الرئيسية - عربي ودولي - الخروج من الدوامة
الخروج من الدوامة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بعد أن كانت بلغت ذروة تسويقها” القلق” والمخاوف بشأن مصير المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية هدأت حدة الضجة دون تفريط بخلل تغليب الوسيلة وتغييب القضية. مشهد الأزمة صعودا وهبوطا كان ليس سريعا وحسب بل وعجيبا ومن ذلك عودة المتفاوضين إلى لقاءاتهم دونما المرور ولو بدهليز يفسر هذه العودة السريعة بعد أن كانوا تبادلوا خطاب القطيعة. واللافت أن العودة هكذا لا ترتبط بإكمال المدة المحددة لهذه المفاوضات نهاية الشهر الجاري وحسب بل تتناقل وسائط إعلامية ما تصفه بالصفقة لتمديد هذه العملية فترة جديدة وليس مهما أن تكون قصيرة أو طويلة لأنها في المحصلة كانت عبثية ومظلة للاحتلال لتنفيذ سياسته وفي الأبرز تهويد القدس واندفاع تنفيذ المشروعات الاستيطانية. لماذا تحولت هكذا مفاوضات إلى هذه الحالة¿ وما سبب دورانها منذ سنين طويلة برعاية أميركية في حلقة مفرغة كلما ضاقت كان السعي الأميركي إعادة ميلادها مرة جديدة¿ الأمر ببساطة لا يعود إلى الهوة الواسعة والعميقة بين الطرفين بل إلى الدور الأميركي المزدوج الذي يدعم الجاني ويبتز ويضغط على الضحية مايعني أن هذا الدور تخريبي لما يسمى التسوية السلمية. ولمجرد الاستدلال.. فكان الفلسطينيون والإسرائيليون توصلوا بمفاوضاتهم السرية إلى اتفاق اوسلو بكل عيوبه وثغراته يبقى انجازه في فترة قياسية فاضحا لسنين الفراغ واللعب والتلاعب الأميركي بهذه القضية في سياسة إدارة الأزمة وإعادة إنتاجها مرات عديدة. حسنا لنبارك عودة المفاوضات ونقيم الاحتفالات بتمديدها ولكن إلى أين تتجه السياسة الأميركية التي من خلال ما يوصف بأفكار كيري غدت المرجعية لهذه المفاوضات وهي تقوم على إقرار فلسطيني صريح بعدم الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967م وتصفية قضية اللاجئين لا حلها وفق الشرعية الدولية والاعتراف بـ” إسرائيل” دولة يهودية والقبول بإشراف دولي على المدينة القديمة من القدس وتقاسم الشطر الشرقي المحتل والإقرار بالمشروع الاستيطاني والقبول بتواجد أميركي في غور الأردن وترتيبات أمنية لصالح الاحتلال ومن ذلك الحق في الطلعات الجوية فوق الأراضي الفلسطينية. إن أعوام بل عقود المفاوضات برعاية أميركية أثمرت حقيقةهي أن الخروج من هذه الدوامة البداية الصحيحة لمواجهة قضية الحل العادل والسلام الدائم وفق الشرعية الدولية.