الرئيسية - عربي ودولي - السلام والاستيطان
السلام والاستيطان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي والحديث يجري عن استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وكانت الوعود الخيالية التي ذهبت أدراج الرياح قد بدأت عند عتبة مؤتمر مدريد في أسبانيا عام 1991م وما تلى ذلك من أحاديث مكررة حول سبل وإمكانية استئناف المفاوضات يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الكيان الصهيوني هو الذي استفاد من كل جولات التفاوض مع الجانب الفلسطيني دون أن يلتزم بالحد الأدنى من النتائج التي أسفرت عنها اتفاقيات ماضية ومحادثات ثنائية متعددة دائما ما كان الطرف الفلسطيني المتضرر من المباحثات مع الجانب الإسرائيلي. وليس ذلك فحسب ولكن الشعب الفلسطيني يعاني من وطأة الاحتلال الغاشم وما خلفه من أعمال استيطانية وتهجير للسكان وجرف الأراضي ولأن باب التنازلات عندما يفتح لا ينتهي فإن المفاوضات لم تكن أحادية الجانب فحسب ولكنها أضفت مشروعية على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأضعفت أداء المقاومة خصوصا خلال سنوات التفاوض التي ما كانت دائما تنعكس بشكل سلبي على أداء المقاومة وتظهر حقيقة التعنت الصهيوني الرافض لكل الاتفاقيات وليس ذلك اكتشافا جديدا في فهم الكيان الصهيوني ولكن مجرد تحصيل حاصل خاصة في المرحلة الراهنة. لأن دعوته لاستمرار المفاوضات ليست إلا لتكريس المزيد من المستوطنات والتوسع في بنائها خاصة في المرحلة الراهنة تسعى إسرائيل لكسب الوقت وتمارس من خلال المباحثات لعبة مكشوفة هدفها الحصول على المزيد من التنازلات من قبل الجانب الفلسطينيوإن كان الرئيس محمود عباس قد أعلن أنه غير مستعد حتى لمناقشة فكرة الاعتراف بإسرائيل فإن التوجه نحو المفاوضات السابقة واللاحقة يتنافى مع ذلك التوجه جملا وتفصيلا. وقد كان الأحرى بالجانب الفلسطيني أن يستفيد بحكم التجارب السابقة من لعبة المفاوضات مع الجانب الصهيوني ويعمل على إعطاء أولوية للمقاومة وتعزيز وجودها وتفعيل حضورها ويدعو بالمقابل من ذلك إلى المحادثات باعتبارها مجرد مناورة سياسية استفادت منها إسرائيل وتضررت القضية الفلسطينية جراء المفاوضات اللا متناهية التي كانت تل أبيب ولازالت وستظل ترى في تلك المفاوضات مدخلا لتصفية القضية الفلسطينية خاصة وهي اشترطت على الطرف الفلسطيني بأن لا يتجه إلى الأمم المتحدة من أجل إعلان فلسطين كدولة مستقلة في ظل وضع الاحتلال القائم من قبل إسرائيل. وهو ما يظهر حقيقة المفاوضات مع الكيان الصهيوني بأنها مضيعة للوقت إذا لم يعي ويدرك الجانب الفلسطيني بكل فصائله السياسية وحركاته المقاومة وكافة القوى المختلفة بأن تقوية موقف المقاومة وتعزيز دورها تعد الضمانة الأساسية لأي مباحثات تتأسس وفقا للحد الأدنى ما لم فإن المفاوضات ستظل أشبه بالبحث عن سراب بالنسبة للجانب الفلسطيني خلافا للطرف الصهيوني الذي يجعل منها غطاء مشروعا للاستيطان.