الرئيسية - عربي ودولي - ملايين من أطفال العالم ضحايا الحروب والصراعات
ملايين من أطفال العالم ضحايا الحروب والصراعات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دوي المدافع يكاد يصم آذانهم وأزيز الطائرات يروع قلوبهم ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينهم كل يوم هذا ما يعيشه الاطفال خاصة في مناطق الحروب والصراعات كفلسطين والعراق – ولبنان والسودان واليمن– وغيرها من بلاد المسلمين أما إخوانهم من الأطفال فيشاهدون على شاشات التلفاز نقلاٍ حيٍا لفصول الحرب والدمار. وتفجر الحروب لدى الأطفال – لاسيما الصغار منهم – أزمة هوية حادة فالطفل لا يعرف لمن ينتمي ولماذا يتعرض لهذه الآلام أما الأطفال الأكبر (الفتيان ) فيجدون أنفسهم وقد أصبحوا في موقف الجندية عليهم الدفاع عن أنفسهم وذويهم ولو عرضهم ذلك للخطر وحتى إذا لم يفعل الأطفال ذلك فإنهم يجدون أنفسهم في حالة من التشرد والفقر تفوق قدرتهم على الاستيعاب خصوصٍا على التعبير الجيد عن المشاعر والرغبات مما يغذي مشاعر دفينة تظهر في مراحل متقدمة من أعمارهم في صور عصبية وانطواء وتخلف دراسي وغيرها من الأعراض.. وفي ظل هذا العالم المليء بالحروب والصراعات والمتاعب يعيش الأطفال حياة استثنائية وغير عاديةº يتنقلون من معاناة إلى أخرى ومن مأساة إلى مأساة. وفي الوقت الذي بلغت فيه تكلفة جهود الحرب الأميركية في أفغانستان والعراق 15 مليار دولار شهريٍا مازال الإعلام البريطاني والاميركي يطالعنا بحقائق وتقارير يِنúدى لها الجبين حول أطفال يقتلهم الفقر وتفسد حياتهم الحروب.. ويشهد العالم اليوم مشكلة كبيرة ذات عواقب مأساوية فهناك ملايين من أطفال الشوارع يعيشون منعزلين يعانون من سوء التغذية منذ ولادتهم يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة أطفال يعيشون على السرقة والعنف أطفال لا يبتسم لهم أحد ولا يخفف آلامهم أحد ومع نمو المدن الكبيرة يتكاثر عدد أطفال الشوارع كما يكبر الحرمان الذي يولد الإحباط والعنف وكل البلدان المتقدمة والنامية تواجه هذه المشكلة دون التصدي لها بشكل كاف.. إن أخطر آثار الحروب على الأطفال ليس ما يظهر منهم وقت الحرب بل ما يظهر لاحقٍا في جيل كامل ممن نجوا من الحرب وقد حملوا معهم مشكلات نفسية لا حصر لها تتوقف خطورتها على قدرة الأهل على مساعدة أطفالهم في تجاوز مشاهد الصراعات والحروب. وذكرت إحصاءات اليونيسف أن حروب العالم قتلت مليوناٍ طفل ويتمت مثلهم وأصابت 4.5 مليون بالإعاقة وشردت 12 مليوناٍ وعرِضت 10 ملايين للاكتئاب والصدمات النفسية الجزء الأكبر من هذه الأرقام يقع في بلدان العرب والمسلمين. وإذا ابتعدنا عن مآسي العالم الثالث نجد في قلب العالم الصناعي المتطور أطفالاٍ يعملون في مختلف المهن والحرف عوضاٍ عن الذهاب إلى المدرسة وحسب إحصاءات مكتب العمل الدولي يوجد أكثر من (100) مليون طفل في العالم يعملون دون سن الخامسة عشرة خاصة في الدول النامية. وأظهر تقرير لمنظمة رعاية الأطفال “اليونيسف” حول أوضاع الأطفال في العالم عام 2006م أن انعدام الاستقرار وعدم المساواة هما أكثر أمرين دائمين يتسببان بإقصاء الأطفال عن الإحصاءات القومية وتجاهلهم وحرمانهم من الخدمات الاجتماعية والتنموية. وحسب التقرير فإن الأطفال ضحايا الإساءة والاستغلال والتمييز والمستبعدين من التعليم والصحة والخدمات الحيوية الأخرى تتغاضى عنهم جهود التطوير الدولية التي يمكنها أن تحسن حياتهم وإمكانياتهم بشكل كبير. وفيما يتعلق بقدرة المجتمعات في أفريقيا والشرق الأوسط على مواجهة التحديات التي تعرض حياة الأطفال للخطر أشار التقرير إلى أن نسبة الوفيات تحت سن الخامسة لا زالت مرتفعة في العراق واليمن والسودان وجيبوتي. وبالنسبة للتغذية نوه التقرير بأن سوء التغذية يعد هما عظيما في دول مثل مصر والمغرب وشدد على أنه ما لم تبذل الجهود المركزة فإن المنطقة لن تتمكن من تحقيق هدف تقليص عدد الناس الذين يعانون من الجوع بحلول عام 2015م.. ففي فلسطين دماء وجراح وآلام….. كلمات تلخص حياة الطفل الفلسطيني الذي مازال يعاني من ممارسات الإرهاب الإسرائيلي منذ أكثر من تسعة وخمسين عاما عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء لكنه استطاع أن يصبح رقما صعبا في معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني بعد أن فجر بسواعده التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشرية في وجه قوة محتلة خلال القرن العشرين. وفي بلاد الرافدين