الرئيسية - السياسية - الارهاب .. آفة تهدد أمن واستقرار البلاد
الارهاب .. آفة تهدد أمن واستقرار البلاد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الارهاب آفة خطيرة تضرب أركان الدول وتهز امن واستقرار الشعوب .. وعندما تتوفر العوامل المساعدة والبيئة الحاضنة لانتشاره تزداد أعماله وأفعاله ويصبح الوضع خارج نطاق السيطرة . وحتى يستطيع البلد الخروج من المعضلة القائمة يجب أولا معرفة الأسباب التي ساعدت على ظهوره ومن ثم الانتقال إلى وضع حلول منطقيه صحيحة قادرة على معالجته بشكل نهائي .. في هذا السياق أجرينا استطلاعا مع عدد من السياسيين والكتاب وخرجنا بالحصيلة التالية .. إلى التفاصيل :

خطة شاملة بداية يقول المحلل السياسي الدكتور / محمد جميح أن الأسباب كثيرة ومتشابكة مثل الخلل الأمني والقصور الاستخباراتي في تتبع هذه العناصر وعدم وجود استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف يدخل فيها الثقافي والسياسي والديني والأمني والعسكري. إلى جانب الفقر والجهل و القصور في دور المسجد . وكل هذه أسباب تغذي موجات التطرف والعنف والإرهاب . مشيرا إلى أن الحل يكمن في استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرف والغلو والإرهاب يدخل فيها المسجد وقسم الشرطة والتلفزيون والقصيدة … وغيرها من العوامل الاخرى . استغلال الفقراء أما الكاتب والباحث / عبد الرحمن غيلان فقد بدأ حديثه بسرد قصة أوضح فيها مقدرة الارهاب على جر الشباب للوقوع في براثينه وذلك من خلال استغلال الفقراء منهم بتحقيق مطالبهم ورغباتهم . وقال : دوماٍ يعتقد مدعو الوصاية على ديننا الحنيف أن الرغبة هي مفتاح الوصول لكل شيء حتى الموت .. ومعهم الحق الكثير بذلك .. لكنهم يسعون لتنفيذ ذلك بأبشع صوره .. حين يختصرون الجنة ومتعة خلودها في أشلاء لا تضيف للإسلام شيئاٍ بل ترهقه تعقيداٍ وتشويهاٍ ونكالاٍ بأجمل ما فيه . مشيرا إلى أن هذا الانفعال والتأثر به يعتمد على الفقر لدى الشريحة الأكبر من الشباب وضعف التلقي الديني لديهم وعدم شعورهم المبكر بحقيقة ما يحدث حولهم .. حين يعتقدون أن كل من أطلق لحيته وقصر ثوبه فهو الملتزم أخلاقياٍ واعتقادا بالدين الحق . وقال غيلان : حين نعيد النظر في كثير من قيادات الجماعات الإرهابية محلياٍ وعربياٍ ودولياٍ .. نجدهم يتناسلون من فكرة عقيمة .. وفهم خاطئ للإسلام ونصوصه .. وخريجي أمراض نفسية واضطرابات روحية .. ليجدوا في مناخ العنف زاداٍ يلهمهم الاستمتاع والعبث بالآخرين كما يرون .. وتصفية حسابات قوى من قوى أخرى لمصلحة دنيوية لم تعد خافية على أحد .. لافتا إلى أن القاعدة وكل الذين يقفون وراءها ويقللون من خطرها على النسل والحرث وكل شيء حي وجميل هم لا يقلون خطراٍ عنها .. بل هم قنابل موقوتة تهدد السلام الممتد من قلوب البسطاء إلى عرش السماء. وأوضح أن الحل يكون من خلال سعي الحكومات والجهات المختصة ورجال الأعمال إلى احتواء الشباب وخلق