الرئيسية - عربي ودولي - التحديات وضرورة المصالحة الفلسطينية
التحديات وضرورة المصالحة الفلسطينية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تتزايد الضغوطات الاسرائيلية على الفلسطينيين يوما بعد يوم لإجبارهم بقبول سياسة الأمر الواقع والتنازل عن المزيد من الحقوق .. الأمر الذي يفترض معه رص الصفوف لدى الفلسطينيين الفرقاء و إجراء مصالحة وطنية تنهي حالة الانقسام فيما بينهم وتجزيء المجزأ أصلا .. كي يتمكنوا من مجابهة هذه المخاطر التي تعترضهم. ومنذ حدوث الاختلافات بين السياسيين الفلسطينيين في مطلع العام 2007م وما اعقبتها من حالة انقسام أدت فيما بعد الى ظهور حكومتين بدلا من جكومة وكيانين بدلا من كيان واحد – في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة شكلت هذة الاختلافات وحالة الانقسام منعطفا آخر في تاريخ القضية الفلسطينية التي تعاني اصلا من مؤامرة مستمرة خلف الكواليس أو على العلن مباشرة والمستفيد الوحيد هو اسرائيل التي وجدت في حالة الاحتراب والانقسام بين الأخوة الفلسطينيين فرصة سانحة للاستمرار في سياساتها التوسعية والعدوانية والتهام مزيد من الاراضي الفلسطينيه وكثفت إسرائيل من سياساتها الاستيطانية والعدوانية بشكل كبير خلال السنوات الماضية. ومع استمرار حالة الانقسام الفلسطيني ورغم إدراك الفلسطينيين أنفسهم منذ البداية بخطورة ما تشكله حالة الانقسام على قضيتهم منذ البداية ودعوتهم للمصالحة واعتبار ذلك نقطة سوداء في تاريخ النضال الفلسطيني والتضحيات والمحاولات العربية التي بذلت منذ البداية لرأب الصدع وعقد عدة لقاءات بين حركة فتح وحركة حماس في كل من القاهرة والدوحة ودمشق لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الاخوة الفرقاء وايجاد مخرج ينهي حالة التشرذم -واعادة اللحمة الوطنية التي تكفل لهم مواصلة النضال وإنتزاع الحقوق الفلسطينية المسلوبة إلا أن هذه المحاولات بسبب تشبث بعض قيادات الحركات والفصائل الفلسطينية بمواقفها واستمرار الخلافات الهامشية – وعدم وجود طرف عربي قادر على الضغط على هذه الفصائل ويضمن تنفيذ مخرجات الحوار – عادة ما تفشل مما يبقي الباب مفتوحا امام استمرار دائرة الاختلاف والاحتقان الفلسطيني الذي يستنزف الطاقات وهو ما أعطى دولة الاحتلال فرصة التوسيع من دائرة اعتداءاتها ومصادرة حقوق الفلسطينيين وفرض مزيد من الاملاءات والشروط وفق رؤيتها. واليوم ومع استمرار الرفض الاسرائيلي للاتفاقيات مع الفلسطينيين وتواصل العدوان الاسرائيلي على غزة والقسوة وما يرافق ذلك من سياسات التهويد وفرض سياسة الأمر الواقع بالاضافة الى المتغيرات الدولية وما يمر به المشهد العربي من حالة انقسام يجد الفلسطينيون انفسهم جراء استمرار هذا العدوان المسنود بظهر أميركي- مجبرين على التنازل لبعضهم لتحقيق مصالحة تنهي حالة الانقسام فيما بينهم وتعيد اللحمة الوطنية إلى وضعها الطبيعي بما يمكنهم من ايجاد جبهة وموقف فلسطيني موحد يستطيع مقاومة الضغوط والاملاءات الاسرائيلية مستقبلا وبشتى الطرق والحفاظ على مصالحهم العليا بدون أي تفريط. كما ان تحقيق المصالحة الفلسطينية بحسب بعض المراقبين ومن خلال إعادة توحيد الرؤى بين الفلسطينيين وايجاد كتلة واحدة خاصة في ظل ما يطرح من مبادرات سلام سيضمن للفلسطينيين ايجاد موقف موحد في التعامل مع مبادرات السلام المستقبلية من دون التخلي عن مشروع النضال والمقاومة.