تشهد الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر اجراؤها في شهر مايو القادم استعدادات وترتيبات مختلفة ومحصورة بين مرشحين فقط الأول قائد الجيش السابق المشير عبدالفتاح السيسي والثاني حمدين صباحي ممثل التيار الشعبي الذي سبق وأن ترشح في الانتخابات الرئاسية السابقة وحاز على المرتبة الثالثة. حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن السيسي هو من سيفوز في الانتخابات المرتقبة كما تشير تلك التقديرات إلى أنه في حالة انسحاب المرشح المنافس له صباحي سيشكل ذلك احراجا سياسيا لتلك الانتخابات من ناحية وللديمقراطية المصرية من ناحية أخرى خصوصا وأن العملية الدستورية القادمة ستجرى في ظل غياب قوى سياسية كان لها حضورها وتأثيرها في الشارع السياسي المصري. وبالتالي فإن أهمية العملية الانتخابية في مصر بالمرحلة الراهنة تتركز حول تسوية الأوضاع السياسية الداخلية حيث من المحتمل أن القوى التي صوتت في الانتخابات الرئاسية السابقة للرئيس المعزول محمد مرسي ستكون بين خيارين بحسب مراقبين إما مقاطعة الانتخابات وذلك بالتأكيد شيء معيب للديمقراطية المصرية أو التصويت للمرشح حمدين صباحي الذي يتنافس مع المشير عبدالفتاح السيسي صاحب الحظ الأوفر حيث سبق وأن أكد أنه يمثل ثورة 25 يناير ومطالبها وأهدافها المتمثلة بالعدالة الاجتماعية للديمقراطية كما اعتبر أيضا الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بمرسي ثورة متممة ومصححة لثورة يناير. وليس هناك أدنى شك بأن اللجنة الرسمية المعنية بإدارة الانتخابات في مصر على قدر عال من المسؤولية في تسيير تلك العملية بما يضمن شفافية الانتخابات ونزاهتها وذلك سمة بارزة في الديمقراطية المصرية إلا أن ذلك الأمر يتطلب عامل المشاركة السياسية ليكون بشكل أوسع وأشمل حتى تكون المنافسة حقيقية وبما يتيح الفرصة لإجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة. وإن كانت كل المؤشرات السياسية الراهنة تظهر فرصة السيسي أكثر بالنظر لقاعدة التحالفات السياسية المؤيدة له الأمر الذي يجعل مصر أمام مرحلة جديدة لإنهاء التوترات الداخلية وإظهار واقع سياسي جديد تستطيع مصر من خلاله تجاوز أزمتها الراهنة كأمر يتوقف على وحدة مصر الوطنية وتماسك جبهتها الداخلية وتقوية مؤسستها العسكرية كضمانات رئيسية لتطبيع الأوضاع السياسية والاقتصادية خاصة ومصر في المرحلة الراهنة تحتاج إلى تضافر الجهود وحشد الطاقات من قبل كافة القوى السياسية كدولة كبيرة ومهمة في الشرق الأوسط تأثيرها لا يتوقف عند نطاقها الجغرافي فحسب بقدر ما يشمل المحيط المجاور لها وذلك يتطلب في كل التقديرات أن تكون الانتخابات الرئاسية المصرية بغض النظر عن المتنافسين فيها أو المختلفين معها لصالح أمن واستقرار مصر.