مناخات رحبة لفهم الدين الحقيقي .. ثم رعايتهم والأخذ بيدهم في إتاحة فرص عمل كفيلة أن لا تدعهم نهباٍ لأفكارُ هزيلة يندفعون إليها لتغطية عجزهم عن مواجهة متطلبات الحياة . مشيرا إلى واجب ودور العلماء الكبير والعظيم في تبيان موقف الإسلام ورحمته وسماحته وتخليه عن مسميات هذه العناصر المارقة .. فالجميع ينتظر من العلماء الأجلاء أن يوضحوا للشعب كافة خطر هؤلاء المتفيقهين .. وأن الإسلام منهم براء . تأهيل وتدريب بدوره يقول الناشط السياسي / علي الجلعي أن الارهاب أفه خطيرة جدا على المجتمع وليس له حدود وأصبح خطرا على العالم بأسره .. وأسباب تنامي الأعمال الإرهابية في اليمن هو بسبب موقعها الجغرافي أولا حيث يسهل تسلل الإرهابيين إلى اليمن وضعف الأجهزة الأمنية وقلة الإمكانيات فيما يتعلق بمكافحة الارهاب فلا زالت الأجهزة الامنية تعمل بالطريقة التقليدية إلى جانب تضارب عمل الأجهزة الامنية وتداخل الاختصاصات وعدم وجود التنسيق المتكامل في تبادل المعلومات بين الأجهزة بصورة عاجلة وباستخدام التقنية الحديثة .. إضافة الي تركيبة المجتمع اليمني وغياب دور بعض مؤسسات الدولة .. واستغلال بعض القبائل من قبل الارهابيين وجرهم إلى مناصرتهم والتستر عليهم . مشيرا إلى أن الجهل هو السبب الأكبر والأهم في تنامي الارهاب حيث تقوم الجماعات الإرهابية باستغلال عواطف الناس وتبث أفكارها تحت مسمى الاسلام . وأكد الجلعي أن الحل يكون في تعزيز بنية الدولة وتطبيق النظام والقانون على الصغير والكبير والقضاء على الجهل والفقر وتوعية الناس بمخاطر الارهاب . والعمل على نزع الأسلحة الخفيفة والثقيلة من كافة فئات المجتمع ومنع انتشارها .. إلى جانب عمل حزام أمني قوي يحمي حدود البلاد البرية والبحرية والجوية وتدريب وتأهيل رجال الأمن وتزويدهم بالمعدات والوسائل الحديثة . مفهوم القناعات من جانبه يقول الكاتب والصحفي / هايل المذابي : لكي نعرف أسباب تنامي الأعمال الإرهابية علينا أولاٍ أن نصدق أن المعركة في البداية والنهاية كانت ومازالت معركة فكر وليس سلاحا ولم يكن استخدام السلاح فيها سوى من أجل حماية هذا الفكر الذي تعتنقه هذه الجماعات ومحاولة لفرضه على الآخر ولأجل ذلك يلزمنا الحديث عن مفهوم القناعات وأنواعها ويمكن تقسيم القناعات إلى ثلاثة أنواع : الآراء , القناعات , العقيدة .. وقبل هذا يمكن تقديم تشبيه بسيط يجيب على سؤال : كيف تصبح الفكرة قناعة ¿! يمكننا أن نمثل الفكرة على أنها ترس الطاولة ” سطحها ” دون أرجلها ,وبذلك نستطيع أن نتصور بوضوح كيف أن الفكرة لا تصل إلى مستوى القناعة في مدى اليقين بها وكلما كانت المستندات(أرجل طاولتنا الإدراكية) التي تسند الفكرة (سطح طاولتنا الإدراكية ) كلما اشتدت قناعتنا وعقيدتنا بها وهكذا ينشأ الإرهاب ويتطور وتصبح المسألة حياة أو موتا في سبيل ما نؤمن به ونعتقده . وقال : أن أنواع هذه القناعات الرأي وهو أمر نشعر نسبياٍ به , سوى أن هذا اليقين يبقى مؤقتاٍ .