الرئيسية - السياسية - القدسي: ازدواجية المعايير سمة لأنظمة العالم المعاصر
القدسي: ازدواجية المعايير سمة لأنظمة العالم المعاصر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> الشريف: التحيز لجهة على حساب الأخرى يعرض مفهوم العدالة للخطر

> جياب: مسألة المبادئ تنتهي مع ظهور نزعة المصلحة

في عالم السياسة توجد طرق ملتوية يستخدمها الساسة وقادة الأحزاب والدول من أجل تحقيق أهداف وغايات مختلفة من شأنها استمرار السيطرة والتحكم في الطرف المقابل. ومن بين هذه الأساليب وأكثرها استخداما أسلوب (الكيل بمكيالين) أو ازدواجية المعايير الذي يعتبر من القواعد السياسية القديمة.. وهو في الأساس نقيض لمبدأ العدالة بمعنى تحيز لطرف على حساب الآخر. في واقعنا السياسي نجد أن هذه الحالة متواجدة ولها حضورها وتطبق بأساليب وطرق مختلفة.. في هذا الاستطلاع سنحاول استعراض آراء عدد من الكتاب والسياسيين وما قالوه عن الكيل بمكيالين في مجتمعنا السياسي اليمني.. إلى التفاصيل:

سمة بارزة في البداية يقول الدكتور محمد عبد الباري القدسي: الكيل بمكيالين وربما ثلاثة معنى تناسخ الأوجه وازدواجية المعايير وتبدل المواقف ولبس الأقنعة والابتعاد عن العدل والحيادية. جل هذه التعبيرات تتشكل بصور عديدة في أذهان السياسيين وصناع القرار إلا من رحم ربي. لكنها تنم عن انسلاخ كامل عن المبادئ والقيم الإنسانية أولا ثم تزييف المعتقد والسير حوله بدلا من التمسك به كقيمة راقية… ازدواجية المعايير أو مصطلح الكيل بمكيالين وهو تخفيف لما هو حاصل حيث من تعددت مكاييله لا يقف عند حد من تلك المكاييل فربما تتعدد إلى ما يوفق هواه ومصالحه الضيقة في تعامله مع العباد. وأكد ان التعامل بهذا الاسلوب في عالم السياسة حاصل الآن على سطح كوكب الأرض بين بني البشر على المستوى العالمي حيث تزهق الأنفس وتسيل الدماء وتجوع البطون وتشرد الأسر وتحتل الأوطان ولا ميزان يضبط موقف الإنسانية إلا هذه الموازين المهزوزة التي تتعامل مع الأحداث بمكاييل متعددة. فإذا كان هذا هو التعامل الإنساني السائد على سطح هذه البسيطة فإننا نجافي الصواب إذا قلنا بأن هذا الأمر فقط تدور رحاه في بقعة ضيقة من الأرض أو في شعب معين أو دولة معينة ازدواجية المعايير والمكاييل اليوم تكاد تكون السمة البارزة للنظام العالمي ومن يدور في فلكه دولا وأحزابا وجماعات إلا ما رحم ربي. وهنا لا نحدد دولة أو دينا أو حزبا فالكل سواسية أمام مقولة الغاية تبرر الوسيلة وهو ما يؤسف له وما الكوارث المتعددة الحاصلة لبني البشر إلا واحدة من نتائج هذه المعايير المختلة. ويرى أن الكيل بمكيالين أو ازدواجية المعايير أثر في الدول فسبب لها الانهيار الداخلي وهدد الأسر فسبب لها التشرد اللامتناهي وهو اليوم يهدد البشرية بانتشار الفزع من المجهول الكل فزعون حتى ولو كانوا في بروج مشيدة كله بسبب أن الإنسانية فقدت صوابها فطفقت تتخبط في كل مكان باحثة عن مخرج من مساوئ سلوكها. فوضى بشرية وخلص القدسي في نهاية حديثه إلى أن هذا المعيار –الكيل بمكيالين أو مكاييل متعددة– خلق فوضى بشرية على سطح الأرض بانت عورتها في الدول والشعوب كما وصل الأمر إلى ما هو أعظم إلى البيئة المحيطة بالإنسان وما تبدل المناخ وانتشار السموم وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الفتاكة والألغام الفردية