وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
المرحلة الراهنة والمتمثلة في إعدادا دستور جديد للبلاد تتطلب تضافر الجهود من الجميع .. والخروج بأفضل نتائج تخدم الصالح العام . وفي هذا السياق يقع على عاتق الإعلام بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة دور وواجب أساسي في التعريف بأهمية الحدث من خلال إعداد البرامج الخاصة بذلك .. وكذلك هو الأمر بالنسبة للصحفي والكاتب ومراكز البحوث يتطلب منهم الإسهام والمشاركة الفاعلة لكي يتحقق عملا ناجحاٍ يقود البلاد نحو مستقبل أفضل . في الاستطلاع التالي نستعرض آراء عدد من الصحفيين والسياسيين والكتاب وما قالوه عن واجب ودور وسائل الإعلام والمراكز البحثية تجاه التعريف بأهمية إعداد وصياغة دستور جديد للبلاد .. إلى التفاصيل :
محور ارتكاز يقول الكاتب والناشط الحقوقي الأديب / بشير المصقري: إن الإعلام بوصفه من أهم الموجهات الحياتية بمختلف منابره ووسائله هو النواة ومحور الارتكاز بل وحجر زاوية أيضاٍ في ترسيخ المفاهيم المتعلقة بقواعد العمل الوطني وتحت إطاره تندرج القضايا الإنسانية ومساراتها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها صناعة تحولات على كافة الأصعدة وقال : إذا كان الإعلام مختطا قيم التنظير الهادف والخلاق فإنه سيؤسس للمحبة والتفاهم والتسامح والمصير المطمئن من خلال النظر باعتبار لمصلحة الوطن وفائدة الشعب بعيداٍ عن استحكامات المطايا الخاضعة للفئة والحزب والتيار .. فدوره بلا شك سيكون بناء فلو نظرنا إلى مقتضيات المرحلة الراهنة في البلاد لابد أنه يتحتم على المؤسسات الإعلامية في المقام الأول والمراكز البحثية الترويج لضرورة الالتفاف والاصطفاف لصياغة مواد وقوانين تسمح بالتعايش بين ابناء الوطن من منطلق التساوي في الحقوق والواجبات فإذا ما وعت هذه المؤسسات وهذه المراكز الدور وحيثيات المهمة بعيداٍ عن تغليب الفكرة الواحدة المجتزئة فذلك سينتج دستوراٍ يكرس القبول بالآخر وحق هذا الآخر بالمواطنة والعيش .. وستتلاشى مثالب الإقصاء والإبعاد والتهميش لأن الدستور يعتبر خارطة طريق يتساوى الجميع في المشي على أديم هذه الخارطة المنظمة للعلاقات بين البشر وبينهم وبين المنشآت والمراكز الخدمية وهنا ستبرد حميات الصراع والتماحك والقيد الممقوت . العتبة الأولى وأشار المصقري إلى أن الإعلام يتوجب عليه المضي باتجاه روى تخلق مقننات العدالة لأن الشعب اليمني بحاجة ماسة للتعايش والتسامح والتآلف ومحتاج لمن يوجهه بحط رحال هذه الحقبة وطي صفحتها المرعبة .. كما يْعول على الإعلام بكل وسائله ومشاربه تغيير قواعد اللعبة والإدراك بأنه اللاعب الأهم في حشد الهمم وتوجيه الرسائل المبدئية التي آن أوانها فمرحلة صياغة الدستور يأتي بمثابة اللبنة القويمة لدحض مخاطر المرحلة وتدوين ملحمة الخلاص من حمولة الماضي المرير وأعبائه المضنية ومن صميم دور أهل الكلمة تهيئة مزاج الناس العام من أجل تعميم فكرة إنتاج قوانين تحترم آدميتهم وتنظم خلافاتهم على مبدأ الكل مع الجميع والجميع مع الوطن وتلك هي العتبة الأولى التي ستلد الخلاص باسمى معانيه وأجل مقاصده . ضمير الوطن ولفت إلى أن الكاتب والصحفي والباحث عليه إدراك كينونته كضمير لليمن فطبيعة المهمة تضعهما في موضع رسْل السلام للشرائح