رحب مجلس الأمن الدولي بتنظيم الانتخابات الرئاسية ومجالس المقاطعات أمس الأول في أفغانستان وحث جميع الفرقاء في البلاد على احترام المؤسسات والعمليات الانتخابية. وذكر بيان صحفي صدر عن مجلس الأمن أن “الأعضاء يتطلعون إلى إعلان لجنة الانتخابات المستقبلة للنتائج النهائية للانتخابات ويتطلعون للعمل مع الممثلين المنتخبين حديثا للشعب الأفغاني”. وأضاف: إن “أعضاء المجلس أكدوا مجددا على أهمية هذه الانتخابات التاريخية بالنسبة للعملية الانتقالية والتنمية الديمقراطية في أفغانستان” مضيفا أنهم أشادوا بمشاركة وشجاعة أبناء الشعب الأفغاني في توجههم للإدلاء بأصواتهم رغم التهديد والترويع من قبل طالبان وغيرها من الجماعات المتطرفة. وأشاد مجلس الأمن “بالجهود التي بذلت بقيادة أفغانية” للتجهيز للانتخابات وإجرائها وكذا بالدور الهام الذي لعبته المؤسسات الانتخابية الأفغانية بما فيها لجنة الانتخابات المستقلة ولجنة الشكاوى الانتخابية المستقلة وكذا الدعم الذي قدمه الشركاء الدوليون. وأضاف البيان: إن “أعضاء مجلس الأمن يشيدون بأداء قوات الأمن الوطنية الأفغانية في قيادة الترتيبات الأمنية للانتخابات” داعين الحكومة الأفغانية بمساعدة المجتمع الدولي إلى مواصلة معالجة التهديد الذي يواجه أمن أفغانستان واستقرارها. وأدان المجلس محاولة عرقلة الانتخابات مثل شن هجمات إرهابية ضد مدنيين بمن فيهم مسؤولون انتخابيون ومرشحون وضد البنية التحتية الانتخابية معبرا عن استنكاره ل”الأنشطة العنيفة والإرهابية التي ارتكبتها طالبان والقاعدة وغيرها من الجماعات العنيفة والمتطرفة بهدف زعزعة استقرار الوضع في البلاد”. من جهته هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أفغانستان بالانتخابات الرئاسية التي شهدتها مؤكدا انها “أساسية” لضمان الآفاق الديمقراطية للبلاد واستمرار المساعدة الدولية. وقال أوباما في بيان: ان الانتخابات التي يمكن ان تسمح للبلاد بأول انتقال ديمقراطي “تشكل محكة أخرى مهمة في تولي الأفغان المسؤولية الكاملة لبلدهم مع انسحاب قوات الولايات المتحدة والدول الأخرى”. وأضاف الرئيس الأميركي: إن “هذه الانتخابات أساسية لضمان المستقبل الديمقراطي لأفغانستان وكذلك لاستمرار الدعم الدولي”. وتابع أوباما في بيان “باسم الشعب الأميركي اهنئ ملايين الأفغان الذين شاركوا بطريقة حماسية في الانتخابات التاريخية” التي تحدى فيها الناخبون تهديدات حركة طالبان من اجل اختيار رئيس لبلدهم خلفا لحميد كرزاي. ودعا أوباما المسؤولين عن الانتخابات إلى النزاهة في إصدار نتائج الاقتراع مشيرا إلى ان “أصوات الأفغان أنفسهم هي الأهم في هذه النتائج”. من جهته صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان “ملايين الأفغان من نساء ورجال شاركوا في التصويت أمس الأول بشجاعة والتزام”. وأضاف: ان “الشعب الأفغاني ضمن سير الانتخابات وشارك فيها والأهم من كل ذلك ادلى بصوته فيها” مؤكدا ان ذلك يكشف إلى “أي حد يلتزم الشعب الأفغاني في حماية وتقدم الديمقراطية” في بلده. واعتبر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ان “التقدم الذي تحقق في أفغانستان يشهد على الجهود المستمرة والتضحيات التي قدمها الأميركيون والقوة التابعة لحلف شمال الأطلسي والأفغان “. وأضاف: “لكن قبل كل شيء تكشف هذه الانتخابات قوة وتصميم الشعب الأفغاني والشراكة التي بناها مع الولايات المتحدة” مؤكدا انها “شراكة ستستمر”. من جهته وبعدما اعتبر ان الانتخابات الأفغانية تشكل “خطوة مهمة” شدد رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي على ان العديد من الأفغان والأميركيين والأجانب الآخرين فقدوا حياتهم ليجعلوا الانتقال الديمقراطي ممكنا في هذا البلد. ذكر ان هذه الانتخابات “لم تأت بلا تضحيات كبيرة تضحيات من الشعب الأفغاني والكثير من الأميركي ين وغيرهم من الأمم المشاركة الذين قتلوا أو جرحوا وهم يقاتلون هناك منذ 2001م”. وأضاف: “نتطلع إلى نتيجة الانتخابات وإمكانية مواصلة العمل معا من اجل أفغانستان أفضل”.