الرئيسية - عربي ودولي - موسكو تحذر الناتو وتؤكد عدم رضوخها للضغوط الأوروبية الأورو- أميركية
موسكو تحذر الناتو وتؤكد عدم رضوخها للضغوط الأوروبية الأورو- أميركية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بوتيرة عالية تتعقد العلاقات بين روسيا والغرب يوماٍ بعد آخر لتصل إلى مستويات عسكرية في التصعيد مع حلف “الناتو” من جهة ومع سلطات كييف من جهة ثانية وذلك على خلفية انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا بفعل استفتاء أجرى الشهر الفائت وحصل على نسبة 97% للانضمام إلى الوطن الأم. وفي المستجدات حذرت روسيا حلف الناتو من نشر قواته قرب حدودها مؤكدة أنها تعتبر ذلك خرقا لالتزامات الحلف. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات صحافية أمس أن دراسة الناتو لمسألة نشر قوات ومعدات على الأراضي المتاخمة لروسيا بضغط من دول الناتو الواقعة في شرق أوروبا يعتبر انتهاكاٍ لميثاق ومبادئ اتفاقية فيينا مشيراٍ إلى أن تقويض أسس الاستقرار في أوروبا التي وضعت بعد زوال الاتحاد السوفيتي ومعاهدة وارسو “يعني فقط أنه بالنسبة للناتو كراهية الروس المفروضة من قبل الأقلية. واتهمت روسيا دولاٍ أوروبية بدفع المتشددين في أوكرانيا إلى تقسيمها رافضة الضغوط الأوروبية المفروضة عليها. وبينما تتواصل الاتصالات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي تستعد كييف لقمع الانتفاضة “الروسية” في جنوب شرق أوكرانيا ويستعد المنتفضون لصد الهجوم. واتفق وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة على أن عقد اجتماع روسي -أميركي- أوروبي رباعي بمشاركة ممثلي أوكرانيا يومي 16 و17 من ابريل الجاري في فيينا أو جنيف من شأنه أن يساعد على حل الأزمة في أوكرانيا. وتعهد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن الجانب الأميركي سيستخدم نفوذه لحث من يتولون أمور السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف على تنظيم حوار أوكراني شامل وإطلاق إصلاح دستوري لتطبيع الوضع في جنوب شرق أوكرانيا. وعبرت واشنطن على هذا النحو عن قلقها إزاء مقاومة أهالي شرق أوكرانيا وعلى الأخص أهالي مدن خاركوف ودونيتسك ولوغانسك لمسعى كييف إلى قمع انتفاضاتهم المناهضة لانقلاب كييف الهادف إلى دق إسفين بين الأوكرانيين وأشقائهم وأقربائهم في روسيا. وتمكنت القوات التي أرسلتها كييف من السيطرة على مدينة خاركوف التي لم يملك المدافعون عنها الأسلحة. ويختلف الأمر بالنسبة لدونيتسك ولوغانسك حيث استعد المدافعون عنهما لصد هجمات أعدت كييف العدة لشنها بإيعاز من السفارة الأميركية حسب تقارير صحفية. وفي سياق متصل أرجع السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي الأزمة التي تتخبط أوكرانيا فيها الآن إلى اخطاء فادحة ارتكبها سياسيو الاتحاد الأوروبي. وأكد فلاديمير تشيجوف مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي في كلمته بالبرلمان الأوروبي أن سياسيي الاتحاد الأوروبي وقعوا في عدد من الأخطاء الفادحة عندما أعدوا اتفاقية الشراكة مع أوكرانيا. وأوضح السفير الروسي أن الاتفاقية التي أعدها الاتحاد الأوروبي لضم أوكرانيا إلى برنامج “الشراكة الشرقية” تجاهلت خلافات خطيرة بين الأقاليم الأوكرانية والقوى السياسية الأوكرانية. وقال تشيجوف: إن محاولة جر أوكرانيا إلى الشراكة الانتسابية وليس إلى عضوية الاتحاد الأوروبي مع تجاهل هذه الخلافات أدت إلى تقسيم المجتمع الأوكراني. وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في وقت سابق إن الاتحاد الأوروبي افتعل الأزمة التي أدت إلى تغيير السلطة في كييف بالطريقة غير المشروعة بعد أن وضع أوكرانيا أمام خيارين: أوروبا أو روسيا. من جهة أخرى أكد النائب الأول لرئيس وزراء روسيا إن الدول الغربية التي تهدد بمعاقبة روسيا على تلبيتها لرغبة أهالي شبه جزيرة القرم في العودة إلى أحضان الدولة الروسية لن تستطيع إرغام القيادة الروسية على الانصياع لضغوط الغرب. وذكر إيغور شوفالوف النائب الأول لرئيس وزراء روسيا في كلمته بالمنتدى الشرقي في برلين أمس: “لا تستطيع أي عقوبات إرغام روسيا على تغيير سياستها. فكلما تكاثرت الدعوات إلى فرض عقوبات على روسيا وازدادت العقوبات غلاظة ازداد المجتمع الروسي صلابة وتصميماٍ على البحث عن السبل لتجاوز هذه العقوبات. ولن تْرغم أي تهديدات الرئيس بوتين والقوى السياسية الأخرى على عمل ما تشاء الولايات المتحدة وألمانيا والشركاء الآخرون. وسنواصل التصرف من منطلق مصلحتنا ومن منطلق مصلحة العالم المشتركة”. إلى ذلك وعد الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أمس المعارضين في شرق اوكرانيا بالعفو اذا “وضعوا الأسلحة وأخلوا المباني الإدارية” التي يحتلونها. وأكد تورتشينوف خلال جلسة للبرلمان انه “اذا سلموا الأسلحة وأخلوا المباني الإدارية .. نضمن عدم الملاحقة. انني مستعد لتوقيع مرسوم رئاسي” بهذا الصدد في حين لا يزال انفصاليون موالون لروسيا يحتلون مباني ادارية في مدينتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد الناطقة بالروسية. وأوضح انه تحدث شخصيا هاتفيا مع ممثلي المعارضة في لوغانسك واقترح عليهم “تسوية” تشمل تشكيل لجنة تجمع أوكرانيين وأجانب لدراسة نقاط الخلاف ودعا إلى تعزيز صلاحيات الإدارات المحلية المعينة حتى الآن من كييف بينما يطالب المحتجون بتنظيم استفتاء حول حكم ذاتي اقليمي أو إلحاقهم ببساطة إلى روسيا.