الرئيسية - السياسية - أصغر يمنية تتولى أمانة سر حزب سياسي
أصغر يمنية تتولى أمانة سر حزب سياسي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ صقر الصنيدي – مرت شهور وعبده قاسم عون غير قادر على الفرح بمولودته الجديدة ولم يكن يعلم أنها أصبحت تحاول مناجاته , فقد كان ملاحقا بتهم كيدية طالت الحزب الناصري بأكمله عقب ما عرف بحركة التصحيح ومع كل تلك الملاحقات والخوف استمرت أحلام تنمو بعيدا عن الأعين ” كانت المداهمات تصل إلى كل مكان نوجد فيه ولم تجد والدتي إلا أن تخفي كل شيء يمكنه أن يؤكد توجه والدي حتى الكتب والأوراق التي كانت في بيتنا”. مر عام وأحلام لم تتمكن من رؤية وجه والدها المتواجد في القاهرة وما كاد يصل لزيارتها متخفيا إلا وقد جاء من يلاحقه ليذهب من جديد إلى وجهة أخرى” لا أتذكر تلك المرحلة التي رافقت طفولتي وبعد أن أصبحت في الرابعة من العمر بدأت أدرك المخاوف التي نعيشها”. قبل شهرين انتخبت تلك الطفلة لتولي واحد من أهم المراكز القيادية في التنظيم الوحدوي الناصري وهي أمانة سر التنظيم في العاصمة صنعاء – وهو ما أعاد المخاوف القديمة إلى السطح ” والدتي هي من ما تزال تحمل تلك المخاوف وتشعر بالقلق أما بقية الأسرة فقد أسعدهم الأمر”. قاسم وجدها فرصة للاحتفاء بنجاح ابنته التي تحظى بدعمه المتواصل وربما رأى فيها الروح التي كانت سائدة ذات يوم تقول أحلام” ترك أبي العمل السياسي بعد أن ورثنا عنه التطلع إلى التغيير بالطرق السياسية التي ينتج عنها مجتمع واع بما يدور حوله”. تخرجت أحلام من كلية الإعلام قسم صحافة العام 2006 وكانت قد قطعت مسافة في العمل التنظيمي الذي احتلت فيه رئاسة القطاع النسوي في التنظيم” تشترط اللوائح التنظيمية في الحزب للترشح إلى أمانة السر أن يكون قد تم تجاوز عشرة أعوام من العمل الحزبي”. في المؤتمر الذي عقده فرع أمانة العاصمة لم تكن أحلام مهتمة بالترشح لكن القطاع النسوي التي عملت فيه سنوات ماضية دفع بها إلى هذه المواجهه” صحيح أنها المرأة الأولى التي ترشح امرأة نفسها لأمانة السر لكنها جاءت بتلقائية ولم أجد معوقات فالتنظيم الناصري ليست لديه إشكالية من وجود المرأة في أعلى المراكز القيادية للحزب وعلى مستوى الانفراد هناك نظرة تقدمية للمرأة ودورها على عكس أحزاب ما زالت تواجه النساء صعوبة في فرض وجودها ” . وتضيف أحلام “كانت المساندة والتشجيع أولا من النساء التي عملت إلى جانبهن وقد تحمسن لترشحي ودفعن بي بقوة بحيث لم استطع التراجع ” . تكمل الآن عون عملها الرسمي ظهرا ثم تتجه لأداء رسالتها السياسية في الحزب مكتفية أحيانا كثيرة بتناول وجبة سريعة في الطريق إلى مكتبها ” أعرف أن أمانة السر مهمة ليست يسيرة وأنني وضعت في تحد أولا مع نفسي بحيث أصبح أكثر قدرة على أداء واجبي تجاه المنتسبين إلى فرع التنظيم. التحدي الآخر أمام الآخرين الذين منحوني الثقة وسعوا لمساندتي”. ولدى أحلام قناعة أن العمل الحزبي المنظم الذي يبنى على أساس واضح قادر على التغيير نحو الأفضل وأن التغيير يبدأ من المؤسسة السياسية المتمثلة بالأحزاب الذين يقودون المجتمع نحو التغيير الشامل وأن بإمكان امرأة أن تكون قادرة على التغلب على كل المعوقات التي تحول دون تحقيق الأهداف النبيلة التي ناضل لأجلها من سبقونا في العمل ” كما أنها تلمس تعاون ودعم قيادة الحزب الأمانة العامة وتشعر أن هناك خصوصية لهذا التعاون” معظم المطالب المتعلقة بقيادة التنظيم تلبي ما يدفعني للاجتهاد أكثر وتقدير الأولوية التي نحظى بها “. وتعتقد أحلام أن الانتخابات القادمة للتنظيم التي سيسفر عنها اختيار الأمانة العامة ستحظى المرأة فيها بدور أكبر ولدى التنظيم توجه لجعل الـ30% التي يتم الحديث عنها حقيقة من نصيب النساء ” كما قلت سابقا ليست لدى التنظيم في وعيه السياسي وتكوينه الاجتماعي والثقافي أي تحفظات تجاه تولي المرأة أي منصب قيادي في الحزب “. وتورد مثلا على ما تقول ” كانت الاجتماعات في التنظيم تتم في وقت متأخر من اليوم وبعد أن تم انتخابي كأمين سر تم تغيير الاجتماعات إلى العصر تقديرا لوجودي بينهم وهو دليل على مدى التعاون الموجود بيننا ومراعاة كل فرد داخل التنظيم”. بعد أن تنتهي الاجتماعات والمهام التي يجب أن ينجزها أمين السر تعود أحلام إلى أسرتها وسط القلق الذي تبديه والدتها وتدخل والدها للإيضاح أن الوضع قد تغيير وقد أصبح بإمكان المرأة رسم وتنفيذ سياسات وبرامج الحزب” مع الإصرار اعتادت والدتي على عملي وتقبلت وضعي الجديد وإن كان مع شيء من التخوف ولها الحق فقد عاشت مرحلة من أسوأ المراحل التي تعرض لها وكانت تنتقل من مكان إلى آخر خوفا علينا ” . وان لم يتغير الوضع وإن أعيد التنظيم إلى مربع المطاردة فليس لدى عون أي مشكلة في مواجهة المخاوف لكنها تأمل أن لا يعود ذلك وأن يواجه أي نشاط سياسي بأسلوب سياسي أيضاٍ فنحن أبناء وطن نعمل جميعا لخدمته بطرق وبرامج مختلفة وما وجود التعددية إلا لنخرج بأفضل السياسات المناسبة لنا كمواطنين ولا يمكن أن نصل إلى أهدافنا وآمالنا مالم نجرب مختلف الطرق لنختار منها الأصلح للسير عليه فكل حزب له طريقته ووجهة نظره في التعامل مع كل قضية وهذا الهدف من التعدد “.