الرئيسية - فنون - تعرضت للتهديدات بالقتل والنفي حتى أثبت جدارتي وتألقت بالغناء
تعرضت للتهديدات بالقتل والنفي حتى أثبت جدارتي وتألقت بالغناء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الفن موهبة وباب للترزق ولولا الظروف المعيشية الصعبة لما دخلته !!

نجيبة أحمد فنانة لمعت في سماء الإنشاد والفن الشعبي , استثمرت موهبتها في مناسبات الأعراس والاحتفالات والمناسبات الدينية وغيرها , كغيرها من الفنانات الشعبيات .. واجهت صعوبات جمة على المستوى الاجتماع والوسط الفني والوضع الاقتصادي , إلا أنها استطاعت أن تتغلب على كل تلك الظروف العائقة لموهبتها الفنية وحققت شراكة فنية ناجحة مع عدد من الملحنين والشعراء .. تفاصيل عديدة في هذا اللقاء .. نتابع:

* هل لك أن تطلعينا عن بداية مشوارك الفني والصعوبات التي واجهتك ¿ – منذ نعومة أظافري وأنا أحب الاستماع إلى الأغاني التراثية الأصيلة ورموز الفن اليمني كأمثال الفنان القدير محمد حمود الحارثي و محمد سعد عبد الله وأمل كعدل وأيوب طارش والسمة وفؤاد الكبسي وغيرهم من نجوم الفن اليمني , فكنت أكتب كلمات أغانيهم وأحفظها ثم أتغنى بها , فسمعتني إحدى المنشدات في الحي وكانت دائما ما تحيي المناسبات الدينية والفرائحية , فأشادت بصوتي وطلبت مني الانضمام معها إلى فرقتها لاستثمار موهبتي ومن جهة أخرى مردود مادي كمهنة إزاولها . مقامات الإنشاد * إذاٍ بدايتك كانت في الإنشاد والموشحات الدينية ¿ – نعم , وكما تعلمون أن اليمن تشتهر بالموشحات والأناشيد ذات الطابع الديني بألوانها المختلفة كالصنعاني والحضرمي واليافعي وغيرها من الألوان الأخرى التي تحمل سمات مختلفة بحسب المكان والبيئة بكلماتها البديعة لما تحويه من كلمات ملتزمة ونصائح أخلاقية مؤثرة تعلم السماحة والإخلاص والإيمان بترانيم روحانية عذبة تحاكي الوجدان وتهذب الذوق والنفس , ولهذا حرصت على تعلم ذلك الأمر الذي فتح أمامي العديد من المجالات الفنية ومعرفة مقامات هذا الفن المختلفة كمقام الصبا – النهاوند – العجم- البيات- السيكا – الحجاز- الرست و مقام الكرد. بوابة الفن * وكيف انتقلت إلى عالم الفن والغناء ¿ – كانت البداية مع الأغاني الثورية في حضور احتفالات وكرنفالات وطنية كالاحتفال بعيد الوحدة وثورتي سبتمبر وأكتوبر ويوم الاستقلال حيث تغنيت بيوم الوحدة بالأغنية المعروفة بصوت الموسيقار أحمد قاسم والفنانة الكبيرة أمل كعدل: الوحدة اليمنية .. الوحدة اليمنية يا شعبي أغلى انتصار .. الوحدة اليمنية يا شعبي هي شمس النهار في سمانا تنبع انوار في طريقنا في طريقنا تفرش ازهار وتعلي رايتنا شعبي مجد وازدهار .. وغيرها من الأغاني الوطنية والثورية حتى بدأ الناس يطلقون علي لقب فنانة وكثرت الدعوات لي لإحياء المناسبات الفرائحية والتي لا بد على الفنان فيها أن يكون ملما بمختلف الألوان الغنائية. يتبرأون مني !! * هل نجاحك اليوم ,, دليل على دعم أسرتك ومحيطك لدخولك هذا المجال الفني ¿ – من قال ذلك ¿ لم يدعمني أحداٍ , بل حطموني بكل ما تعنيه الكلمة وقالوا أن المجال الفني هو إهانة لكل من دخله وإن لم أعزف عن هذا المجال فسيتبرؤون مني إلى ذلك تعرضت لمختلف التهديدات من الأهل والأقارب بالقتل والنفي والعزل من المنطقة , حاولت أن أقنعهم مرارا بأن كل شخص يمثل نفسه في هذا الوسط , وكما هو بالنسبة لي موهبة هو مصدر رزق لي ولأسرتي , وبعد إن فتح باب