الرئيسية - عربي ودولي - لولا دا سيلفا ..من ماسح أحذية إلى رئيس جمهورية
لولا دا سيلفا ..من ماسح أحذية إلى رئيس جمهورية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا -رئيس البرازيل السابق يقول في مذكراته إن (الشيء الأول الذي أتذكره عندما يسألني أحد عن طفولتي, هو أنه لم يكن لدي طفولة, فمن الصعب أن يتذكر ولد فقير,لا بل شديد الفقر طفولته.. قد نتذكر الأشياء الجميلة في حياتنا,أما تلك القبيحة فننساها, وهو أمر لا ينطبق على فقراء الشمال الشرقي من البرازيل فحسب, بل على أبناء العالم قاطبة..وما أذكره هو تناولي الأرز للمرة الأولى لأنني مرضت والأرز في بيتنا من السبع المستحيلات والنوادر) ويضيف:(من الذكريات الجاثمة على مخيلتي يوم قررت والدتي الانتقال إلى ساوباولو فباعت كل ما نملك ,الأرض والحمار والساعة حتى تماثيل القديسين وصور العائلة كل هذا تسديدا لنفقات الهجرة). ولد الرئيس الخامس والثلاثون للبرازيل لولا دا سيلفا (في 27 أكتوبر 1945م) في قرية صغيرة تدعى” فارجيم كوم بريدا”والمعروفة حاليا كايتس وهي إحدى المقاطعات بولاية “برانبوكو وهو الابن السابع لعائلة تتألف من 5 ذكور و3 بنات .. بدأ لولا داسيلفا دراسته في سن مبكرة غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في مستوى الخامسة من التعليم الأساسي بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي أحاط بأسرته الأمر الذي اضطره إلى العمل كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساوباولو وبعدها صبيا بمحطة بنزين ثم خراطا وميكانيكي سيارات وبائع خضار لينتهي به هذا الحال كمتخصص في التعدين بعد التحاقه بمعمل «فيس ماترا» وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات. وفي سن الـ 19 خسر لولا أصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات.. ظهر اجتهاد دا سيلفا في أوائل العشرينيات من عمره عندما مارس العمل النقابي ونجح فيه بمساعدة أخيه فريرا دا سيلفا. واستطاع أن يحتل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد في عام 1967م بعد أن تخلى أخوه عن المنصب وفي عام 1978م تم انتخابه رئيسا للنقابة. وفي عام 1980م وأثناء إضراب للمصانع في أطراف مدينة ساو باولو في فترة سيطرة الجيش على الحكومة ترأس خطاباٍ لنقابات العمال الصناعيين وكانت خطاباته مشجعة ضد الحكومة فأدى ذلك إلى احتجازه لمدة ثلاثين يوماٍ وفي عام 1981م حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف بتهمة التحريض ولكن أطلق سراحه في عام 1982م وفي عام1984م شارك مع “أوليسيس غاماريس” في حملة انتخابية لإعادة الديمقراطية إلى البرازيل وعودة حق الرئاسة المباشرة وفي عام 1986م انتخب نائبٍا عن ولاية ساو باولو وفي عام 1988م شارك في صياغة الدستور. وفي عام 1989م عقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ الانقلاب العسكري في عام 1964م ورشح نفسه للرئاسة لكنه هزم في الجولة الثانية ضد مرشح الحزب الوطني فيرناندو كولوو وفي عام 1992م أيد عزل الرئيس فيرناندو كولور ميلو الذي اتهم في قضايا فساد وفي عام 1994م أعاد ترشيح نفسه للرئاسة إلا إنه خسر من الجولة الأولى ورشح نفسه أيضٍا في انتخابات عام 1998م وخسرها للمرة الثالثة من الدور الأول وبالرغم من ذلك أصبح قويا في المعارضة وكان حزبه (حزب العمل) ينمو باستمرار هو أول حزب عمالي تأسس في 10 من فبراير عام 1980م على يد دا سيلفا وعدد من المثقفين والسياسيين هو حزب يسارى. وفي 2002م تم انتخاب لولا دا سيلفا رئيسٍا للجمهورية في شهر أكتوبر بعد أن حصل على أكثر من 51 مليون صوت بنسبة (62%) من إجمالي عدد الأصوات ليصبح لولا دا سيلفا أول رئيس يساري منتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل في 15 من نوفمبر عام 1889م. وفي عام 2006م لم يحصل لولا دا سيلفا على أغلبية الأصوات في دورة التصويت الأولى من انتخابات الرئاسةولكنه فاز في الدورة الثانيةوبذلك حصل دا سيلفا على فترة ولاية ثانية في نوفمبر عام 2006م بعد أن حقق فوزاٍ بنسبة 60% من إجمالي أصوات الناخبين. وظل لولا دا سيلفا في منصب الرئيس حتى الأول من يناير 2011م. وبعد أن انتهت فترته الرئاسية بكى وقال إنه لا يمكن تعديل الدستور ليتمكن من أن يترشح للمرة الثالثة وفي تصريح للرئيس لولا دا سيلفا لمجلة برازيلية صرح قائلٍا (ناضلت قبل عشرين عاما ودخلت السجن لمنع الرؤساء من أن يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية. كيف أسمح لنفسي أن أفعل ذلك الآن.. لقد لعب الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا دورا كبيرا في النهوض بوطنه من خلال الخطة الذي رسمها خلال فترة حكمه للبرازيل التي لم تتجاوز الـ 9 سنوات تمثلت هذه الخطة في النهوض بالاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحديث الجيش بعد أن عانت البرازيل مشاكل عدة كارتفاع البطالة والفقر ومعدلات التضخم وغيرها من المشاكل إلا انه استطاع خلال فترة وجيزة من حكمه التي امتدت من 2002 م حتى 2011م أن يتغلب على كافة هذه المشاكل من خلال المنهج الذي سار عليه لتصبح البرازيل اكبر دولة في أميركا الجنوبية من دولة نامية وفقيرة إلى قوة اقتصادية وفي المرتبة الثامنة عالميا..