الرئيسية - عربي ودولي - العراقيون يجترون بألم 11 عاما من الدمار وانعدام الأمن
العراقيون يجترون بألم 11 عاما من الدمار وانعدام الأمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إحياء الذكرى الـ 11 لغزو العراق عام 2003م

بغداد لم تسقط بل دخلها الساقطون” و”في مثل هذا اليوم كنا شعبا واحدا” بهكذا شعارات استذكر العراقيون ذكرى الحرب والدمار وسقوط بغداد على يد القوات الامريكية في ابريل 2003. وبمرور 11 عاما من احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأميركية ومساعدة دول مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع واشنطن.. تعيش البوابة الشرقية للعالم العربي حالة من الحرب والدمار وعدم الاستقرار على كافة الاصعدة وسط استمرار اعمال العنف الدامية شبه يوميا واضطراب اقتصادي , وصراع سياسي. وتزامن يوم أمس التاسع من ابريل مع الذكرى المأساوية لسقوط بغداد وهو اليوم الذي دخلت معه عاصمة العراق مستنقعا دمويا ومأساويا, بوقوع أعمال عنف واسعة خلفت عشرات الضحايا. ونقلت وسائل إعلام عراقية ووكالات الأنباء العالمية, ان عشرات القتلى والجرحى سقطوا نتيجة تفجير 12 سيارة مفخخة وعدد من العبوات الناسفة التي استهدفت مناطق متفرقة من العراق في ذكرى سقوط بغداد والإطاحة بنظام بغداد السابق. وتتكرر هذه المشاهد الدموية شبه يوميا في بغداد ومدن عراقية أخرى منذ سقوط بغداد تحت وطئة الهيمنة العسكرية العالمية. وكانت دخلت القوات الأميركية وحلفاؤها في الحرب تحت تبريرات واهية .. منها امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل (السلاح النووي) وقوبلت هذه التبريرات بانتقادات واسعة النطاق بدءا من الرأي العام الأمريكي إلى الرأي العام العالمي. وبالمناسبة اعتصم ألاف العراقيين في بغداد رافعين يافطات “شكروا” فيها الأميركان على الدمار الذي لحق ببلادهم ملخصين واقع الشعب بـ”نتائج أحد عشر عاما من الاحتلال: القتل على الهوية سرقة ثروات المجتمع وتعميق الطائفية والقومية”.(حسب أنباء موسكو). وخلف الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين وما أعقبها من صراعات مسلحة مئات الآلاف من الضحايا المدنيين والعسكريين , وانهيارا اقتصاديا وماليا , وسط تأثيرات سلبية كبيرة منها هجرة العقول العراقية وعلمائها. وتشير تقديرات الأمم المتحدة الي أن أعداد الوفيات من المدنيين منذ ابريل 2003 حتى عام 2010 بلغت المئة وخمسين ألفا بينما يقول تقرير صادر عن مؤسسة إحصاء الموتى في العراق إن العدد يتجاوز الست مائة وخمسين ألفا.. والعام الماضي 2013, تزايد وتيرة اعمال العنف وسجل مقتل 8868 شخصا اغلبهم من المدنيين. (حسب احصائيات اممية). أما فيما يتعلق بالخسائر البشرية لقوات التحالف الغازية فقد تكبدت الولايات المتحدة أكبر الخسائر , اذ بلغ عدد القتلى من جنودها 4400 ضابط وجندي, وعدد الإصابات بلغ ما يقرب من 40 ألفا مع درجات متفاوتة من الإعاقة, وعن الخسائر في الأموال جراء هذه الحرب المكلفة اكدت دراسات أن الدين القومي الأمريكي بلغ حينها 14 تريليون دولار وأن ما يقرب من تريليون دولار أو ما نسبته 7.5% من الديون تعود إلى التكاليف المباشرة والظاهرة للحرب على العراق. سياسيا .. لا تزال الخلافات بين النخبة السياسية هي الطاغية بشكل كبير في الساحة العراقية ولم تتمكن من تحقيق انجازات مهمة للمواطن العراقي. ويرى مراقبون بان “الخلافات السياسية وطبيعة الهيئة التي بني عليها النظام وهي المحاصصة الطائفية ونتيجة لهذه الصراعات السياسية كان الاخفاق الأمني سيد الموقف وطبيعة الاستعداء الخارجي للنظام الديمقراطي الحالي شوهت الديمقراطية” إضافة إلى عوامل خارجية مؤثرة “.. وكعادتهم العراقيون لم يفقدوا الأمل بشكل نهائي , ولذلك يترقب الشارع العراقي محطة جديدة لتحسين وضعه السياسي من خلال الدخول في انتخابات برلمانية , يمكن من خلالها رسم ملامح المستقبل السياسي لهذا البلد المضطرب. ويامل العراقيون بان تتمخض الانتخابات القادمة نهاية الشهر الجاري في ايجاد قيادات سياسية جديدة وقادرة على قيادة العملية السياسية بالبلاد الى بر الامان والتصالح الداخلي والاستقرار.