الرئيسية - عربي ودولي - ملل واشنطن من حرب أفغانستان يضعها أمام خيارات صعبة
ملل واشنطن من حرب أفغانستان يضعها أمام خيارات صعبة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تواجه الولايات المتحدة أميركية خيارات صعبة فيما بعد 2014م التي يتقرر فيها سحب قواتها من أفغانستان حيث يبقى تمويل الجيش الأفغاني معضلة قد تودي إلى خسارة واشنطن رهان القضاء على حركة طالبان التي تعتبرها أميركا وحلفائها مصدر للإرهاب غير أن ملل واشنطن من الحرب يهدد تمويل العملية مستقبلاٍ في بلد يعول على المساعدات للاستمرار.. وبعد 13 عاما من الحرب في أفغانستان لم تتمكن خلالها القوات الأميركية من إزالة مخاطر حركة طالبان المستمرة رغم إنفاق مليارات الدولارات وسقوط آلاف القتلى لم يعد الرأي العام وقسم من الكونجرس الأميركي يؤمن بمخرج إيجابي في هذا البلد وفق خبراء.. ولم تقتصر حالة الملل على الولايات المتحدة بل امتدت إلى حلفاء الحرب الأفغانية فقبل تسعة أشهر من انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان أعادت القوات الألمانية في أفغانستان أكثر من نصف عتادها إلى ألمانيا وقال قائد القوات الألمانية في أفغانستان ميجور جنرال بيرند شوت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في معسكر مارمال بمدينة مزار الشريف الأفغانية: «نقل العتاد يسري وفقا للجدول.. ولا تزال واشنطن تأمل رغم تمنع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي في أن يوقع خلفه الاتفاقية الأمنية الثنائية التي ستتيح إبقاء حوالي عشرة آلاف عنصر حتى نهاية العام 2016م في أفغانستان من أجل تدريب القوات الأفغانية ومواصلة “مهمة مكافحة الإرهاب” ضد فلول القاعدة بحسب وصف أميركا لهم .. ويرى رونالد نيومان السفير الأميركي السابق في أفغانستان إن المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية التي تجري دورتها الأولى السبت القادم جميعهم أشخاص يمكننا العمل معهم وستكون العلاقات معهم أفضل بكثير مما هي مع الرئيس قرضاي” وجميعهم مؤيد للاتفاقية الأمنية الثنائية.. غير أن الحفاظ على وجود عسكري أميركي يبقى بالدرجة الأولى بحسب الخبراء رهناٍ بالظروف التي ستجري فيها الانتخابات وبشرعية السلطات الجديدة بنظر السكان.. وتذهب المسؤولة الثالثة السابقة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) ميشال فلورنوي إنه “في حال حصول عمليات تزوير مكثفة أو الفشل في تحقيق نتيجة ذات صفة تمثيلية فقد نشهد انهيار الدعم السياسي في الولايات المتحدة وفي دول أخرى لمواصلة تقديم مساعدة لأفغانستان. وهذا سيضع أي حكومة أفغانية ستتشكل في وضع أزمة تقاتل من أجل بقائها”. ولفتت إلى أن “الكونجرس الأميركي يعلق أهمية كبرى على شرعية ومصداقية الحكومة التي نقدم لها المساعدة والدعم.. والكونجرس هو الذي يمسك بقرار التمويل وسبق أن أبدى استياءِه في فبراير حين خفض إلى النصف المساعدة الأميركية للتنمية في أفغانستان للعام 2014م لتتدنى إلى 1,12 مليار دولار. وذكر ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية مجموعة الدراسات في واشنطن إن تمويل القوات الأفغانية المؤلفة من 352 ألف عنصر في العام 2013م كلف وحده 6,5 مليارات دولار تكفلت واشنطن بـ5,7 مليارات منها ما يمثل “ضعف عائدات الدولة الأفغانية.. واعتباراٍ من العام 2015م بعد انتهاء المهمة القتالية لقوات حلف الناتو فإن كلفة القوات الأفغانية ستبقى بمستوى 5 مليارات دولار منها 3,2 مليارات على عاتق واشنطن و1,3 مليار على عاتق الأسرة الدولية.. ورأى بيدل أنه حالياٍ على الأرض “لا يمكن لأي من الطرفين أن يغلب” وبالتالي فإن الوضع العسكري في طريق مسدود.. وأوضح الباحث أن “الوسيلة الوحيدة أمام الجيش الأفغاني للإبقاء على الوضع الراهن هو أن تدفع أطراف أجنبية فواتيره والطرف المحوري بهذا الصدد هو الكونجرس الأميركي.. وتابع أنه “بعد العام 2014م ستتحول الحرب إلى سباق صمود بين الكونجرس الأميركي وطالبان. وما لم نكن نعتقد أن الكونغرس الأميركي يفوق طالبان صبراٍ وفي حال لم يتم التوصل إلى تسوية بالتفاوض لهذه الحرب فإن التمويل سيقطع عاجلاٍ أم آجلاٍ عن الجيش الأفغاني وعندها سيتفكك وسنخسر الحرب وقد يتسارع وقف التمويل في حال تأخر توقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية.. وأضاف جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون “إننا نستعد لانسحاب كامل في حال لم يتم التوصل إلى الاتفاقية الأمنية لكنها نهاية لا يريدها أحد. ولم يتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما في الوقت الحاضر أي قرار بشأن مستقبل وجود عسكري أميركي في أفغانستان أو حجمه.. ووفقا للجنرال جون دانفورد قائد القوات الأميركية في أفغانستان الشهر الماضي أمام مجلس الشيوخ “إن مخاطر انسحاب فعلي ستكون مرتفعة اعتباراٍ من سبتمبر.. وفي مؤشر إلى صرف الرأي العام وبعض أعضاء الكونجرس اهتمامهم عن المسألة استغرب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يعتبر من الصقور أن تكون الصالة “شبه خالية” في جلسة الاستماع هذه.