الرئيسية - عربي ودولي - أوكرانيا : بين تطورات الميدان وتعقيدات المباحثات الدبلوماسية
أوكرانيا : بين تطورات الميدان وتعقيدات المباحثات الدبلوماسية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

وسط محاولات جديدة للبحث عن حلول دبلوماسية للازمة الأوكرانية يسعى اليها اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في فيينا يزداد الوضع على الأرض سوءاٍ يوما بعد يوم حيث لاتزال المواجهات في شرق البلاد بين قوات الجيش الأوكراني والموالين لروسيا محتدمة ومهددة بانزلاق البلاد في الفوضى وخطر حرب اهلية لا تحمد عقباها وذلك غداة معارك اوقعت اكثر من 30 قتيلا في سلافيانسك التي يسيطر عليها موالون لروسيا بشرق البلاد في حين قبلت السلطات في كييف بالجلوس في اجراء جولة جديدة من المحادثات مع روسيا لخروج أوكرانيا المدعومة من الغرب من ازمتها ألراهنه ياتي ذلك في قت يواصل الغربيون انتهاج سياسة فرض العقوبات على روسيا. . وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تعتبر أن اتفاقية تسوية الأزمة التي تم التوصل اليها في جنيف 17 أبريل الماضي فشلت لكنه اعتبر أن هناك محاولات لتفريغ الاتفاقيات الموجودة من معناها. وأعاد لافروف الى الأذهان خلال مؤتمر صحفي بفيينا أن كييف بعد الانقلاب على سلطة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش سارعت الى الإعلان أن اتفاقية تسوية الأزمة التي عقدت في 21 فبراير لم تعد تتناسب مع الواقع. أما الآن فهناك محاولات لتفريغ اتفاقية 17 أبريل من المعنى. وردا على اقتراح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بشأن عقد لقاء جديد في جنيف لبحث تطبيق اتفاقية 17 أبريل وشدد لافروف على أنه لا يمكن لأحد حل مشاكل أوكرانيا باستثناء الأوكرانيين أنفسهم لكن على اللاعبين الدوليين أن يدعموا هذا التوجه. واعتبر أن الخطوة الأولى لتنفيذ الاتفاقية يجب أن تتمثل في سحب الجيش من المناطق الشرقية حيث يجري ما تطلق عليه كييف “عملية مكافحة الإرهاب”. واعتبر لافروف أن الخطوة الأولى لتهدئة الوضع في اوكرانيا يجب أن تكون وقف أوامر استعمال الجيش والحرس الوطني لقمع الاحتجاجات. وقال لافروف “واثقون من أن المخرج من الأزمة الحالية في اوكرانيا موجود ويمكن العثور عليه فقط من خلال الحوار الوطني الشامل.. حوار شامل يسمع عبره صوت الجنوب والشرق وكل إقليم في أوكرانيا” مؤكدا “نحن مستعدون للعمل لصالح تنظيم هكذا حوار.. لدينا اساس جيد لهذا يتمثل في اتفاقية 21 فبراير واعلان جنيف المؤرخ 17 ابريل. ويجب تنفيذهما”. وأوضح لافروف أن موقف موسكو حيال الانتخابات في أوكرانيا سيتعلق بالوضع الذي ستجري به هذه الانتخابات قائلا “الانتخابات والاستفتاء يجب ان تكون حرة وعادلة وفي وضع بعيد عن العنف وتحت مراقبة دولية موضوعية وغير منحازة”. ولفت الوزير الروسي إلى أن “اجراء انتخابات في وضع يستخدم الجيش به ضد قسم من السكان أمر غير طبيعي.. فهذه ليست أفغانستان.. إلى ذلك أبدت أوكرانيا امس استعدادها اجراء جولة جديدة من المحادثات مع روسيا اذا ما أيدت موسكو انتخابات الرئاسة التي ستجري في الخامس والعشرين من مايو الجاري.. وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الاوكراني اندريه ديشيتسيا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمجلس أوروبا بشأن الازمة في أوكرانيا “اذا كانت روسيا مستعدة للالتزام بتأييد هذه الانتخابات وازالة هذا الخطر وإلغاء دعمها للمحتجين فإننا مستعدون لاجراء مثل هذه الجولة من الاجتماعات. واضاف ديشيتسيا قائلا ان حكومته يمكن ان تؤيد جولة اخرى من محادثات جنيف اذا وافقت كل الاطراف على تنفيذ أي وثيقة يتم الاتفاق عليها هناك. وقال “لكن … الاولوية لدى أوكرانيا هي اجراء الانتخابات الرئاسية. واعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان الوزير فرانك فالتر شتاينماير توجه الى فيينا للقاء لافروف وكذلك وزير خارجية اوكرانيا اندري ديتشتسا على هامش الاجتماع. وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي يتوقع وصوله الى كييف خلال المساء للقاء مسؤولين محليين ان “غالبية الدول” المجتمعة توجه “رسالة بضرورة تنظيم الانتخابات الرئاسية” في 25 من مايو الجاري كما كان مقررا. من جانبه حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من