الرئيسية - عربي ودولي - الأزمة الأوكرانية تنزلق نحو العنف والأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس
الأزمة الأوكرانية تنزلق نحو العنف والأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دخلت الأزمة في أوكرانيا مرحلة جديدة تنذر بخطر وشيك يهدد بتدهور الأوضاع وربما الدخول في حرب قد ينجر إليها أكثر من طرف بعد ان شهدت الأسابيع الماضية الأرضية لهكذا مخاوف بتعزيزات عسكرية وانفلات امني كبير في شرق البلاد اثر أعمال العنف في اوديسا واستمرار المواجهات بمدينة كراماتورسك وتأتي تواصل حدة الأزمة الراهنة في أوكرانيا التي تبعث مخاوف من تفكك البلاد وسط تحذيرات وقلق دولي من تدهور الأوضاع ووسط تبادل الاتهامات بين كيف وموسكو بتأجيج الأزمة الراهنة شرق البلاد … وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال الأوضاع في شرق أوكرانيا داعيا كل الأطراف إلى ضبط النفس. واعتبر بان كي مون في تصريح له أن تصعيد العنف وسقوط قتلى في مدينة سلافيانسك هو مؤشر واضح على مدى خطورة الوضع في هذه المدينة. ودعا بان كي مون جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتعبير عن عدم الرضا بالطرق السلمية لتجنب سفك الدماء.. كما أعرب رئيس بعثة المتابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأوكرانيا أرتورغول أباكان عن أسفه لسقوط ضحايا في أوديسا. وفي بيان نشرته المنظمة ودعا أباكان جميع الأطراف إلى “أقصى حد من ضبط النفس وتفادي إراقة الدماء وتسوية الخلافات بطرق سلمية” مؤكدا أن بعثة المتابعة تعمل لوقف التصعيد في أوكرانيا.. وأكدت روسيا أمس السبت أنها ستواصل ممارسة السياسة الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا وذلك بغض النظر عن الاستفزازات الغربية والأوكرانية مؤكدة في الوقت نفسه أن سلطات كييف تتحمل مسؤولية الأعمال الإجرامية في أوديسا وضالعة فيها في حين تتواصل اليوم السبت معارك أسفرت عن سقوط قتلى في شوارع مدينة كراماتورسك الأوكرانية حيث تجري قوات الأمن الأوكرانية عملية خاصة.. وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غاية القلق إزاء تطور الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا وتفسير الغرب لهذا التطور. وأفادت قناة “روسيا 24” الروسية بأن أشخاصا يرتدون بدلات عسكرية بدون علامات مميزة “يطلقون النار بلا تحذير على كل هدف متحرك” في كراماتورسك .. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية عن سيطرة أجهزة الأمن على المركز التلفزيوني في كراماتورسك بالإضافة إلى مبنى جهاز الأمن الأوكراني. بينما أكد أحد زعماء أنصار الفدرلة أن “لجان الدفاع الشعبي” تسيطر على مركز المدينة فقط.. وقتل 10 أشخاص وأصيب نحو 30 آخرين بجروح في مدينة كراماتورسك جنوب شرق أوكرانيا في اشتباك بين سكان محليين وعسكريين أوكرانيين مساء أمس الأول حسبما ما أفادت وكالة “نوفوسني” الروسية. من جهته أعلن مدير “مركز مكافحة الإرهاب” في كييف فاسيلي كروتوف مقتل 5 جنود وإصابة 12 آخرين في صفوف القوات المشاركة في العمليات العسكرية ضد أنصار فدرلة أوكرانيا بجنوب شرق البلاد.. وكانت الاشتباكات قد اندلعت في كراماتورسك مساء الجمعة بعد أن قررت قافلة من المدرعات الأوكرانية كانت محاصرة من قبل سكان محليين في أطراف المدينة اقتحام صفوف المحاصرين. وأسفر الحادث عن إصابة 9 أشخاص توفي أحدهم لاحقا بسبب جروحه.. وانتهت الاشتباكات في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود باشتعال النيران في مبنى نقابة العمال وأصبحت أسوأ تطور في أوكرانيا منذ الانتفاضة في فبراير الماضي.. ووقعت الأحداث الدامية في أوديسا في نفس اليوم الذي اتخذت فيه حكومة كييف