الأخرى من البشر ومن جادة الصواب استشعار الكاتب والصحفي لحساسية المرحلة وأهمية الخطوة القادمة المتمثلة بصياغة دستور يجب أن يلبي حاجة الوطن والمواطن ويفتح نوافذ تعمل على إعلاء المصالح العامة وخاصة الكاتب الذي يبقى حرياٍ به مراعاة فعل الكتابة والنقل بأمانة إذا انحرفت عن مسارها ستغرق السفينة بالجميع خاصة والكاتب يقتات قوته وقوت أولاده من الحروف والعبارات إضافةٍ إلى أنه لسان حال كل أبناء الوطن وليس مترجماٍ لمن يؤمن بأفكاره ومن يحتشدون إلى جواره من المنظمين في حزبه إذا كان متحزباٍ أو معبراٍ عن من ينضوون تحت لواء جماعته أو يتبنى مطامح التيار الذي ينتمي إليه معهم فقط . مشيرا إلى أن أوربا تعيش الدساتير مئات السنوات ليس عبثاٍ وإنما لوعي تلك الشعوب بأن المصير واحد وأن صياغة دستور لم تعد تخضع لمزاج الحكم بل إرادة شعبية ولذلك عاشوا بسلام ووئام وكان للقانون قداسة لا تنفسها أو تستلبها رغبة أو نزوة أو تصادرها أيديولوجيا مهما كان حجم الجانحين وعلينا أن نتعظ بهكذا تصرفات وهكذا تطلعات ويكفي يمننا ما دفعه من فواتير باهظة للعبث والفوضى . دور الرقيب إلى ذلك قال رئيس تحرير موقع الحق نت الصحفي والمحلل السياسي / علي جاحز : إن المرحلة الراهنة ليست مرحلة إعداد وصياغة دستور جديد وحسب .. بل مرحلة إعادة صياغة وطن ودولة ومفاهيم ووعي وثقافة وعلاقات ومواقف وهذه المهمة تشمل كل المجتمع اليمني وكل فرد من ابناء الشعب اليمني معني بها ومسؤول مباشرة في المساهمة لإنجاحها وتجاوزها أما الإعلام نفسه فإنه يجب ان يخضع لإعادة صياغة وتهذيب وتقويم قبل أن يسهم في صياغة المرحلة و يتابع صياغة الدستور الجديد .. لأن الإعلام يلعب دورا جوهريا خطيرا على كل الأصعدة ويؤثر بشكل مباشر وفاعل في توجيه الرأي العام وتوجيه مراكز القرار وصناعة الأزمات وأيضا تفكيكها .. ولذا فإن مرحلة خطيرة مثل صياغة الدستور تحتاج دورا إعلاميا بناء ومسؤولا قد يراه البعض دورا هامشيا بينما في الواقع يفترض أن يلعب الإعلام دور الرقيب على ما يناقش داخل لجنة الصياغة خاصة وأنها لجنة غير مؤهلة مع احترامي لبعض الشخصيات القانونية داخلها .. إلا أن الإعلام حين ينشغل بأشياء هامشية أو يركز فقط على إشكالات يومية و ينسى مراقبة أداء لجنة تصيغ مستقبل اليمن وترسم ملامحه بشكل نهائي فإن ذلك سيضعه في موضع المسؤول عن ما يمكن ان يتجرعه اليمنيون جراء إهمال أشياء رئيسية في داخله. وأوضح أن انتشار الانترنت والوسائل الحديثة بين الناس جعل كل يمني يمارس دوره الإعلامي ويطرح رأيه و يؤثر و يتأثر مباشرة بشكل فاعل وسريع و خطير وهذا أيضا يحمل الجميع المسؤولية الإعلامية في متابعة وطرح الرأي البناء بخصوص المرحلة والتحولات التي تشهدها اليمن .. وكما أن وسائل الإعلام تؤثر في الناس وفي وعيهم فإنها أيضا تتأثر بما يطرحه الناس و تأخذه في الاعتبار و تأخذ ردود أفعال القراء في الاعتبار حين تطرح مادتها و خاصة في الأمور الجوهرية مثل موضوع صياغة الدستور و الحوار و تنفيذ مخرجاته .. دراسة وتحليل من جانبه تحدث مسؤول الدراسات والتدريب بمركز منارات / عبد الله العلفي قائلا : إن المجتمع اليمني اليوم يعيش مرحلة مخاض تعكس وعيه الجمعي بما يجب أن يقوم به ليزيل أسباب الأخطاء الماضية وينفتح على عهد جديد يتسع