقول : إن عملية بناء الدولة المدنية الحديثة في التجربة العملية التاريخية تستدعي الاتكاء على تفسير نظرية العقد الاجتماعي دون التفسيرات للنظريات الأخرى مثل نظرية القوة – نظرية الأسرة – النظرة الدينية ….الخ . كما تستلزم استحضار عناصر أو مقومات البناء لكل دولة والمتمثلة بـ ( الشعب – الإقليم – حكومة ذات سيادة – اعتراف دولي ) موضحا : بأن السياسة المدنية تتمثل في بناء مجتمع التسويات لا التصفيات ومجتمع التنافس لا التنابذ .وتلك السياسات غير المدنية نتلمسها في السياسات الطائفية المذهبية ( سنة – شيعة جنوبي – شمالي ) وقال : إن خلق مناخات السياسية المشجعة على العنف تصاحبها مناخات ثقافية مشجعة على العنف ضد الآخر . وهذه المناخات الثقافية مبنية على هيمنة الثقافة التقليدية العتيقة أو على ثقافة العنف والخضوع أو الاثنين معاٍ بعيداٍ عن ثقافة المساهمة والمشاركة التي تشكل – أي الأخيرة – المناخ الثقافي الملائم لبناء الدولة المدنية وثقافتها القائمة على قبول المختلف والتسامح مع الآخر , مؤكدا على ضرورة الإسراع في استكمال البناء الدستوري للدولة الاتحادية في كتابة الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومؤسساتها الأخرى في برنامج زمنى محدد يطلع عليه كافة أبناء الشعب اليمني ليكون هو حاميها ومصدر قوتها .