إذ أن من الممكن له أن يتغير بسهولة . فترس طاولتنا الإدراكية تسنده أرجل مرجعية مقلقة لم يتم تمحيصها ,وربما كانت تقوم على مجرد انطباعات لا غير فالآراء قابلة للتحول خلاف الحقائق , وهي تبنى عادة على مرجعيات قليلة يركز عليها المرء في لحظة ما من لحظات حياته , أما القناعة فهي تتكون حين نبدأ في تطوير المزيد من المرجعيات المساندة ,خاصة المرجعيات التي تسندها عاطفة جياشة. وهذه المرجعيات تعطينا شعوراٍ شديداٍ باليقين بشيء ما. غير أن علينا أن نؤكد ,أن هذه المرجعيات قد تكون بأشكال متنوعة بحيث تشمل تجاربنا الشخصية والمعلومات التي استقيناها من مصادر أخرى ,بل وحتى أشياء تخيلناها بشفافية . ونوه بأن الناس الذين يحملون قناعات لديهم مستوى قوي من اليقين .بحيث أنهم يصبحون مغلقين أمام الاقتناع بمعلومات جديدة. غير أنك أن استطعت التواصل مع هؤلاء الأشخاص والتواؤم معهم فقد تستطيع التغلب على هذا الانغلاق بحيث تدفعهم إلى التساؤل حول مرجعيتهم , وبذلك يتقبلون معلومات جديدة . وهذا من شأنه أن يخلق قدراٍ من الشك بحيث تهتز مرجعياتهم القديمة مما يتيح المجال لقناعات جديدة . مراحل متدرجة وتابع المذابي فكرته قائلا : أما العقيدة فهي تتغلب على القناعة , وذلك لأن الناس يربطون فكرة ما بقوة عاطفية جديدة .فالشخص الذي يحمل عقيدة لا يكتفي بالإحساس باليقين بها بل يغضب إذا وضعت هذه العقيدة موضع التساؤل , وهو لا يقبل أن توضع مرجعياته موضع التساؤل ولو للحظة واحدة فالمتعصبون على مدى التاريخ يتمسكون بما يعتقدون به إلى حد الهوس بحيث أنهم يبدون استعداداٍ للقتل دفاعاٍ عن قناعاتهم وهذا هو ما دفع كثير من الناس أيام الحكم الإمامي في اليمن الشمالي حينها ” بالتقطرن ” احترازاٍ من الجن بناءٍ على توجيهات الإمام ,وهو نفسه ما دفع مجموعة من الناس الذين يعيشون في غايانا لدس السم لأطفالهم في شراب الكول إيد لقتلهم ثم تناوله هم أنفسهم بناءٍ على توجيهات مهووس أطلق على نفسه صفة المسيح هو ” جيم جونز ” تماما مثلما يؤمن الإرهابي أنه على حق حين يقتل من أجل عقيدته التي يتمسك بها . وأشار إلى أن التمسك بالعقيدة بهذا الشكل يصبح أمراٍ حاسماٍ بالنسبة لبقاء الإنسان وحياته . وقد يكون هذا أمراٍ خطراٍ , إذ أننا أن لم نكن نبدي أي رغبة في التفكير باحتمال أن تكون قناعاتنا غير صحيحة فإننا سنقع في فخ التصلب الذي قد يؤدي بنا في النهاية إلى الإخفاق , ومن الأفضل للإنسان أن يكون مرناٍ في قناعاته بعض الأحيان . وقال في ختام حديثه : ذاك ما أعتقده حول مسألة وجود الإرهاب وهو ذاته ما أعتقده أيضا في محاولة تفادي هذه الظاهرة أي أن الإعلام بجميع وسائله المختلفة قد يصنع تغييراٍ كبيراٍ في هذه المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب حين يتم ترشيده والأمر يحتاج إلى وقت كاف من أجل ذلك لأنه حتى أنجع العلاجات والأدوية ليس لها القدرة على إبراء المريض من سقمه إلا من خلال مراحل وتدرج .