كبرى خطواتها لتأكيد سيطرتها على مناطق الانفصاليين في الشرق بعدما أعلن الانفصاليون قيام “جمهورية دونيتسك الشعبية.. وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص قتلوا بينهم ثلاثة بالرصاص وأصيب العشرات في معارك لم يسبق لها مثيل بين أنصار لكييف ونشطاء موالين لروسيا. وانتهت الاشتباكات بحصار الانفصاليين في المبنى الذي اشتعلت فيه النيران. وأظهرت لقطات تلفزيونية قنابل حارقة تنفجر في جدران المبنى. شخصا على الأقل في الحريق ورفعت الشرطة عدد القتلى في المدينة أمس إلى 42 وهذا العدد من القتلى هو الأكبر منذ أن قتل نحو مئة شخص في الاحتجاجات على يانوكوفيتش.. وتعليقا على ما يجري في أوكرانيا أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف السكتير الصحفي للرئيس الروسي أمس السبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غاية القلق إزاء تطور الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا وتفسير الغرب لهذا التطور.. وأكد دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي في تصريحات صحفية أن السلطات الأوكرانية في كييف هي التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن الجريمة الدموية في أوديسا. وأضاف “السلطات في كييف تتحمل لا المسؤولية المباشرة فحسب بل وتعتبر ضالعة مباشرة في هذه الأعمال الإجرامية. ويداها ملطختان بالدماء مشيرا إلى أن كارثة أوديسا وقعت “بتغاض واضح ممن يعتبرون أنفسهم سلطة في كييف”. وتابع: “بتغاضيهم قام المتطرفون بإحراق الناس غير المسلحين وهم احياء. أشدد على أن هؤلاء الناس لم يكونوا مسلحين.. وأضاف يشير الممولون الغربيون للسلطات الأوكرانية دائما إلى أن قوات الدفاع الشعبي في جنوب شرق أوكرانيا مسلحة وتواجه كييف باستخدام الأسلحة. لقد فقدت روسيا تأثيرها على هؤلاء الناس. مثل أية دولة أخرى. لأنه لن يكون من الممكن إقناعهم بتسليم أسلحتهم ووقف المواجهة في ضوء وجود خطر مباشر على حياتهم.. كما أكد أن موسكو لا ترى أية نقاط مشتركة في مواقف روسيا والدول الغربية من الأزمة الأوكرانية مضيفا أن “أسباب ذلك تعود اما إلى عدم امكانية حصول الغرب على المعلومات الصحيحة أو إلى غياب الرغبة لديه في قبولها.. وأشار في الوقت ذاته إلى أن موسكو تفهم أن تسوية الأزمة الأوكرانية دون حوار مع الشركاء الأوروبيين أمر مستحيل.. ووصف هذه التصرفات بـ “السلوك غير المقبول وغير المفهوم الذي سيؤدي من الواضح إلى “استمرار تعميق النزاع في أوكرانيا.. وأضاف أن روسيا لا تعرف حتى الآن كيف سترد في حالة اشتداد المواجهة في أوكرانيا مذكرا أن الآلاف من سكان أوكرانيا يتصلون بموسكو ويطلبون مساعدة روسية.. وقال: إن موسكو لا تفهم كيف يمكن الحديث عن الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا بعد إجراء العملية التنكيلية في البلاد منوها في الوقت نفسه إلى أن من يؤيد السلطات الأوكرانية الحالية عاجز عن تبرير الأعمال الإجرامية للذين يعيشون في الجنوب الشرقي. وأعلن الرئيس الأوكراني المعين من قبل الرادا العليا (البرلمان) ألكسندر تورتشينوف الحداد العام لمدة يومين على ضحايا الاشتباكات بأوديسا وكذلك العملية الأمنية جنوب شرق البلاد. ونقل المكتب الصحفي للرادا عن تورتشينوف قوله إن “2 مايو أصبح بالنسبة لأوكرانيا يوما مأساويا ووقعت مرسوما بإعلان الحداد ليومين في أوكرانيا” مؤكدا أنه “ستتم معاقبة المسؤولين عن تنظيم هذه الأحداث”. ودعا تورتشينوف إلى “وقف أية مواجهات شعبية داخل البلاد” معتبرا أنه “علينا التوحد وبناء بلاد جديدة بصورة مشتركة حيث حياة وصحة ورفاهية كل أوكراني تصبح من أعلى القيم”. وفي وقت سابق أعلن في أوديسا نفسها الحداد لثلاثة أيام على ضحايا الحريق.