الرئيسية - عربي ودولي - أوكرانيا: الرئيس المؤقت يوجه الجيش والأمن بقمع المحتجين بالشرق وروسيا تضع الأزمة أمام مجلس الأمن
أوكرانيا: الرئيس المؤقت يوجه الجيش والأمن بقمع المحتجين بالشرق وروسيا تضع الأزمة أمام مجلس الأمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اتجهت الأوضاع السياسية والأمنية في أوكرانيا لمزيد من التصعيد والعنف إثر مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.. ويأتي ازدياد حدة الأزمة الراهنة في أوكرانيا التي تبعث مخاوف من تفكك البلاد وسط تحذيرات وقلق دولي من تدهور الاوضاع وان التحرك العسكري ضد المحتجين قد يقوض الجهود الرامية إلى التوصل لحل دبلوماسي للصراع القائم ويهدد المحادثات الرباعية المقررة ” في 17 من الشهر الجاري بجنيف بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. في حين أكدت روسيا على وضع الأزمة الأوكرانية على طاولة مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق أكد القائم بمهام الرئيس الأوكراني الكسندر تورتشينوف أمس ان مجلس الأمن القومي والدفاع اتخذ قرار بدء عملية أمنية شاملة بمشاركة القوات المسلحة ضد المسلحين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا وأعطى الرئيس المؤقت المحتجين مهلة تنتهي اليوم لإخلاء المباني فوراٍ. واستنكرت الخارجية الروسية بشدة قرار الرئيس الأوكراني المعين ألكسندر تورتشينوف استخدام القوة ضد المحتجين. وجاء في بيان أصدرته الوزارة أمس: “نستنكر بشدة أي محاولة لاستخدام القوة ضد المحتجين والناشطين واللجوء إلى خدمات عناصر “القطاع الأيمن” وغيره من التنظيمات غير الشرعية. وذكر بيان الخارجية أن سلطات كييف التي جاءت نتيجة الانقلاب شرعت في استخدام القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية التي أصبحت رد فعل على تجاهل تام للمصالح المشروعة لسكان مناطق الجنوب الشرقي والتهديدات المباشرة ضد كل من لا يتفق مع هيمنة القوميين الراديكاليين والتي سادت في كييف بدعم مباشر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وجاء في البيان أن ما يثير الاستياء هو أمر الرئيس تورتشينوف باستخدام الجيش لقمع الاحتجاجات حيث أنه من الممكن أن تسيل الدماء نتيجة هذه الإجراءات في الجنوب الشرقي. وواصلت الخارجية الروسية: “نطالب أولئك المعينين من قبل الميدان الذين أسقطوا الرئيس الشرعي بالوقف الفوري للحرب ضد شعبهم وتنفيذ جميع تعهداتهم وفق اتفاقية 21 فبراير” الماضي. وذكر البيان أنه يجب على رعاة الاتفاق كالولايات المتحدة والدول الغربية حمل النازيين الجدد وغيرهم من المتطرفين لوقف استخدام القوات المسلحة ضد الشعب الأوكراني والدخول فورا في حوار وطني حقيقي بمشاركة متساوية من جميع المناطق في أسرع وقت ممكن لتعديل دستوري جذري. وأضاف البيان : إن هذا يعتمد الآن على الغرب لتجنب احتمال نشوب حرب أهلية في أوكرانيا”. وأكدت الخارجية أن الجانب الروسي سيتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا وكذلك التوجه إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أمس عن مقتل ضابط امن وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة في مواجهات مع المتظاهرين الموالين لروسيا في مدينة (سلوفيانسك) شرق أوكرانيا.. وأكد وزير الداخلية الأوكراني ارسين افاكوف في تصريح نقلته وكالة أنباء (انترفاكس) الروسية وقوع قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين من دون أن يفصح عن عددهم. يذكر أن سلطات الأمن الأوكرانية زجت منذ صباح أمس بقوات عسكرية كبيرة وبعدد من الطائرات