وزارة الشباب تكرّم اللاعب حمدي اليرسي لإحرازه 3 ميداليات ذهبية في بطولة العربية للكونغ فو رئيس الوزراء يحيل قضايا فساد جديدة إلى النائب العام محافظ لحج يوجه المكاتب الحكومية بسرعة إنجاز وثائق مصفوفة المشاريع التنموية اليمن توقع على اتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية مع جامعة الدول العربية وزير الدفاع ومحافظ حضرموت يترأسان اجتماعًا للجنة الأمنية بالمحافظة وزير الدفاع يعقد اجتماعاً موسعاً بقيادة المنطقة الثانية ويفتتح مبنى المحكمة والنيابة العسكرية رئيس الوزراء يستقبل في عدن القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن وزير المالية يجدد التأكيد على مواصلة تأهيل الكوادر بمجالات الإصلاحات المالية وزير الخارجية يستعرض مع السفيرة الفرنسية مستجدات الأوضاع في اليمن والمنطقة رئيس الوزراء يستعرض مع مكتب الأمم المتحدة الـ(UNOPS) المشاريع الجاري تنفيذها
صـــقر الصنيدي –
” أريد أن أكون مثلها ” كانت أسوان وهي طالبة تخرجت من الثانوية في جعار محافظة أبين تتحدث لكاميرا فيلم وثائقي عن حلمها بعد طرد الإرهابيين من مدينتها وإنها تتوق أن تصبح مثل توكل كرمان الحائزة على نوبل للسلام وأن تشق طريقها للوصول إلى أفضل المراكز السياسية والاجتماعية . بعد مرور عامين على ما صرحت به الفتاة لا ندري أين تقف الآن وهل بدأت طريقها تتضح أم أن المعيقات عبثت بأفكارها لقد توصلت سارة جمال وهي باحثة في النوع الاجتماعي في مركز قياس الرأي العام أن الرجال يفرضون قيوداٍ على قريباتهم لمنعهن من أن يصبحن مثل تلك الناشطات السياسيات التي يظهرن بشكل متكرر في شاشات التلفزيون ويتخوفون من أن منح مزيد من الحريات للمرأة سوف يشجعهن على التمرد على العادات الاجتماعية وقد توصلت سارة إلى هذه النتائج بناءٍ على ما ردت به 500 امرأة و500 رجل في أمانة العاصمة وليس في مناطق بعيدة ولا يختلف الوضع تماماٍ في مدن أخرى ففي تعز عبر الرجال عن مخاوفهم من تأثير تمكين النساء على تقييدهن بالقوانين الأسرية مشيرين إلى أنه من الممكن أن تكافح النساء من أجل حقوقهن الأمر الذي قد يكون جيداٍ عندما يكافحن من أجل مزيد من التعليم والاستقلال المالي . وقالت سارة إنها توصلت في الدراسة التي أعلنت نتائجها قبل أيام إلى أن الوضع الأمني المتدهور والعادات والتقاليد شكلا العائق الأكبر أمام قيام النساء بدور سياسي أكثر نشاطاٍ . وقد أورد المشاركون في دراسة أصوات النساء في اليمن الجديد أمثلة للتأكيد على أن التدهور الأمني العائق الأول وذكروا حالات الاغتيالات التي تحدث وانتشار السلاح والعصابات في الطرق وزيادة التحرشات الجنسية والسرقات خاصة خلال الانطفاءات الكهربائية وغياب قوات الشرطة في المدن مثل الحديدة وهي إحدى المحافظات العشر التي استهدفت للتقييم وشملت ألف مشارك نصفهم نساءº وقالت عدد منهن إنه تم منعهن من الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية جراء المخاوف الأمنية . وذات المشاركون اتفقوا على أن المنتميات إلى أحزاب سياسية منذ فترة فقد شهد وضعهن تحسناٍ واضحاٍ عقب احتجاجا2011م وتمكنت بعضهن من إقامة منظمات خاصة واشتهرت بعضهن في وسائل الإعلام كما ساهمت أخريات في صناعة القرار السياسي ومع ذلك فقد قالت النساء في عدن وإب إن مظاهرات2011م أثرت على حياتهن سلباٍ وإنها قادت إلى سلسلة من الأزمات المتعاقبة وأثرت في نهاية المطاف على حياتهن بشكل سيء وتعتقد النساء في الحديدة وتعز أنه على الرغم من حرية التعبير إلا أنه لم يتغير شيء فيما يخص نساء اليمن وفي الحديدة على وجه التحديد قالت المشاركات إن اليمنيات ما يزلن كمن يدور في الرحى وإن الانجاز الوحيد الذي تحقق هو حصولهن على 30% كوتا في مؤتمر