الرئيسية - السياسية - توظيف العمل المؤسسي وتجييشه لخدمة توجهات سياسية .. مدخل للتصفيات الحزبية
توظيف العمل المؤسسي وتجييشه لخدمة توجهات سياسية .. مدخل للتصفيات الحزبية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الشرعبي: • فشل العمل المؤسسي سببه تدخل الأحزا ب السياسية

الأغبري: • بعض الأحزاب تستخدم الوظيفة العامة في مناكفاتها

العواضي: • الوضع السياسي خلق فجوة أثرت على الأداء الوظيفي

التسيس الوظيفي جعل الوظيفة في خدمة الحزب , حيث أفقد العمل رونقه في الفعل والعطاء لأن الانتماءات السياسية جعلت منتسبيها تابعين للمنظومة الحزبية الاستخباراتية , وكأنهم أجهزة في مراقبة النشاطات السياسية والحزبية على زملائهم العاملين وإعاقة أي تقدم وظيفي في إطار المناكفات السياسية , ولهذا جاءت الدعوات أنه لا بد من إدارة النظم في الدول والمجتمعات لإدارة السياسة لا سياسة الإدارة لأنه في الأخير فشل في بناء الدولة .

بداية مشوارنا الاستطلاعي كانت مع الكاتب والمحلل السياسي عبدالله عمر باوزير والذي أوضح بأن جميع النظم السياسية العربية سيست الوظيفة العامة وجعلت منها أداة هيمنة وتحكم رغم اختلاف التوجهات السياسية لكل نظام وبحسب درجة كليانية النظام تختلف درجة تسييس الوظيفة وإن ظلت خاضعة للأجهزة الأمنية لكل النظم العربية . وقال: لا بد من إدارة النظم في الدول والمجتمعات لإدارة السياسة لا سياسة الإدارة لأنه في الأخير فشل في بناء الدولة .

فشل الأداء من جانبه يقول المحلل السياسي الدكتور عبدالملك الشرعبي: إن التدخلات السياسية في العمل المؤسسي وتسخير بعضها لخدمة السياسة يجعل من المؤسسة عاجزة عن تحقيق طموحات منتسبيها ومن هنا نقول: من الخطأ الكبير إقحام السياسة في الأداء الوظيفي وإن الفشل الذي يواجهه العمل المؤسسي يتحمل جزءاٍ منه هيئاته الإدارية وكذلك نقول للأحزاب السياسية اتركوا المؤسسات بعيداٍ عن السياسة فإنكم مسئولون مباشرون عن أي فشل لها ولن يكون لهم نجاح وهم في الإطار السياسي بأنشطتهم . وأكد الشرعبي أن على الدولة مسئولية كبيرة في التوعية والدعم وتطبيق كافة القوانين المتعلقة بإنشاء الأحزاب .

منظومة استخباراتية ويرى الدكتور عبدالرزاق الأغبري – جامعة صنعاء: أن التسييس الوظيفي وجعل الوظيفة في خدمة الحزب أفقد العمل رونقه في الفعل والعطاء لأن الانتماءات السياسية جعلت منتسبيها تابعين للمنظومة الحزبية, وكأنهم أجهزة استخباراتية في مراقبة النشاطات السياسية والحزبية على زملائهم العاملين في مرافق العمل والإنتاج والتي كانت تمارس بالخفاء أيام العمل السياسي السري , لأن الحزبية محرمة ومجرمة أيضاٍ . موضحا بأن الصراعات السياسية والمماحكات الدائرة حاليا فيما بين حكومة التقاسم والتحاصص غير المنسجمة بل المتباينة فيما بينها قد أثر سلبا على الأداء بشكل عام في جميع مرافق العمل والإنتاج, حيث تستخدم الأحزاب في مناكفتها ضد بعضها سلاح الإيعاز إلى أعضائها العاملين في مؤسسة إنتاجية أو خدمية ليعرقلوا أو يفشلوا الأداء الخدمي أو الإنتاجي لنلك الجهة , وهنا نراهم يدمرون المنشآت القائمة بدلا أن يقووها أو يحسنوا من إنتاجها أو خدماتها . ومضى يقول بأن تلك المماحكات السياسية في بلدنا ليست في تحسين الأداء وفي جودة المنتج وزيادته وليس في المبادرة والتطوير, بل إنها تسير بسهولة إلى العرقلة والتدمير , لكون التنافس الحزبي لا يقوم على برامج واضحة تعطي آفاقاٍ للأجيال أن العملية السياسية في الوطن تتصارع سياسيا في مصلحة الوطن , في تحسين أداء الشيء القائم الموجود وفي التخطيط والتنفيذ للخطط المستقبلية والتفكير باستراتيجيات إنتاجية وخدمية لترتقي بالوطن والمواطنين .

الوساطة الحزبية من جانبه يقول محمد السكني – كاتب صحفي وناشط سياسي: إن تسييس الوظيفة العامة أضعف العمل المؤسسي بشكل كبير كون الموظف الشاغر لها ليس ذا مؤهلات إنما التسيس والوساطة الحزبية هي من مكنته.

انعدام الكفاءات ويرى المحلل أحمد الخبي أن التسييس الوظيفي أضعف الأداء المؤسسي حيث أوجد موظفين في الجهاز الحكومي تنعدم فيهم الكفاءة وتم تعيينهم لانتمائهم الحزبي فقط وإقصاء ذوي القدرة العلمية والمهنية عن تلك المناصب كما أن الترقيات بناء على التسييس الوظيفي أدى سلبا إلى كبت الطاقات لدى الموظفين القادرين على الأداء بسبب شعورهم بالظلم وهضمهم لحقوقهم في الترقيات ومنحها لمن لا يستحق. وقال : إن كل أداء سيىء في العمل المؤسسي مرده التسييس الوظيفي. محمد أمين العواضي – علوم سياسية يقول: مما لا يدع مجالا للشك بأن الوضع السياسي برمته قد خلق فجوة سلبية أثرت على المجتمع برمته وخاصة الأداء الوظيفي الذي يعاني من مفرزات ومخلفات الأزمة السياسية التي أفقدته مكانته الحقيقية فالمناكفات الجانبية والصراعات الحزبية عمت البيت الأسري قبل أن ترمي بظلالها على المجتمع ككل بما في ذلك العمل المؤسسي.

مرادفا للتنمية ويرى المحلل السياسي عادل شمسان: أن السياسة أثرت بشكل كبير على الأداء الوظيفي والنقابي داخل المؤسسات حيث أثرت سلبا عليها وهذا يأتي منذ عقود حين استعملت السلطة تأثيرها بالسيطرة على المؤسسات وسخرتها لصالحها بتجميدها عن هدفها الحقيقي . وتحدث شمسان عن دور العمل السياسي في المؤسسات والذي يفترض أن يكون مرادفا لعملية التنمية التي تصاحب مشروع الدولة وجزءاٍ هاماٍ لا يتجزأ في التنمية البشرية والحفاظ على حقوقه وينبع من قيمة الثروة البشرية التي يعول عليها البناء والرقابة على سير آلية المضي في تحقيق بناء الدولة المدنية والقضاء على المركزية الإدارية وتسلط القوى السياسية والقبلية والمناطقية .

التجييش في حين يرى الناشط وديع الفقيه أن السياسة أثرت كثيراٍ على الأداء والإنتاج الوظيفي بل إنه أحياناٍ يكون التأثير بشكل مباشر بحيث يتم توظيف العمل المؤسسي لخدمة توجهات سياسية كنوع من الاصطفاف والتجييش المجتمعي مع بعض المواقف السياسية ولخدمتها .