ان اوكرانيا يمكن ان تغرق في “الفوضى وخطر حرب اهلية” في حال لم تنظم الانتخابات الرئاسية في موعدها.. وبدوره دعا رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بورخالتر في فيينا الى وقف لاطلاق النار في أوكرانيا بهدف تنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة. وقال بورخالتر في مطار فيينا “نحتاج لوقف اطلاق النار من اجل تنظيم الانتخابات . من جهة أخرى بدأ أمس الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس أوروبا بالعاصمة النمساوية فيينا وذلك بمشاركة 30 وزير خارجية بينهم الروسي سيرغي لافروف والأوكراني أندري ديشتشيستا. وأكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن المجتمع الدولي سيظل منفتحا على المقترحات الدبلوماسية التي من شأنها إنعاش اتفاقية جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية.. و استبعد وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس خروج  مجلس أوروبا خلال اجتماعه الذي يعقد في فينيا بحل للأزمة الأوكرانية الحالية لكنه لفت إلى أهميته في فتح قنوات اتصال بين أطراف الأزمة. وقال كورتس إن الأزمة الأوكرانية “مثل فتيل مشتعل” مضيفا أن “اجتماع مجلس أوروبا المقبل لن يأتي بمعجزات لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا” ولكنه أكد على أهميته في “فتح قنوات اتصال بين الأطراف المعنية بالأزمة في أوكرانيا” معتبراٍ أنه “لا يوجد حل سريع وسهل لهذا الوضع المتوتر”. وحول تقييمه للوضع في أوكرانيا قال كورتس “تدهورت الأوضاع مجدداٍ في الأسابيع الأخيرة لا سيما في شرق أوكرانيا واحتل الموالون لروسيا مدناٍ عدة ما فاقم الوضع بينهم وبين قوات الجيش والشرطة”. من جانبه دعا الحزب الشيوعي الأوكراني إلى تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الفاشية في البلاد. وأكد رئيس الحزب بيوتر سيمونينكو في تصريح صحفي يوم 6 مايو أن عددا من أعضاء كتلة حزب الأقاليم في البرلمان (الرادا) أيدوا هذه المبادرة. وأشار سيمونينكو إلى أن هذه الجبهة ستمثل مواقف الجماهير الأوكرانية من مختلف الفئات الذين يرفضون “النظام الفاشي” في أوكرانيا داعيا جميع المنظمات الأهلية والدينية التي تشارك هذا الموقف إلى الانضمام للجبهة. واتهم سيمونينكو النظام الحالي في كييف أنه يخطط لـ”أعمال استفزازية” من أجل أثارة الاشتباكات أثناء الاحتفال بعيد النصر على النازية بعد غد الجمعه مؤكدا أن المهمة الأولى للجبهة ستكون حماية المواطنين الأوكرانيين من الخطط الإجرامية للنظام ميدانيا اشتعلت معارك “دموية” في شرق أوكرانيا مخلفة 34 قتيلا بينهم 30 شخصاٍ من المحتجين و4 قتلى عسكريين وفق ما أعلنه أمس وزير الداخلية الأوكراني أرسين إفاكوف وتلتقي اللجنة الوزارية لمجلس أوروبا في فيينا لبحث تداعيات الأزمة في وقت يعقد البرلمان الأوكراني جلسة مغلقة في كييف. وأعلن وزير داخلية أوكرانيا أرسين إفاكوف عن مقتل 34 شخصا في المعارك الجديدة الدامية التي شهدتها منطقة سلافيانسك بينهم 30 شخصا مواليين لروسيا إلى جانب أربعة عسكريين سقطوا إثر الهجوم العسكري على سلافيانسك في شرق البلاد أمس الأول وكان تبادل كثيف لإطلاق النار وقع الاثنين واستمر لساعات في محيط سلافيانسك معقل الناشطين الموالين للروس كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وأسفرت المعارك عن سقوط أربعة قتلى ونحو ثلاثين جريحا في صفوف قوات الأمن الأوكرانية على ما أعلنت وزارة الداخلية مؤكدة أن االموالين يستخدمون السكان “دروعا بشرية” وأضرموا النار في منازل ما أوقع ضحايا وأشارت الإدارة المحلية في دونيتسك إلى سقوط قتيل مدني و15 جريحا بالرصاص في سلافيانسك كما أسقطت مروحية للجيش من طراز ام آي-24 بالسلاح الثقيل حوالي الساعة قرب سلافيانسك.. وأوضح رئيس الحرس الوطني ستيبان بولتوراك الموجود على مقربة من المعارك أن “خصومنا مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل جيد”. وأضاف “يبذلون كل ما في وسعهم لإجبارنا على استخدام أسلحة ثقيلة لكننا لن نقوم بذلك لتجنيب السكان المدنيين.. بدوره أكد القيادي الانفصالي فاديم أوريل لوكالة فرانس برس أن الجيش الأوكراني أطلق عليهم النيران من طوافة كما استخدم القذائف المدفعية بالقرب من مدينة أخرى على بعد خمسة كيلومترات من سلافيانسك..