لكل فئات الشعب ومكوناته السياسية والدينية والاجتماعية دون إقصاء أو تمييز .. في هذه المرحلة يتأهب اليمنيون لولادة عقد اجتماعي يرسم مستقبلهم القادم ويحدد مصيرهم وهو أمر يتجاوز اللجان الدستورية وان شكلت من مختلف القوى والانتماءات السياسية . منوها بأن صياغة دستور جديد يستوجب مشاركة كل الناس فيه بحرية مطلقة طالما نريد التقدم إلى الأمام وهذا يعني ان مرحلة صياغة الدستور الجديد يجب أن تكون مرحلة تفاوض واسع يشارك فيه مختلف فئات ومكونات المجتمع من خلال المبادرات الشعبية والمنتديات الثقافية والمراكز البحثية ووسائل الإعلام المختلفة . كما يجب أن تتحقق في عملية صياغة الدستور ما هو أكثر من تكوين وثيقة قانونية تنظم حياة الناس .. فلا بد أن تساعد على المشاركة الواسعة لمختلف الفئات في تعزيز هويتها الوطنية تحت مظلة واحدة وبالشكل الذي يرعى وحدة الوطن أرضا وإنسانا ويحقق المصالحة والسلام . وأوضح أن هذه المرحلة يجب أن تعزز في ثقافة ديمقراطية مدنية جديدة تقوم على المسؤولية الجماعية والوعي الوطني الكامل بما يجب وما لا يجب .. الأمر الذي يعطي للصحافة ومراكز البحوث والمنتديات الثقافية أهمية بالغة .. فالصحافة تعكس اتجاهات الرأي العام ومواقفه وتفاعله مع بعضه البعض وتساهم في تعزيز الوعي المدني والانفتاح مع الآخر بنقاش حر وشفاف حتى تصل الوثيقة الجديدة للدستور إلى ابلغ ما يمكن تحقيقه من الاحتياجات والتطلعات العامة . كما أن مراكز البحوث عليها ان تساهم بدراسة وتحليل التجارب السابقة واستشراف المستقبل القريب والبعيد بمنهج علمي محايد غير سياسي يفضي الى المعرفة العلمية لما يجب ان يتضمنه الدستور الجديد من مواد قانونية تعالج أخطاء السابقة وتزيل معوقات المستقبل . تحت الأضواء وقال العلفي : ولكي نضمن إشراك المجتمع في عملية صياغة الدستور يجب ان تقوم لجنة الصياغة بمهامها تحت الأضواء وليس في الكواليس والدهاليز المظلمة وهذا يعني ضرورة استخدام أنواع متعددة من وسائل الإعلام لإبقاء الجمهور على اطلاع دائم بما يجري . بحيث يمكن لأي فرد في المجتمع أن يعرف بسهولة ما الذي يحدث على طاولة صياغة الدستور من أنشطة وأعمال وبالتالي المشاركة باقتراحات وآراء عبر وسائل الإعلام ذاتها لتؤخذ تلك الآراء بعين الاعتبار من قبل اللجان المعنية .. وعلى الصحافة والمنتديات الثقافية ومراكز البحوث الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني أن تعمل من أجل إخراج الدستور الجديد بالشكل الذي يحقق التعبير عن الرأي العام وإظهار اتجاهاته ومواقفه وتطلعاته تجاه الدستور الجديد حتى يخلص بالشكل الذي يلبي احتياجات وآمال الشعب . وكذلك مساعدة المجتمع على مقاطعة ظلام الماضي وتوجيهه لاستقبال إشراقة المستقبل بوجوه تبتسم لبعضها البعض من خلال تسليط الضوء على ما يجب ان يتضمنه الدستور من معالجات يشارك فيها الجميع . الى جانب تعزيز الهوية الوطنية وحماية الوحدة اليمنية وترسيخ الثقافة المدنية وتوفير مناخ يسهم في تحقيق المصالحة من خلال دستور يزيل أسباب التصدع والصراع ويعيد ثقة الشعب بسلطات الدولة (التنفيذية والتشريعية والقضائية) . وأيضا التأكيد على ان صيانة كرامة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الحريات هو ما يجب ان يخلص إليه الدستور الجديد .