الرئيسية - عربي ودولي - المصالحة الفلسطينية.. الخيار الصحيح
المصالحة الفلسطينية.. الخيار الصحيح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عبدالملك السلال – عادت إلى الواجهة مؤخرا القضية الفلسطينية بكل أبعادها والمشمولة بمحاولة إعادة اللحمة الفلسطينية وتوحيد الصف وذلك إثر موت سريري لمسار التفاوض وفشله التراكمي مع اسرائيل دام لعقدين من الزمن تراجعت خلاله الاستحقاقات الفلسطينية المشروعة الى ادنى مستوياتها بفعل * ثالوثية * الاحتلال الاسرائيلي القتل والترانسفير واستلاب الارض .. وهي في الاجمال معاقبة شعب يتوق للحرية والتخلص من براثن الاحتلال . ويتنظر الفلسطينيون بكافة اطيافهم نتائج الحوار بين حركتي فتح وحماس والخروج من المأزق الذي جزأ اصلا المجزأ نفسه ووسع نفق الانقسام بين اخوة النضال مما شكل فرصة سانحة لاسرائيل كي تعزف على هذا الوتر الحساس لتنكئ الجرح الفلسطيني بفيروس الانقسام .. ومن هنا تبرز فكرة احياء الحوار الفلسطيني – الفلسطيني بثوب جديد تجري الترتيبات بين حماس وفتح لانعقاد جولاتها المرتقبة . وستكون تحت المجهر بالتاكيد نظرا للظرف الحاد الذي تنعقد فيه .. وذلك بالنظر إلى مستوى تراجع القضية الفلسطينية إلى ادنى حدودها ومسلسل الضعف التي مرت به على كافة المستويات بحيث تواجه الاستحقاقات الفلسطينية تحديات عديدة لم تفلح معها سياسة التفاوض مع إسرائيل في إحداث أي خرق وباي اتجاه يذكر . وفي حال نجاح حوار المصالحة وهو ماينبغي بكل السبل . فهو يمثل بالتاكيد مرحلة جديدة للشعب الفلسطينى. قد يؤدي الى اجراء انتخابات حرة ستسفر حتما عن إيجاد مؤسسات تعنى بإدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي من مركز موحد وقوي ومتماسك .. الامر الذي يشكل مخاوف لسلطة الاحتلال والتي من جانبها ستسعى بكل ماتملكه من اوراق ضغط لتخريب جولات المصالحة الوطنية الفلسطينية. وبالرغم من أن الواقع العربي يمر باسوأ حالاته وتتلاطمه امواج بحر هائج إلاö إنه سيرحب ويرتاح للمصالحة الوطنية لما هذه الخطوة من أهمية خاصة لها إبعادها والكاسب – الوحيد فيها هو الشعب الفلسطيني الذي يأمل بدوره – في أن تثمر المصالحة عن انبثاق – حكومة ومؤسسات تشريعية – تعمل على صياغة حياة كريمة لمواطنيها وتستطيع معها مقارعة الحصار وجيش الاحتلال بوسائلها المشروعة التي تنطوي في محور الدفاع عن النفس وهذا أفضل مايمكن أن يحدث للملف الفلسطيني بعد عقود من الجمود والخلافات الداخلية. ومن هذا المنطلق فإن خطوات المصالحة الفلسطينية يفترض بها أن تقلع الآن بخطوات أولية مطلوبة من قبل مختلف الأطراف الفلسطينية لاستعادة الثقة المتبادلة التي خدشتها فشل الحوارات السابقة – وهو ما يفترض معه تهيئة المناخ الداخلي عبر مجموعة من الإجراءات المطلوبة مابين رام الله وغزة وصولا للتأسيس لعملية حوارية جدية يستحسن ان تحظى برعاية الجامعة العربية. لجهة فتح باب الدعم العربي اللازم لصمود الشعب الفلسطيني أمام سياسة العقوبات التي ستلجأ اليها حكومة نتياهو في الفترة المقبلة. إن الوحدة الوطنية تمثل الآن مهمة سامية وعظيمة تنتظر الجميع في الساحة الفلسطينية لترميم الجراح وبلسمتها وليس لنكئها ومن أجل فتح الطريق أمام تطوير صمود الشعب الفلسطيني والانتقال في معركته الوطنية والسياسية باتجاه تجاوز مشاريع الاحتلال المتلحفة بالغطاء الأميركي. وحري بكل فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف انتماءاتها الأيدلوجية ومهما كانت توجهاتها وبرامجها أن ترجع إلى مرفأ الذاكرة فستتذكر صورا من مختلف مراحل النضال والمقاومة ضد الاحتلال والاستعمار ” الكولونيالي ” لعلها تنعش حقيقة أن النزال هدف التحرير والخلاص من الاحتلال لن يتحقق إلا بوضع الخلافات الثانوية بين أبناء الوطن الواحد المنضوين في حركات النضال والمقاومة الوطنية جانبا وأن يركزوا على القضية الرئيسية للشعب الفلسطيني المتمثلة في انتزاع الحرية من براثن الاحتلال الإسرائيلي ذلك أنها أي ” الحرية” لا توهب 00 بل تنتزع عبر المقاومة المشروعة التي كفلتها مواثيق الأمم المتحدة ونواميس البشرية 0

[email protected]