الرئيسية - فنون - قناة ” الأغاني ” المصرية وإذاعة عـدن
قناة ” الأغاني ” المصرية وإذاعة عـدن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ مختار مقطري –

رغم انتشار الفضائيات التلفزيونية وهبوطها كالغبار من الفضاء نحو الأرض, إلا أن التلفزيون لم يستطع زحزحة الإذاعة من عرشها . وقد كانت وما زالت إحدى أهم الوسائل الإعلامية ومصادر الفكر والثقافة والفن ومجالات ممارسة الإبداع . وشكل تأسيس الإذاعة المصرية عام1949م حدثا تاريخيا ومثلث منارة إشعاع تنويري فكري وأدبي وفني . وتعاقب عليها العشرات من رواد العمل الإذاعي والإعلامي وكبار الأدباء والشعراء والمثقفين وعمالقة الفن, وحرصت منذ تأسيسها على تسجيل وحفظ آلاف الأعمال الفنية لفناني مصر والفنانين العرب . فصار لديها اليوم كنوز فنية لا تضاهيها قيمة وفنا وجمالا كنوز الذهب في مقابر ملوك مصر القديمة . ومنذ عدة أشهر أتابع بشغف واهتمام قناة (الأغاني (الإذاعية الفضائية المصرية لأكثر من ثلاث ساعات يوميا, وهي قناة متخصصة في بث الأغاني على مدار 24 ساعة متواصلة, لكبار الفنانين المصريين والعرب, أم كلثوم, وعبدالوهاب, وفريد وحليم, ومحرم فؤاد, وطلب وقنديل, وفوزي وأسمهان, والصافي, وبلان, وليلى مراد, ونازك, وشادية, ووردة, وهدى, وفايزة أحمد, ونجاة وشهرزاد وغيرهم أكثر منهم وهي لا تقدم غير الغناء الراقي والطرب الأصيل, فلا تقدم الأغنية الهابطة وأغنية الفيديو كليب وأغاني هده الفن الرفيع. وهي تحرص على ذكر اسم الشاعر والمحلن والمطرب لكل أغنية حفاظا على الحق الأدبي وهده مالا يفعله اليوم عدد غير قليل من الإذاعات العربية لكن لم أسمع إلى اليوم أغنية لموسيقار اليمن الكبير (أحمد بن أحمد قاسم) مع أنه لا يقل شأنا فنيا عن الموجي والطويل وبليغ والعتب في ذلك يقع على وزارتي الثقافة والإعلام في اليمن . إن في الاستماع لقناة (الأغاني) متعة فنية كبيرة وارتقاء بالذوق العربي والأدبي والفني الجمعي وهو مالا تقدر أن تحققه معظم أغاني هده الأيام البليدة فنيا والمصابة بالربو الفني وفقر الفن وتقدم قناة (الأغاني) المعروفة للفنان وأغانيه النادرة وسهرة غنائية يوميا لكبار الفنانين وفي مقدمتهم أم كلثوم. حيث تقدم سهرة كلثومية مع إحدى أغانيها نقلا من الحفلات العامة دون نقصان أو مونتاج مع ذكر التاريخ ويوم الحفل واسم المسرح وفي ذلك متعة وفائدة لهواة التسجيل وعشاق أم كلثوم وأنا زعيمهم في عدن حسب توصيف زعيمهم بصنعاء وغريمي في عشقها باليمن الأستاذ خالد الرويشان. وهو تصنيف لم ينصفني لأني أرى أني زعيمهم في مساحة أكبر من عدن في اليمن وأرى أني أحد كبار عشاق فنها العظيم في الوطن العربي. وتقدم قناة الأغاني يوميا برامج فنية رائعة جدا وقليلة جدا وهذا هو الصواب.. لأن معظم مساحة البث ينبغي أن تكون للأغاني ومن هذه البرامج (غواص في بحر النغم) للموسيقار عمار الشريعي ..وبرنامج (لسه فاكر) للأستاذة دولت أبو الفتوح وكما كان للقاهرة عصر غنائي ذهبي استمر لعدة عقود. وكما أسهمت الإذاعة المصرية في صناعة ذلك العصر الذهبي للأغنية المصرية أسهمت إذاعة عدن التي تأسست عام1954م في صناعه ذلك العصر الذهبي للأغنية اليمنية في مدينة عدن . فقد فتحت أبوابها لكل الفنانين لتسجيل وتوثيق إنتاجهم وكانت موجودة في معظم الحفلات العامة وكانت مساحة للإرسال مخصصه للأغنية والبرامج الفنية . وقد ساعدها على ذلك شغف الجمهور بالغناء وبزوغ الفنان للتجديد وتأسيس الندوات الموسيقية والفرق الموسيقية الأهلية في الخمسينيات في عدن ولحج وأبين وحضرموت واهتمام الأدباء والشعراء والمثقفين بالموسيقى والغناء. ولدى إذاعة اليوم إن صدق ظني كنوز كثيرة من روائع الغناء اليمني القديم والجديد من حقه علينا ومن حق فنانينا أن نقدمه للجمهور العربي ..ولديها كوادر عالية المستوى وخبرات طويلة وغنية في العمل الإذاعي والمجال الفني . إن مساحة بث الأغاني في الإذاعة صارت اليوم قصيرة بسبب تنوع المواضيع ونحن نؤمن بدور الأغنية في الارتقاء بالذائقة الجمعية وتهذيب الوجدان ومع ركود ساحتنا الغنائية فإن إذاعة مؤهلة للإشراف على بث الأغاني في مساحة زمنية أطول مخصصة للأغاني فقط. ويمكن مؤقتا استغلال فترة توقفها عن الإرسال في الساعة الثانية عشرة ليلا إلى أن يتم تأسيس قناة (الأغاني) الإذاعية المصرية الرائعة فما أحوجنا لسماع الغناء الراقي وا لأصيل في في هذا الزمن الغنائي غير الراقي وغير الأصيل.