الرئيسية - الدين والحياة - سطور مـــن نـــور
سطور مـــن نـــور
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن التواضع خلق كريم لا يتأتى التخلق به إلا لكل ذي قلب سليم وذلك لأن ذا القلب السليم يبصر بعيني قلبه قبل عيني رأسه فيرى حقيقة نفسية يرى أنه المخلوق من الماء والطين من الماء المهين: من مجرى البول مرتين! من ما استحى الله من ذكره فأشار إليه بقوله الكريم عز من قائل كريم” كلا إöنا خلقناهم مöما يعلمون ” المعارج. جعلني الله وإياكم- أيها القراء الكرام من ذوي القلوب السليمة والنفوس المطمئنة المستقيمة فأولئك هم الذين كشف الله أغطية الغفلة عن أعينهم فأبصروا أن لا شيء في هذه الحياة قد يبرر تكبر المتكبرين فعلام!!¿ علام يتكبر من لاحظ له في الكمال أبدا!¿ قوته يعتريها الضعف وصحته يعتريها المرض غناه يعتريه الفقر وشبابه يعتريه الشيب وحياته موعودة بالموت ولا فضل لهذا المسكين على غيره من خلق الله إلا بالتقوى ” أيها الناس إöنا خلقناكم مöن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائöل لöتعارفوا إöن أكرمكم عöند اللهö أتقاكم “. القراء الكرام.. تعالوا لنقف سويا أمام النصوص القرآنية العظيمة والتي نهى الله فيها عن كل مظهر يدل على كبر صاحبه بقول أو فعل نهى الله سبحانه عن تجاهل الآخر وهو يتحدث إلينا قال تعالى ” ولا تصعöر خدك لöلناسö ولا تمشö فöي الأرضö مرحا إöن الله لا يحöب كل مختال فخور ” ووجهنا الله الكريم سبحانه بأن لا نسرف في اصطناع المشي وأن لا نرفع الأصوات وأن نراعي مشاعر من يخاطبوننا حتى وإن كانوا أقل منا مكانة ومكانا فقال عز من قائل كريم “واقصöد فöي مشيöك واغضض مöن صوتöك إöن أنكر الأصواتö لصوت الحمöيرö” ووصف الله الكريم عباده الذين تواضعوا في حياتهم عباده لخالقهم العظيم المتكبر سبحانه فقال تعالى “وعöباد الرحمنö الذöين يمشون على الأرضö هونا وإöذا خاطبهم الجاهöلون قالوا سلاما”. ووبخ الله نبيه صلى الله عليه وسلم حين قطب وجهه وتولى عن الأعمى بن أم مكتوم وهو يسأله عن أمور دينه مشغولا بدعوة العظماء في قريش فقال ” عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدرöيك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذöكرى أما منö استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى “. لقد أحسن الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فكان سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم معلما مؤدبا ومع ذلك وجهه سبحانه قائلا (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) وقال له سبحانه مزكيا ” ولو كنت فظا غلöيظ القلبö لانفضوا مöن حولöك”. وروى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي “الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في شيء منهما كببته على وجهه في جهنم ولا أبالي”. والمتكبرون في الدنيا يحشرهم الله على هيئة الذر “النمل” تطأهم الخلائق بأقدامها.

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولاتك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع اللهم اجعلنا من المتواضعين وجنبنا دروب المتكبرين والحقنا اللهم بعبادك الأولياء الصالحين يا ربنا يارب العالمين .. أمين