الرئيسية - فنون - عمر غلاب إبداع رائع وخالد على المستويين اليمني والخليجي
عمر غلاب إبداع رائع وخالد على المستويين اليمني والخليجي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

◄ فنان العرب يستأذنه بغناء (درب المحبة وطاب ليلك يا عريس) المحضاريتين

خلال الأيام الماضية مرت علينا ذكرى رحيل أحد الفنانين الكبار ممن خلدوا ذكرهم بقلوب الناس والجماهير من أبناء الشعب اليمني ممن خدموا الوطن والشعب بكل صدق وعطاء ووفاء دون أن ينتظروا منا كلمة شكر أو رد الجميل. نعم إنه الفنان الوطني الراحل عمر غلاب – رحمه الله – الذي توفي يوم 4 مارس 2006م بعد رحلة عطاء فني ووطني رائع وجميل قدم خلالها أروع الأناشيد الوطنية والاجتماعية والعاطفية الخالدة التي كلما استمعنا إليها نتذكره بكل حب وندعوا له بالرحمة والمغفرة فقد تربينا على أغانيه” عالي فوق السحب يا يمن السعيد عالي عالي”يوصل أعلامك ترفرف فوق كل القمم إلى آخر هذه الرائعة الوطنية الحماسية ورائعة بدإنه الحب الكبير في خطى صنعاء يسير و” وحدتي ياجنة الأمجاد” وغيرها الكثير والكثير من الأعمال الوطنية والعاطفية الخالدة.

ياسر الشوافي

يعتبر الراحل عمر غلاب من الفنانين الكبار الوطنيين الذين قدموا لنا عطاءٍ فنياٍ ووطنياٍ زاخراٍ دون أن يحصلوا على كلمة شكر تذكر من الجهات الحكومية ووزارة الثقافة.. فقد عانى رحمه الله في سنواته الأخيرة وكان يمر بظروف صحية ومادية صعبة جداٍ دون أن يقف بجانبه أحد حتى توفي رحمه الله متأثراٍ بالمرض. كان فناناٍ يعتز بقيمته الفنية وفنه الراقي ويحترم جمهوره العريض في الداخل والخارج.. حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة في السعودية والإمارات والكويت.. ويتلقى الدعوات الكثيرة من الخليج لإحياء حفلات الأعراس والحفلات الخاصة لكنه (رحمه الله) كان يرفض هذه الدعوات.. ولا يقبل إلا الدعوات لإحياء حفلات جماهيرية الرسمية وما شابه ذلك. وكان يخسر وقته وماله في تسجيل الأعمال الوطنية الخاصة به.. حيث كان يحرص على تسجيل أعماله بتوزيع موسيقي في استيديوهات القاهرة. ثم يعود إلى صنعاء ليقوم بتصويرها بطريقة (دوبلاير) وإهدائها للإذاعة والتلفزيون مجاناٍ (رحمه الله) وفي السنوات الأخيرة بدأ العمل على بناء استيديو غلاب للتسجيل الفني.. في منزله الكائن بحي الروضة في صنعاء.. والذي كان بنفس الوقت ملتقى لكل الفنانين والحبايب ليشكل منتدى فنياٍ وثقافياٍ ولكنه للأسف الشديد لم يكتمل بناؤه بالشكل النهائي وكما أراد له غلاب.. رغم أن أغلب أعماله الوطنية الأخيرة قام بتسجيلها بهذا الاستيديو. وكان رحمه الله يتمتع بحس فني مرهف جداٍ وذائقة شعرية ولحنية نادرة.. فبمجرد أن يسمع المطلع الأول للقصيدة حتى يهتف بروعتها ويحكم أنها صالحة للحن والغناء أو العكس.. وقد ارتبط بعلاقة قوية مع الشعراء الكبار د. مطهر الإرياني عثمان أبو ماهر المحضار الذي غنى لهم كثير من الأعمال الخاصة والنادرة وكذلك عباس المطاع وجمعان بامطرف وحسن اللوزي وعلي بن علي صبرة وغيرهم. كما غنى من كلمات وألحان الراحل محمد سعد عبدالله أغاني خاصة ونادرة وكانت تربطه بالراحل بن سعد علاقة قرابة ومصاهرة حيث كان متزوجاٍ من إحدى قريبات بن سعد. وكانت تربطه بكبار الفنانين اليمنيين والخليجيين والعرب علاقات صداقة حميمية مع الراحل علي الآنسي وأيوب طارش وعبدالرحمن الحداد والمعطري والعرومة والسنيدار وأبو بكر سالم ومحمد عبده وطلال المداح وسراج عمر وسامي إحسان وعبادي الجوهر والرويشد وغيرهم. ومن الذكريات الفنية التي خصني بها أن الراحل المحضار خصه بعدد من الأغاني الجديدة أواخر السبعينيات وذات مرة سمع منه فنان العرب محمد عبده بعض هذه الأغاني بجلسة فنية خاصة جمعتهم في مدينة جدة فأعجب أبو نورة بأغنيتين هما” دينك يا درب المحبة” و” طاب ليلك ياعريس” وطلبها من غلاب بأن يغنيها هو وأستأذن له غلاب من الراحل المحضار فوافق وغناهما وعرفهما على بعض وصار صديقين وكانت المكافأة لغلاب أن أهداه فنان العرب آلة عود نادرة وثمينة. ومن ذكرياتي معه كانت تربطني به علاقة حميمية أنه وبعد عودة محمد عبده للساحة الفنية بعد طول انقطاع تفاجأنا بإحدى أغانيه الجديدة” فوق هام السحب” مع بداية انطلاقة الفضائيات وهي أغنية وطنية سعودية. فكتب حينها بالثقافية بتعز وكنت محررا فنيا فيها حينها كتب أن فنان العرب يسرق لحن وأغنيته ويسطو على أغنية ولحن عمر غلاب ” عالي فوق السحب” ومما ذكرته في نفس المقالة متسائلا لمحمد عبده هل هذه هي المكافأة لصديق عمرك عمر غلاب حيث كتب كلمات الأمير بدر عبدالمحسن وألحان محمد عبده وعندما عرف غلاب بالمقالة وقرأها بدلا أن يفرح عاتبني قائلا لقد قسوت على الحبيب أبو نورا فهو أخ وصديق عزيز وله عذره متناسيا أن هذا الصديق اعتدى على حقوقه وشخصه الفني. لقد كان عمر غلاب إنساناٍ بكل معاني الإنسانية رفيقاٍ حنوناٍ رحيماٍ بالفقراء والمساكين لطيفاٍ مع كل زملائه وأصدقائه ولم أسمعه يوما يتحدث أو يذكر أحدا بسلبية وإن كان الآخر قد ذكره بذلك.. بل كان لا يسمح أن يذكر أحدا بسوء في مجلسه وكان متواضعا لأبسط الحدود رحمه الله. ورغم إصابته ” بالتأتأة” وعدم القدرة على الحديث بشكل واضح لكنه كان عندما يغني يصدح بصوته العذب بلا نظير أبدا. بل إنه كان أفضل من يؤدي الأغاني القوية وذات الطلعات والجمل الصعبة” مثل أغاني ” لجافي ربي حاجة” و” لله ما يحويه هذا المقام” و” مغرد بوادي الدور” بشكل لا يضاهى. رحمك الله أيها الفنان الكبير عمر غلاب وأسكنك فسيح جناته.