الرزق لي في هذا المجال ألحقت إخوتي في أفضل الجامعات والمدارس واشتريت لوالدي سيارة وفتحت له مشروعا صغيرا يستفيد منه , وها أنا أصرف على بيت أسرتي وزوجي , وبعد أن رأوا عائد هذا المجال بدأوا يحترمون مهنتي , غير أننا قررنا أن ننتقل من منطقتنا إلى حي آخر لنسلم من كلام الناس وأذيتهم التي منطلقها الحسد لا أقل ولا أكثر والشريف من شرف نفسه !! * الفن موهبة أم باب للترزق ¿ – الاثنان معا , وإن جئتم للواقع لو كنا نجد ما نسد به حاجتنا المعيشية لما دخلت فن ولا طرقت بابه ولا تحملت كلام الناس وتعليقاتهم القاتلة , لأنه مهما كانت التغيرات والتحولات إلا أن العقول لن تتغير عند الكثير لمن يمتهنون هذه المهنة خاصة إذا كانت امرأة في هذا المجال , فما إن يسمعون أن فلانة تغني يطلقون عليها لقب مزينة , فلا تكلموها ولا تحادثوها ولا تتعاملوا معها وكأنها أشركت وكفرت والعياذ بالله . نظرة قاصرة * هل يفتخر بك أبناؤك وأسرتك¿ – لا أدري .. حقيقة لا أدري * باعتقادك , ما سر هذه النظرة القاصرة للفنانات¿ – العادات والتقاليد المغلوطة والتقسيمات المجتمعية في مجتمعنا اليمني والفوارق الطبقية والجهل وغياب التوعية والتلاعب بالمصطلحات والمفاهيم وتفسيرها على الكيف , ولست وحدي من أواجه هذه الانتقادات , اسألوا أي فنانة فالواقع واحد !! سفيرة الغناء * شعراء أو ملحنون تعاملتي معهم ¿ – العديد من الشعراء أمثال الشاعر محمد عبد الله سيف وسلطان القدسي ومع الملحن القدير نبيل نايف في أغنية نبض القلوب والتي أديتها في الاحتفالية الوطنية التي حملت عنوان وحدة شعب بصنعاء في سياق احتفالات بلادنا بالأعياد الوطنية وأطلق علي الجمهور حينها بلقب سفيرة الغناء , غير إن حضوري الفني صار مركزا بشكل أكبر في حضور مناسبات الأعراس وهذا أخذني عن الظهور الاعلامي أو الظهور على الخشبة الفنية . التراث المهدد * الأغاني التراثية اليمنية في ظل الصيحات الغنائية الحديثة التي استهوت عقول الكثيرين ¿ ما مصيرها ¿ – في حقيقة الأمر حذر العديد من الكتاب والمؤرخين من هذا الأمر حيث ذكروا بأن الفن والفولكلور اليمني يتعرض اليوم إلى عدد من المخاطر التي من شأنها – في حالة عدم المواجهة – تقويض هذا الفولكلور وإفراغ الحياة منه وبعض تلك المخاطر : التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والقيمية التي عاشها اليمن منذ ثلاثين سنة بتهديد مباشرة أغاني العمل لدى المزارعين والحرفيين خاصة مع انتشار التقنيات الميكانيكية في كل المهن و الأغاني والألعاب الشعبية للأطفال باتت الآن جزءاٍ من ذكريات الماضي خاصة مع انتشار أفلام الكرتون التي تشد الأطفال نحوها ما أنساهم كثيراٍ من تقاليدهم الشعبية في الغناء والرقص الشعبي وبالذات في المدن بالإضافة إلى التسويق التجاري للكاسيت الذي يتضمن مواداٍ غنائية شعبية تؤدى من قبل محترفي الغناء خارج سياقها الاجتماعي ما تسبب في انتشار ظاهرة تشويه تلك الأغاني ونتج عنه اضطراب خطير في مكوناتها الفنية وختاما بما تتضمنه الأعراس اليمنية برامج فولكلورية تتضمن الأغاني والرقصات الشعبية كما تؤشر إلى التراتب الاجتماعي والفئوي في المجتمع المحلي بيد أن التغيرات التي تلازم الأعراس اليوم خاصة في المدن تهدد تلك البرامج بالانقراض. * كلمة أخيرة لك في نهاية هذا اللقاء ¿ – الفن مهنة مثل بقية المهن , فالفنانة لها رسالة مثل الطبيبة والمعلمة والإعلامية والناشطة .