والجماعية إلا واحدة من تداعيات عدم استخدام الإنسان لميزان عادل وحساس حيال قضاياه وقضايا الآخرين. فما هو مشروع للأول ليس مشروعا للآخر وباختلال هذا الميزان حللت القوى العظمى احتلال الشعوب ونتج عن ذلك ما نتج من انتشار الفوضى وغيرها من الكوارث على سطح الأرض. طريقة غير مشروعة من جانبه يطرح الصحفي رضوان ناصر الشريف وجهة نظره قائلا: إن مثل هذا الأسلوب موجود في اليمن ويمارس بطريقة ممنهجة خاصة من قبل الأحزاب السياسية التي تكيل بمكيالين وتستخدم ضغط الشارع للكسب السياسي عن طريق تسيير مسيرات مناوئة للحكومة مستخدمة سياسة “العصا والجزرة” وهو مثال يستعمل للتدليل على سياسة المفاوضات وهي في الأساس سياسة التعامل غير العادل بإعطاء شخص شيئا أكثر من الآخر فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات وبالتالي فالتحيز لجهة وحرمان الجهة الأخرى يعرض مفهوم العدالة الشامل للخطر وتعني في آخر المطاف معاملة من نحبهم ونميل إليهم بطريقة ومعاملة من نبغضهم أو نميل عنهم بطريقة أخرى غير متوخين للعدل وهو قول يشير إلى أن هذا المبدأ مرفوض وهي طريقة غير مشروعة للتعامل بها كونها تصادر الحريات وتضغط على جهات وبذلك يتكون رد فعل عكسي يولد الصراعات السياسية والمذهبية ويدخل اليمن في أتون حرب أهلية لا مخرج منها خاصة واليمن تمر بمرحلة خطرة وتعاني من إرهاصات سياسية صعبة التعامل معها خاصة ونحن في صدد تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفي صدد دولة مدنية حديثة دولة اتحادية وتجربة جديدة لإدارة البلد عبر ستة أقاليم كل إقليم يبني ويعمر ويصلح ذاته والإقليم الضعيف يسند من الإقليم الأقوى منة ليتكون توازن سياسي يدحض نظرية “الكيل بمكيالين”. مشيراٍ إلى أن الفضل كله يعود لثورة الشباب التي جعلت التغيير ممكنا بعد أن كان مستحيلاٍ.. ثورة الشباب التي احتفلنا بها قبل أيام في يوم 11 فبراير التي قدمت لليمن الكثير ومنها التغيير الحاصل اليوم كيف لا وقد جعلت من اليمن دولة فدرالية اتحادية سيسودها العدل والمساواة وسيكون تقاسم وتشارك في السلطة بما يخدم بلدنا… يبقى في الأخير العامل الحقيقي الذي سيجعلنا نخرج من عنق الزجاجة هو حب الوطن والعمل لأجله والحفاظ على أمنة واستقراره وعدم العبث بمقدراته هكذا نظمن نظاما جديدا علينا ولكنه قديم وناجح بالنسبة للدول المتقدمة ونحن نضرب مثلا بالدول المتقدمة كبداية لتقدمنا. واحد لا يتغير بدوره يقول الأخ جياب مسعود اليهري: لن نجد في تاريخ أحزابنا السياسية أي اعتراف بأخطاء بل السعي الحثيث دائما لإبراز أفكارهم وما يطمحون وفرضها ليس لأنها ذات أسس لبناء مجتمع قائم على العدل والمساواة.. بل لفرض سيطرة النسخة الواحدة الذي تمثلهم فهم لن يقبلوا بالكفاءة والخبرة وإن كانت البلد تحتاجه. كما لا يوجد حزب يحترم أو يستفيد من الأحزاب الأخرى بل يحاربها والعكس وإن أجبرتهم الظروف ربما سيتقاسمون أي مصالح وتفقد أو تنتهي مسألة المبادئ والقيم.. وقال: أتمنى أن أجد حتى مكيالين لكن واقعنا يثبت أن المكيال واحد لكن يتغير حجمه حسب مصلحة تلك الأحزاب فيكبر ويصغر بعد الواقعة أو المصلحة التي تأتي فيتم تغيير المكيال.. إن أجزنا الربا أجزنا لتلك الأحزاب تغيير المكيال بل الأصل أن يكون المكيال واحد ثابت لا يتغير حجمه لكل شيء يكيله.. والمكيال الذي يتغير هو عذاب محيط وفساد..