تغذية الصراعات من جهته يقول الناشط السياسي ياسين العقلاني : إن تاريخ الثورة يقوم على النظام الحاكم الفاشل واستبداله بمشروع واستراتيجية عمل نهضوي ويقوم على أساسه نظام جديد يعمل على تنفيذ الأهداف التي قامت الثورة من أجل تحقيقه موضحا بأن هناك من لا يريد أن تحقق أهداف الثورة ممن قامت عليهم الثورة أو من فقدوا مصالحهم وقلص حجم نفوذهم سواء كانوا من الداخل أو من الخارج فيعملون على تغذية الصراعات الطائفية التي تحدث خللاٍ في البنية الاجتماعية وشرخاٍ وسط الشعب وتدخل الدولة في اقتتال وفوضى وعدم الاستقرار. الجبهات الداخلية ويقول المحلل السياسي الدكتور عبد الملك الضرعي – جامعة صنعاء : بالعودة إلى أحداث التاريخ وتفكك الدول سنجد أن تفكيك الجبهة الداخلية لأي دولة هي البداية لإضعافها ومن ثم السيطرة عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة وللأسف عالمنا العربي يتعرض لحملة تفكيك داخلية يمثل نشر الكراهية الشعبية أهم أدواتها السهلة لشرخ المجتمعات وتفكيكها وتعتمد الاستراتيجية المعادية للأمة آليات تختلف من دولة إلى أخرى حيث تعتمد في بعض الدول على التركيبة السياسية وفي دول أخرى على التركيبة المذهبية وفي أخرى التركيبة المناطقية أو الدينية أو الثقافية وبالتالي تكون النتيجة النهائية تحول المجتمعات العربية إلى فرق وشيع تسود فيما بينها الكراهية والتعصب والصراع وأخطر أشكال الصراع هو الصراع الطائفي لأنه يحشد أفراد الشعب إلى مواجهات دامية ضد بعضهم البعض موضحا بأن الصراعات السياسية في صورة المذهبية ليست سوى انتكاسة تاريخية للأمة تعيقها عن التقدم والتنمية والتحديث وأنه لمن المؤسف أن الآلاف من الضحايا هم من خيرة الشباب نحن في أمس الحاجة إليهم في قاعات المدارس والجامعات فهم مستقبل الأمة من المؤسف أن يتحول هؤلاء من تعمير سطح الأرض إلى أن يدفنوا في باطنها وهم من خيرة الشباب. فالدولة المدنية التي ننشدها اليوم هي دولة ترتكز على التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات لا مجنزرات الدبابات إن الدولة المدنية التي ننشدها اليوم دولة تحقق مبادئ المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والشراكة الحقيقية في الثروة والقوة والسلطة كما أن الدولة المدنية التي ننشدها تحتكم إلى النظام والقانون ويتحول الشباب فيها من رفات في القبور إلى مبدعين في معامل الأبحاث وقاعات العلم والمعرفة نريد منهم المهندس والطبيب والعالم والمفكر وجميعهم أدوات للبناء والتحديث لا معاول للهدم والتخريب إن طموح الدولة المدنية الحديثة لا يمكن أن يتحقق في ظل الصراعات الطائفية والمليشيات المسلحة والتمييز الطائفي أو المناطقي . تسميم الأجواء المحلل السياسي جمال الحمادي : هناك العديد من القوى سياسية وغيرها أحست أن بناء الدولة المدنية الحديثة على أسس ونتائج ومخرجات الحوار ستأتي على حساب تقليص نفوذها وانحسار مصالحها الشخصية الضيقة ولذا فإنها تستدعي كل ما من شأنه تفخيخ وتسميم الأجواء السياسية والعمل بكل همة من أجل إرباك المشهد السياسي بما يصل بالبلد وأوضاعها السياسية والاجتماعية وكذا إفشال دور الحكومة بغية الوصول بأحوال البلد إلى الانسداد الكامل وبما يؤدي إلى فوضى عارمة اعتقاداٍ منهم بأن هذا ربما سيؤدي إلى إعادة ترتيب المصالح الخاصة بهم متناسين أن هدم المعبد ولو على رؤس الجميع لن يخدمهم وسيدفع ثمنها كل المجتمع اليمني دون استثناء ولربما كان في مقدمة ذلك أجيالهم القادمة وتابع حديثه بالقول إنه لا يمكن إغفال موضوع هام جداٍ وهو تزامن أحداث الربيع العربي في اليمن مع توقيت غاية في السوء وهو اشتعال سعير التطرف الديني الذي نقله البعض إلى الداخل الإسلامي بإذكاء عوامل الفتن الطائفية في المنطقة والذي بدأ بغزو العراق نتيجة لسياسة الحكومة الجمهورية الرعناء في عهد الرئيس جورج دبليو بوش منقاد الى تجاذبات مذهبية متداخلة مع حرب سياسية في المنطقة افرز تجاذب واستقطاباٍ مذهبياٍ عززته العوامل السابقة ومقدرة الأقطاب على الدفع بأوراقها كاملة واستخدامها في حروب الاستقطاب تلك الشحن الطائفي موضحا : بأن السلاح الأول لتلك الأطراف هو تأزيم الأوضاع بشحن طائفي منبعه سياسي بالمقام الأول لتكون الأرض اليمنية لقمة سهلة وسائغة يسهل ابتلاعها وإنه من الطبيعي أن يظهر من هدم البيت أسرع ممن بناه كما يقول المثل الشعبي ” مخرب غلب الف عمار ” وكما هو الحال في الصراع بين الخير والشر وإن كان للشر جولات إلا أن للخير جولة حاسمة وأخيرة وإن خيار الشعب اليمني سينتصر بهزيمة كل القوى التي تسعى في الأرض اليمنية لتزرع البغيضة والشحناء بين أبنائه وأن الإيمان يمانُ والحكمة يمانية . الدول المتسلطة المحلل السياسي كهلان صوفان : يجب أن نفهم أن طريق مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة في اليمن لن يكون معبداٍ بالورود , لوجود دول وقوى اقليمية وربما دولية تفرض هيمنتها وشروطها على المشهد اليمني وترفض رؤية يمناٍ موحداٍ ومستقراٍ ومتقدماٍ. ولقد وجدت هذه الدول المتسلطة والقوى الارهابية في ضعاف النفوس وتجار الحروب من يقاوم هذا التغيير مستغلين حالة الجهل والفقر والمرض بين أوساط المجتمع للحشد والتأييد والعمل على تقويض بناء الدولة اليمنية الحديثة وتنمية هذه الصراعات السياسية المتلبسة بثياب الطائفية أو المذهبية أو القبلية , ومستغلين أيضاٍ حالة ضعف الدولة حيناٍ و غيابها أحياناٍ أخرى كفاعل رئيسي استراتيجي في الحياة العامة وبحث العامة عن أشكال أخرى بديلة عن الدولة يشعرون أنها ستحميهم من هذا الطرف أو ذاك أو حتى من المجهول. والنهج الديمقراطي يقول الناشط عامر الضبياني : إن مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة يعني قيام دولة النظام والقانون وإرساء مبدأ العدل والمساواة في الحقوق والحريات العامة الأمر الذي تجده بعض الجماعات المسلحة في اليمن خطراٍ عليها فتسعى جاهدة إلى توسيع دائرة الصراع المذهبي والطائفي تحت سقف سياسي لبسط سيطرتها على عدة مناطق أخرى للضغط على الدولة لإجهاض محاولة نزع السلاح . بالإضافة إلى جعل هذا الصراع وسيلة للانقضاض على السلطة وإقصاء الآخر وهو ما يتعارض مع قيم ومبادئ الدولة المدنية الحديثة القائمة على النهج الديمقراطي والتعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة. ومضى الضبياني يقول :إن كل تلك التحركات جاءت قبيل اعلان تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وذلك للحصول على النصيب الأكبر من المساحة الجغرافية والثروة ومقومات الدولة وكلها تهدف إلى افشال مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة ذات الطابع الاتحادي وعرقلة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي تضمنت عدة بنود منها وضع السلاح وتسليمه للدولة.

النسيج الاجتماعي ويرى المحلل السياسي الدكتور علي العماد – جامعة صنعاء : إن هناك قوى رجعية تسعى لإحداث شرخ في النسيج الاجتماعي اليمني من خلال تأجيج بعض الصراعات المذهبية والعرقية المقيتة في محاولة منهم لإيقاف عجلة التغيير والعودة باليمن إلى العصور السوداء لأن تلك القوى تعلم كل العلم بأنها لن يكون لها وجود في ظل دولة مدنية حديثة فلذلك تعمل هذه على إيجاد مثل هذه الخلافات النتنة من أجل إضاعة الوقت والفرصة أمام اليمنيين موضحا : بأن كل تلك المخططات ستنصدم وتتلاشى في صخرة اللحمة الوطنية التي تبدد كل آمالهم وأحلامهم الضيقة .

ويقول الدكتور أحمد المخلافي إن تعسر ولادة الدولة المدنية في ظل هذه البيئة وإن ولدت ستكون مشوة أو ستوأد في مهدها على حد قوله, والضمانة هي العمل الكثيف على تغيير الوعي الاجتماعي الحاضن للتغيير والمراهنة على غير ذلك يجافي الواقع الحالي وآفاق المستقبل المنظور.