الحوار الوطني وأضفن أن حالة اليأس تنتابهن بشأن مستقبل البلد مشيرات إلى السياسيين الذين لم يتكمنوا في الماضي من حل المشاكل ولا الآن . وقالت سارة إن الرجال في تعز يرون أن أولويات المجموعات المناصرة لحقوق المرأة تعكس فقط أجندة غربية ولا تهدف إلا إلى تفكيك مؤسسة الأسرة ولم يقدموا سوى هذا التبرير بشأن عدم استساغتهم للمدافعات عن حقوق المرأة. فيما قالت نساء الحديدة إن المادفعات عن حقوق المرأة لا يهتمن إلا بالمشاركة السياسية للمرأة وهناك من ذهبن إلى أن الناشطات يستخدمن قضايا المرأة لمجرد تحقيق مصالح شخصية . ولم تتمكن أي مجموعة ممن تمت أخذ آرائهم من تسمية أي عضوة في مؤتمر الحوار وفي عدن وإب قال الكثير من المبحوثين إنهم لا يمتلكون تلفازاٍ ولهذا السبب لم يتمكنوا من متابعة الحوار الوطني وكانوا في أغلب الأوقات يستمعون إلى الإذاعات وفي صنعاء وتعز والحديدة قالت النساء إنهن لا يعرفن الكثير عن النساء المشاركات في المؤتمر وفي إب تساءلت النساء عن عدم وجود مهمشات في المؤتمر. وقلن إنهن أردن التحدث إلى الممثلات في مؤتمر الحوار إلا أنهن لم يحصلن على فرصة . ورتبت النساء خمس أولويات يفترض السير عليها وتصدر الأمن الأولوية الأولى وجاء الغذاء ثانياٍ وقالت النساء إنهن يعانين أكثر من الرجال حيث إنهم قادرون على الحصول على وجبات خارج المنزل بسبب العادات والتقاليد التي تتيح لهم ترك المنزل وتناول الوجبات الغذائية خارج المنزل مع أصدقائهم أما النساء فما عليهن إلا القبول بما يقدم لهن في البيت . الأولوية الثالثة كانت من نصيب الصحة واشتكت النساء القادمات من أماكن بعيدة عن المدن في عدن وإب والحديدة من وجود نقص في العيادات والمستوصفات في مناطقهن وعدم توافر لقاحات لهن ولأطفالهن في مناطقهن وتحدثت جميع المبحوثات عن الجمعيات الخيرية التي يقمن ببيع وسائل منع الحمل رغم أنها مجانية . وقال الرجال في تعز إن معالجة النساء لا تعد أولوية بالنسبة لأقاربهن الذكور في معظم الأوقات ومن المبررات المقدمة في هذا الصدد ارتفاع تكلفة التداوي وبعد المرافق الصحية والاستخدام الشائع للطب الشعبي وقالت نساء من أمانة العاصمة إن العادات والتقاليد ترغمهن على التعبير عن مشاكلهن الصحية لأن ذلك قد يدفع الزوج إلى البحث عن امرأة أخرى الأمر الذي يدفع المرأة إلى الانتظار وتفاقم المشكلة الصحية وانتشار المرض . وقال الرجال في محافظة إب إن الأقارب الذكور لا يأخذون قريباتهم إلى المراكز الصحية لأن الطاقم الطبي من الذكور . ثم جاء التعليم في سلم الأولويات وقال جميع المبوحثين من الرجال ماعدا واحد إنهم لا يمانعون الزواج من امرأة تفوقهم بالمستوى التعليمي وقال الآباء في تعز إنهم سيدعمون بناتهم لمواصلة تعليمهن العالي وتعليم زوجاتهم بحيث يساعدن أطفالهم في التحصيل . وجاءت النقل والطرق كواحدة من الأولويات وحملت النساء في عدن هذه المشاكل مسؤولية عدم حصولهن على الخدمات الأخرى كالوصول إلى المراكز الصحية ثم تأتي مشكلة الماء والكهرباء كواحدة من الأولويات التي تعيق تقدم النساء والمجتمع بصورة كاملة. وقالت النساء في أمانة العاصمة إنهن لا يشعرن بالأمان بالبقاء خارج منازلهن بعد الغروب بسبب الخوف مما قد يحدث لهن في الظلام . واستنتجت سارة جمال أنه لم يحصل أي تطور يذكر فيما يخص حقوق المرأة عقب الاحتجاجات الشعبية وتمثل الطبيعة الذكورية في المجتمع اليمني أكبر عقبة أمام تطوير حقوق المرأة وبينما يغيب الاهتمام لدى الساسة اليمنيين الذكور بشأن تحسين أوضاع المرأة. وبالنظر إلى تدني التأثير الممنوح لصناع القرار من النساء وفشل المدافعات عن حقوق النساء في تنظيم أنفسهن بشكل فعِال فإن إحراز تقدم فيما يخص تحسين ظروف معيشة النساء يظل أمراٍ صعباٍ .