الرئيسية - عربي ودولي - عيد انتصار الجيش الأحمر على النازية
عيد انتصار الجيش الأحمر على النازية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بقلم/ الاسكندر كيب – ” انهضي يا بلادي الكبرى.. انهضي لتقاتلي قتال الموت ” مع كلمات هذه الأغنية الوطنية الروسية المعروفة توجه ملايين الجنود السوفييت في صيف 1941م إلى جبهات القتال في أعنف معركة في تاريخ البشرية ضد ألمانيا النازية الغازية, التي خرقت معاهدة عدم الاعتداء بين موسكو وبرلين. وتقدمت بجحافلها العديدة إلى عمق الأراضي السوفييتية لتحتل خلال الأشهر الخمسة الأولى من أيام الحرب العالمية الثانية بيلاروسيا وأوكرانيا وجزءاٍ كبيراٍ من روسيا والبلطيق. فقدت موسكو أهم مراكز الخامات والصناعة وعشرات الآلاف من السوفييت نقلوا إلى معسكرات الاعتقال للإبادة أو الأعمال الشاقة كما فرض الحصار الخانق على مدينة لينينغراد ليصبح ذلك أسوأ صفحة في تاريخ الحرب , إذ كانت الوجبة اليومية الوحيدة لأهل المدينة نحو 125 غراماٍ من الخبز.. وقضى نحبهم حوالى 700 ألف شخص من الجوع والبرد والأمراض إلا أن المدينة صمدت وأبت أن تستسلم رغم هذه الظروف الصعبة واستطاعت صد الغزاة ودحرهم عنها نهائياٍ..وطلب الاتحاد السوفييتي آنذاك من الحلفاء الغربيين مراراٍ فتح الجبهة الغربية لتخفيف الحصار النازي عن لينينغراد لكنهم ماطلوا في الوقت حتى المرحلة النهائية في عام 1944م. وفي نفس الوقت خاض الجيش الأحمر القتال في الجبهة الشمالية الشرقية للصين , حيث كان الجيش الشعبي الصيني يخوض معارك شرسة ضد القوات اليابانية الغازية والمتحالفة مع القوات النازية والفاشية الألمانية وقام الجيش الأحمر بدفع وحداته القتالية إلى ميدان القتال داعماٍ بذلك الجيش الصيني في المعارك الطاحنة , مما أدى إلى دحرالغزاة اليابانيين وانهزامهم في المعارك لصالح الجيش الشعبي الصيني. قاتل الاتحاد السوفيتي 80% من قوات ألمانيا الفاشية في ساحات القتال الأوروبية , حيث لقي أكثر من 27 مليون روسي حتفهم ناهيك عن إهدار ثروات وطنية لاتقدر بثمن. الحرب الوطنية العظمى التي استمرت أربع سنوات مريرة طالت كل عائلة في الاتحاد السوفييتي السابق وتركت آثارها على كل شعبه ليبقى هذا النصر العظيم وباء على النازية وحلقة وصل بين شعوب العالم التي ضحت بالغالي والنفيس لتحقيق النصر على النازية والفاشية الألمانية. ومنذ ذلك التاريخ أصبح يوم 9 مايو يوماٍ يحتفل فيه الشعب السوفيتي بعيد النصر الذي حققه الجيش الأحمر على ألمانيا النازية , الذي قدم التضحيات الجسيمة في سبيل الذود عن الوطن وسقطت القرابين المهولة من أبناء الجيش الأحمر والشعب الروسي والسوفيتي العظيم في سبيل تطهير ورفعة واستقرار الوطن بل والعديد من الدول الأوروبية بالانعتاق والتحرر من الاحتلال والغزو الألماني الفاشي النازي. ” إننا نتذكر مآسي الحرب وسنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون تكرار شن الحرب العالمية حتى لا يهدد أحد أطفالنا وبيوتنا وأعراضنا وسنعمل كل ما بوسعنا من أجل تعزيز الأمن في كوكبنا . ان النصر الذي تحقق في عام 1945م هو رمز مقدس لحب الوطن والإخلاص له وهذا الإخلاص يعيش في كل شخص منا وهو إخلاص للتاريخ والجذور الروسية وعلينا الدفاع عن هذه الجذور والعمل على تسليم أولادنا روسيا مزدهرة قوية وحرة “. هذه كلمات خالدة من خطاب الرئيس فلادمير بوتين من خطابه في عيد النصر العام المنصرم تمثل وجهة نظر القيادة والحكومة والشعب الروسي حيال الحرب والسلم في العالم .. وفي المحصلة طويت صفحة الحرب العالمية الثانية السوداء منذ زمن بات بعيداٍ ولكن ذكراها خالدة في أذهان العالم وخصوصاٍ لدى الروس بعد النصر الذي حققه السوفييت على ألمانيا النازية , تلك الحرب التي يسمونها في روسيا بالحرب الوطنية العظمى حيث تسترجع أمم العالم بحرقة مآسيها القاسية التي تعد من أكثر الصفحات مأساوية في التاريخ الحديث للبشرية , كما أن بطولات الشعب الروسي باتت مصدر الهام لشعوب العالم في الدفاع عن كرامتها الوطنية والاحتفاظ بذكرى فخورة عن ملاحم الأجداد. ان الجيش الروسي الحديث اصبح جيشاٍ يمتلك اعلى الخبرات التكتيكية القتالية مزوداٍ بأحدث القدرات التكنولوجية العسكرية التي تمكنه من تحقيق النصر على أراضي الوطن والذود عن امنه واستقراره والمصالح الوطنية العليا بكل ما أوتي من قوة وانه لن يسمح للأعداء بالاقتراب من تراب الوطن الطاهر أو تهديد الامن والمصالح الروسية مهما كانت الاسباب والادعاءات.. وسيظل يقضاٍ على الدوام مستعداٍ لتقديم التضحيات تلو الاخرى من أجل ضمان أمن واستقرار الوطن والشعب.. هنيئاٍ لشعبنا وقيادته السياسية الحكيمة ولكافة منتسبي قواتنا المسلحة والأمن بمناسبة عيد النصر المتجدد.. والخلود لشهدائنا الأبرار الذين قدموا دمائهم الطاهرة في سبيل الذود عن الوطن والشعب وعزتهما وكرامتهما .. واننا سائرون على درب الكفاح والنضال لضمان حرية وسؤدد الوطن والشعب . ** الملحق العسكري بسفارة روسيا الاتحادية لدى الجمهورية اليمنية – مايو-2014م