يعاني أطفال العراق من الحرمان والنقص الكبير في الخدمات الصحية والتعليمية وسوء التغذية نتيجة لتوالي الأزمات والحروب والصراعات الداخلية والفساد السياسي المستشري على نطاق واسع والتي انعكست تأثيراتها السلبية على براعم العراق وحولتهم إلى فريسة سهلة للإمراض أو متسولين على قارعة الطرق بينما عانى غيرهم من نقص التعليم والاستغلال والعمل القسري. وذكرت منظمة في تقرير لها أن أكثر من 360 ألف طفل يعانون من أمراض نفسية وأن 50% من طلبة المدارس الابتدائية لا يرتادون مدارسهم و40% منهم فقط يحصلون على مياه شرب نظيفة. أما في لبنان فقد أشارت جماعة “إنترناشيونال ميديكال كوريس” الأميركية إلى أن الأطفال اللبنانيين سيواجهون مشكلات صحية ونفسية خطيرة في الأشهر القادمة بسبب الحرب التي كان ثلث قتلاها وجرحاها من الأطفال ورصد أطباء الجماعة تغيرات سلوكية سلبية على أطفال لبنان في مناطق الحرب أما منظمة اليونيسف فقد أكدت أن الأحداث المروعة التي شهدها لبنان تركت آثارٍا بالغة في نفوس الأطفال وأن آثارٍا خفية عن الأنظار بدأت تظهر عليهم وتوقعت المنظمة عودة أمراض الإسهال والرئة وشلل الأطفال والحصبة بين أطفال لبنان الذين شردتهم الحرب. وفي جنوب السودان ادى الصراع على السلطة إلى نزوح 400 ألف طفل مع عائلاتهم و وصل عدد من يحتاجون الإغاثة إلى ثلاثة ملايين شخص وتعطل حياة ملايين الأطفال هناك بسبب الصراع الدموي الذي تشهده هذه الدولة الإفريقية الحديثة. وأعلنت المتحدثة باسم منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونسيف” ميريكسي ميركادو في جنيف عن نداء إنساني لتوفير مبلغ يصل إلى 2.2 مليار دولار خلال العام الحالي لتخصيصه لمساعدة ما يقرب من 85 مليون شخص منهم 59 مليون طفل 40% منهم في سوريا والمنطقة يواجهون الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى في 50 بلداٍ. أطفال العراق يعانون الحرمان وفي اليمن الذي تواجهة تحديات جمة تشغل كاهله يعاني قرابة مليون طفل منهم سوءا حادا في التغذية وبحسب تقرير اليونيسف فإن اليمن يعد ثاني اعلى بلد في معدلات سوء التغذية هذه الأرقام المفزعة تسلط الضوء على كارثة إنسانية عربية تحتاج إلى تكاتف الجهود من أجل سد رمق هؤلاء الأطفال. وفي الصومال الصورة ليست ترجمة فقط لواقع المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفاله وحجم الجهود التي لا ترقى إلى مستوى المعاناة الإنسانية بقدر ما تؤكد واقع ما خلفته الآلة الحربية وحجم رهان الصراع بين المتمردين والسلطة.. وهو مشهد يعيد إلى الواجهة حجم المعاناة التي يتخبط فيها الصومال منذ نحو ربع قرن في ظل غياب الاستقرار السياسي وحالة الجفاف شبه المستديمة وارتفاع أسعار الغذاء مما زاد من عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية على غرار باقي أنحاء القرى الأفريقية حيث يموت أطفال في ربيع العمرعلى مرأى ومسمع عيون العالم. ولا يختلف الوضع في افغانستان حيث لم تْبق الكوارث والمآسي والحروب والتدخلات الخارجية لأطفال أفغانستان ما يعيشون طفولتهم من خلاله مئات الآلاف منهم وربما الملايين يعيشون حياة قاسية وسط مشكلات ومصاعب لا تزال كبيرة حرمانَ من التعليم وأوضاعَ صعبة تدفع بل وتجبر الأطفال على حمل الأثقال ومشقة العمل والصعاب لتوفير العيش لذويهم بدلاٍ من حمل الأقلام وأدوات الدراسة التي تفتح لهم آفاق الحياة. ويعيش أكثر من ربع أطفال العالم البالغ عددهم الاجمالي بليوني طفل في الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي أي م يمثلون أكثر من 40 % من السكان. ويعيش هؤلاء الأطفال في دول غنية وفقيرة في أكثر من قارة. وتشير الإحصائيات إلى أن الـ600 مليون طفل الذين يعْدهم العالم الإسلامي يواجهون تحديات ضخمة – من الفقر والأمراض إلى نقص فرص التعليم والحماية – تتطلب عناية خاصة. وقد كشفت منظمة الصحة العالمية منذ شهرين أن أكثر من 18 مليون طفل في أوروبا دون سن الخامسة عشرة يعانون من سوء المعاملة كل عام وأن 852 طفلاٍ يموتون سنوياٍ جراء سوء المعاملة. ويؤكد خبراء أن الواقع الراهن للطفل العربي الذي بالأساس هو عماد المستقبل لمجتمعه وبلده لا يدل بل لا ينبئ بالخير فالأجيال تنمو على العنف وفقدان أبسط الحقوق وهي الرعاية داخل الأسرة وحنانها لتأتي التفرقة الاجتماعية وتحطيم الآمال بالماديات بعيدا عن الرعاية الثقافية وكذلك الصحية سواء النفسية أو الجسدية. فالطفل العربي لا يشعر بالأمان والاستقرار في البيت والوطن.