الرئيسية - عربي ودولي - يوم الأسير الفلسطيني يوحد الفصائل ويجدد روح المقاومة
يوم الأسير الفلسطيني يوحد الفصائل ويجدد روح المقاومة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* الشعب يريد تحرير الأسرى” و”بالروح بالدم نفديك يا أسير” تحت هذه الشعارات توحد الشعب الفلسطيني في “يوم الأسير” احياء للذكرى, واستمرارا في رفضه للاحتلال الاسرائيلي. احتفل الفلسطينيون الخميس الماضي في مدن فلسطينية عدة بـ” يوم الاسير” بالتزامن مع رفض اسرائيل الافراج عن دفعة من قدامى الاسرى وتمترسها وراء تبريرات واهية. وبدأ الفلسطينيون في إحياء ذكرى يوم الأسير عام 1974 وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح محمود بكر حجازي أول أسير فلسطيني في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل. وعلى الرغم من مباحثات السلام برعاية اميركية والتي من المقرر ان تنتهي في نهاية الشهر الجاري , فان اسرئيل طالبت باستمرار المباحثات وربطت الافراج عن دفعة من قدامى الاسرى تحت هذا الشرط وهو ما ترفضه فلسطين , معتبرة بانه محاولة لاستنزاف الوقت , وتخلي اسرائيل عن وعودها. وكان من متفق الإفراج عن الدفعة بموجب اتفاق لتجميد التوجه الفلسطيني إلى المؤسسات والمعاهدات الدولية لفترة تسعة أشهر وذلك بوساطة أميركية. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأول من الشهر الجاري عن بدء الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية ردا على مماطلة إسرائيل في الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين الذي كان من المفترض أن يجري نهاية الشهر الماضي. وجاء هذا التعنت الاسرائيلي ليمثل للمناسبة حراكا وزخما آخر , حيث تعالت الاصوات الفلسطينية بالمناسبة بالدعوة لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية والوقوف صفا واحدا امام الاحتلال الاسرائيلي . وشارك الفلسطينيون بمدن عدة في احياء فعاليات ” يوم الاسير” ورفعو خلال مسيرات حاشدة شعارات مطالبة بتحرير الاسير , ومؤكدين على استمرارهم في قضيتهم العادلة. وشدد وزير الأسرى وشؤون المحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع في كلمة له خلال الفعاليات على أنه “لن يكون هناك اتفاق ولا سلام ولا تمديد للمفاوضات مع إسرائيل من دون فتح أبواب السجون وإطلاق سراح الأسرى”. وأكد قراقع أن قضية الأسري ” قضية كبيرة محمية بالقانون الدولي” مضيفا “لن تخفينا تهديدات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) ومحاولات ابتزازه لنا باحتجاز أموالنا لأن كرامتنا وحرية أبنائنا أفضل وأغلى من كل أموال العالم”. بدوره حث القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إبراهيم ابو النجا , مؤسسات حقوق الإنسان على زيارة الأسرى في السجون الإسرائيلية والاطلاع على “معاناتهم”. وبالمناسبة أصدرت حركة (الجهاد) الإسلامي بيانا أكدت فيه “رفض التعامل مع قضية الأسرى وفق حسابات السياسة وألاعيب التفاوض”. وشددت الحركة على أن “الأسرى والأسيرات من أبناء القدس وفلسطين المحتلة عام 1948م جزء أصيل من أبناء شعبنا وأنه من غير المسموح ولا المقبول دينيا وأخلاقيا ووطنيا أن نتخلى عنهم” وذلك في إشارة إلى عدد من أسرى الدفعة الرابعة الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الذين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم. كما أقامت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة بمناسبة “يوم الأسير الفلسطيني” معرضا للصور في ساحة “السرايا” تحت عنوان (أرواح لا صور) يحاكي معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية. واعتبر وزير الأسرى في الحكومة المقالة, عطا الله أبو السبح إن “فكان قيد الأسرى من سجونهم لن يأتي إلا عبر فوهة البندقية واختطاف وأسر جنود (إسرائيليين) لأنه لا يعقل أن يظل الجنود على أرضنا ويقتلون شعبنا ويهودون مقدساتنا ويأسرون شبابنا من دون حساب”. و”أقر المجلس الوطني الفلسطيني السابع عشر من ابريل عام 1974م يومٍا وطنيٍا للوفاء للأسرى وتضحياتهم ولشحذ الهمم وتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية ويومٍا لتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم يومٍا للوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة” . ومن حينها لا يزال “يوم الأسير الفلسطيني” يومٍا مهما يحييه الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات سنويٍا بوسائل وأشكال متعددة , وهذا العام كان مختلفا ومتزامنا مع مرور الاسرى الفلسطينيين بمنعطف خطير. وتعد هذه المناسبة ” يوم الاسير” تقديرٍا ووفاءٍ للأسرى وقضاياهم العادلة ومكانتهم لدى شعبهم وقيادته وهي محطة مهمة للتذكير بقضية الاسير ومعاناته وتذكير العالم بهذه القضية الحساسة. ولم تكمن مشكلة الاسرى في قضية الاسر وحسب بل ان هناك العديد منهم من يموتون جراء معاركهم مع الامعاء الخاوية.. ويعد أول شهداء الإضراب عن الطعام داخل سجون الاحتلال عبد القادر أبو الفحم حيث استشهد في يوليو 1970م في سجن عسقلان. وتصنف مراكز الابحاث ” قضية الأسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني وتاتي في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال الإسرائيلي وقرابة خمس الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي.. حيث يقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 (800.000) أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفترات وطرق مختلفة”. وتشير معطيات منظمات محلية فلسطينية إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين حاليا في السجون الإسرائيلية يقارب 5000 بينهم 230 طفلا و20 امرأة وعددا من نواب المجلس التشريعي إلى جانب 1000 مريض منهم 160 في وضع صحي حرج. وطبقا لبيان أصدره مؤخرا نادي الأسير الفلسطيني فانه يتعرض ما يقارب من 95% من الأسرى الفلسطينيين لصنوف التعذيب منذ لحظة اعتقالهم حتى نقلهم إلى مراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية.