الرئيسية - عربي ودولي - روسيا تحذر من “استفزازات” بشرق أوروبا وتستدعي سفيرها لدى الناتو
روسيا تحذر من “استفزازات” بشرق أوروبا وتستدعي سفيرها لدى الناتو
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استدعت روسيا ممثلها العسكري لدى حلف شمال الأطلسي الجنرال فاليري يفنيفيتش الخميس للتشاور بعد قرار “الناتو” بوقف التعاون مع موسكو في الوقت الذي حذرت فيه مما وصفتها بـ”استفزازات” لسفن حربية أمريكية وتركية في البحر الأسود وفي أوروبا الشرقية. واعتبر نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف قرار حلف الأطلسي بوقف التعاون مع روسيا “يبطل النتائج التي تم التوصل إليها خلال السنوات الماضية” وقال: إن “سياسة التأجيج الاصطناعي للوضع ليس خيار الجانب الروسي.. كما أن روسيا لا ترى إمكانية مواصلة التعاون العسكري.” ونقلت وكالة “إيتار تاس” عن المسؤول العسكري إعرابه عن أمله في أن يكون الناتو قد حسب “عواقب مثل هذه الخطوات جيداٍ” وأضاف: إن “هذه الخطوات لا تساهم في تهدئة التوتر في المنطقة مع أخذ توسيع تواجد الناتو العسكري في أوروبا الشرقية بالقرب من الحدود الروسية بعين الاعتبار.” من جانبه دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلاٍ من الولايات المتحدة وتركيا إلى “احترام اتفاقية تقييد وجود السفن العسكرية الأجنبية في البحر الأسود مشيراٍ إلى أن “وجود القطع البحرية الأميركية في البحر الأسود في الفترة الأخيرة تجاوز المدة المسموح بها.” وأضاف الوزير الروسي في تصريحات للصحفيين بالعاصمة موسكو الخميس أوردتها وكالة “نوفوستي” للأنباء: إن “روسيا نبهت الولايات المتحدة الأميركية وأيضا تركيا التي تسيطر على المضايق التي تربط البحر الأسود بباقي بحار العالم إلى ضرورة التقيد باتفاقية مونترو.” وشدد لافروف على “عدم وجود أي قيود على تحركات الجنود الروس في أراضي روسيا” في إشارة إلى التدريبات التي يجريها الجيش الروسي في مقاطعة “روستوف” ونفى أن يكون الرئيس فلاديمير بوتين قد تعهد لمستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل بسحب القوات الروسية من المناطق الحدودية مع أوكرانيا. كما أشار الوزير الروسي إلى أن “موسكو طلبت إيضاحات من الناتو حول نيته تعزيز تواجده العسكري في أوروبا الشرقية” مؤكداٍ أن “هناك قواعد معينة في العلاقات بين روسيا والناتو ومنها بيان روما الذي يحظر الوجود العسكري الدائم لقوات الناتو في أراضي دول أوروبا الشرقية.” وبحسب قناة “روسيا اليوم” قرر حلف الأطلسي “وضع إجراءات عاجلة لتعزيز تشكيلته العسكرية في أوروبا الشرقية” ولفتت إلى أن “الحلف يخطط لتعزيز وجوده العسكري” في عدة دول بشرق أوروبا منها بولندا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا بالإضافة إلى تعزيز شراكته مع أوكرانيا. في غضون ذلك قال دبلوماسي روسي كبير أمس في تصريحات لاذعة على نحو غير مألوف موجهة للولايات المتحدة: إن الساسة الأميركيين في حاجة للهدوء أو ربما لأداء بعض تدريبات اليوجا والتسليم بأن القرم أصبحت جزءا من روسيا. وأثار ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية الشهر الماضي أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ إنتهاء الحرب الباردة قبل عقدين. وفرض الغرب عقوبات استهدفت مسؤولين مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين. وسخر معظم من شملتهم القائمة السوداء من تلك العقوبات واعتبروها تكريما لكنها أثارت أيضا حفيظة موسكو حيث حذر مسؤولون من أن الغرب لا يضر إلا نفسه. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف لوكالة انترفاكس للأنباء: “بماذا يمكن أن ننصح زملاءنا الأميركيين¿. يمكنكم قضاء وقت أطول في الخلاء وممارسة اليوجا والالتزام بالغذاء الصحي وربما يمكننكم مشاهدة بعض المقاطع الكوميدية في التلفزيون.” ومضى يقول: “هذا سيكون أفضل من خداع النفس وخداع الآخرين وأنتم تعرفون أن السفينة أبحرت بالفعل… فنوبات الغضب والعويل والفزع لن تفيد.” تأتي هذه التصريحات بعد أن كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن أضافت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إلى قائمة الهيئات الأميركية المحظور عليها الاتصال بمندوبين من الحكومة الروسية في تحرك رمزي إلى حد كبير لزيادة الضغوط على موسكو. وقال: ريابكوف إن هذا التجميد للاتصالات الثنائية أدى إلى “مواقف سخيفة” مثل إلغاء اجتماعات بين خبراء أرصاد جوية من البلدين. وأضاف: “حسنا.. هذا اختيار الأميركيين.” وقال: إن القيادة الأميركية “ترفض قبول الوضع الذي تسبب فيه إلى حد كبير نهج الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بالدفع بالقوى المناهضة لروسيا إلى السلطة في أوكرانيا.” واتهمت روسيا الغرب بتدبير “انقلاب” ضد الرئيس الأوكراني المؤيد لموسكو فيكتور يانوكوفيتش ويقول بعض المحللين إن ضم روسيا للقرم كان العقاب الذي أنزله بوتين بالغرب لتجاهله مصالح موسكو في أوكرانيا الجمهورية السوفيتية السابقة التي تعتبرها روسيا فناءها الخلفي. وطلب الكرملين أيضا من حلف شمال الأطلسي تفسير أنشطته في أوروبا الشرقية القريبة من الحدود القديمة للاتحاد السوفيتي السابق بعد أن تعهد الحلف العسكري الغربي بتحسين الدفاع عن أعضائه في شرق أوروبا بعد ضم القرم.