المروحية والعربات المدرعة لإخلاء المواقع الحكومية التي احتلها المئات من المتظاهرين في مدينة (سلوفيانسك) الذين يطالبون بضرورة الاعتراف باللغة الروسية وإقامة نظام فيدرالي في أوكرانيا.. وفي تطور متصل تجمع آلاف الأشخاص في مدينة (خاركوف) للاحتجاج على استخدام القوة ضد المحتجين في الأقاليم الشرقية وللمطالبة بإجراء استفتاء عام لتحديد مصير هذه الأقاليم.. وحالت قوات الأمن الأوكرانية دون وقوع اشتباكات بين القوميين الأوكرانيين الرافضين للفيدرالية والناطقين بالروسية المطالبين بمراعاة حقوقهم اللغوية والقومية.. وذكرت الوكالة أن المحتجين استولوا على مبنى البلدية في مدينة (مارييوبل) الواقعة في اقليم (دونتسك) فيما تصدى مئات من المحتجين لقافلة عسكرية أوكرانية على ابواب مدينة (ارتيوموفسك) واستولوا على أسلحة العسكريين الأوكرانيين وشكل المحتشدون في دونيتسك مجموعاتُ لمساندة المحتجين في المدن الأخرى. هذا وكانت القوات الخاصة الأوكرانية رفضت في مدينة دونيتسك تنفيذ أوامر سلطات كييف بقمع المحتجين وأعلنت تأييدها لمطالبهم. وأعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه لتدهور الوضع في شرق أوكرانيا داعياٍ إلى “الحوار لتخفيف التوتر”. وذكر بان في بيان صادر عن المتحدث باسمه أن الاضطرابات “لن تكون في مصلحة أي طرف” داعياٍ كافة الأطراف إلى “العمل من أجل تهدئة الوضع والالتزام بالقانون وممارسة أعلى مستوى من ضبط النفس”. وجدد الدعوة “لحوار عاجل وبناء من أجل تخفيف التوتر ومعالجة كافة الخلافات.. من جهتها حذرت روسيا الولايات المتحدة أمس من أي تحرك عسكري من جانب السلطات الأوكرانية في شرق أوكرانيا لأن ذلك سيقوض الجهود الرامية إلى التوصل لحل دبلوماسي للصراع ويهدد محادثات سلام مزمعة.. وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية سيرجي لافروف وجه التحذير أثناء مكالمة تليفونية مع نظيره الأميركي جون كيري الذي أبدى قلقه من دور روسيا في إذكاء الاضطرابات في شرق أوكرانيا. وسيطر محتجين على مبان حكومية في بلدات في شرق أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية. وقال لافروف: إن أوكرانيا “تظهر عجزها عن تحمل المسؤولية عن مصير البلاد.” وحذر من أن أي استخدام للقوة ضد المتحدثين باللغة الروسية في شرق أوكرانيا “سيقوض إمكانية التعاون… بما في ذلك المحادثات الرباعية المقررة في جنيف” في 17 ابريل بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وحذر البيت الأبيض أمس روسيا من أي عمل عسكري جديد في أوكرانيا بعد أن سيطر محتجين على مبان حكومية في مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا وقال: إن الوضع يعيد إلى الأذهان ما حدث في شبه جزيرة القرم. وقالت لورا لوكاس ماجنوسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض “نشعر بقلق بالغ من الحملة المنسقة التي تجري في شرق أوكرانيا .. إلى ذلك دعت فرنسا أمس إلى فرض عقوبات جديدة في حالة التصعيد العسكري في أوكرانيا التي تشتد المواجهات فيها بين الموالين لروسيا وحكومة كييف الموالية لأوروبا.. وأوضح الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان جان ماري لوغن أن فرنسا ستضطر إلى اتخاذ عقوبات جديدة في حال تصعيد عسكري.. وأضاف: لا بد من التهدئة بين الطرفين واتباع سياسة التهدئة و وقف التصعيد والتوصل إلى الحلول السياسية والدبلوماسية.. وأوضح المسؤول الفرنسي موقف بلاده قائلا: ليس هناك حل عسكري للمشكلة” داعيا إلى احترام موعد انتخابات 25 مايو و وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا..